هل يعود المصريون للعشرة الكبار كرويا؟
السبت، 19 نوفمبر 2022 11:00 ممحمد طعيمة
تصنيف فيفا ليس لقبا شرفيا؛ بل يحدد مصير فرق قومية وبهجة أو حزن شعوبها تجاه الفعاليات الدولية.
أجمع محللو الكرة على أن مركز المنتخب الوطني، الـ 45 عالميا والسادس قاريا، خلال التصفيات المؤهلة لمونديال الدوحة التي تنطلق 20 نوفمبر الجاري، كمستوى ثان إفريقيا والتي وضعته في مواجهة منتخبات التصنيف الأول، كالسنغال، أضاعت فرصة وصوله لكأس العالم، مصدر متعة الكرة الأرضية من 20 نوفمبر لـ18 ديسمبر.
الشهر الماضي، تقدم تصنفينا درجة إلى الـ39، عقب تراجعه درجات مع هزيمتي إثيوبيا وكوريا الجنوبية؛ المدهش أن فريقنا ناطح سادة العالم كرويا قبل 13 عاما، وصُنف بين العشرة الكبار مع حسن شحاتة، خلال ما كان عصرا ذهبيا لنا.
تمهيد
قبل المنتخب الأول، قاد شحاتة منتخب الشباب للفوز ببطولة أفريقيا 2003 في بوركينا فاسو، ليصعد إلى كأس العالم للشباب بالإمارات ويتجاوز الدور التمهيدي لـ 16 بعد فوزه على نظيره الإنجليزي بهدف لعماد متعب، وفي الـ16 اصطدم بثاني سحرة المنتخبات.. الأرجنتين، والأهم بداية ظهور "الشلال الذي لا يُوقف".. "ميسي" وهزمنا بهدفين نظيفين، وهي المباراة التي تغنى فيفا، قبل شهرين، بلمسات شيكا بالا فيها.
نتائج زكته حين أقال الاتحاد المصري ماركو تارديلي، المدير الفني للمنتخب الأول، بعد تآكل فرصه في تجاوز تصفيات كأس العالم 2006، وفي 28 أكتوبر 2004 عين شحاتة مديرا فنيا مؤقتا للمنتخب، وثُبت في 13 يناير 2005.
حقق المنتخب عدة انتصارات، بدأها بالتعادل 1 -1 مع نظيره البلغاري بالقاهرة، ثم الفوز على كوريا الجنوبية بهدف في سيول، ثم برباعية نظيفة على بلجيكا قي القاهرة.
في تصفيات كأس العالم 2006، أنهى المنتخب المباريات المتبقية له بتحقيق 10 نقطة من أصل 15. وحقق مفاجأة بتعادله مع الكاميرون 1-1 بالجولة الأخيرة لتذهب بطاقة التأهل من الكاميرون للمنتخب الايفواري.
شهرنا العظيم
يونية 2009، كان المنتخب حديث العالم وينافس سحرة المستديرة، ويتفوق؛ وتصف كبريات وسائل الإعلام لعبه بـ"الرائع"، كما تحليل بي بي سي لمباراتيه مع البرازيل، المرشحة الدائمة لحصد البطولات، وإيطاليا حاملة مونديال 2006.
في 15 منه، خاض المنتخب المصري أفضل مباراة له عبر تاريخه، خلال كأس العالم للقارات؛ بادرت البرازيل بالتسجيل عبر ريكاردو كاكا، أفضل لاعبي البطولة، الدقيقة الخامسة، ليرد منتخبنا سريعاً برأسية محمد زيدان الدقيقة التاسعة؛ لويس فابيانو، هداف كأس القارات، أضاف الثاني للبرازيل الدقيقة 12، ودوس سانتوس الثالث الدقيقة 37.
توقع الكُل هزيمة ثقيلة لمصر، لكن كتيبة شحاتة انتفضت الشوط الثاني، سجل محمد شوقى الثاني الدقيقة 54، وبعد دقيقة أضاف زيدان الثالث، وسط ذهول كارلوس دونجا المدير الفن البرازيلي، كما رصدت الشاشة لحظتها. وبينما تقارب المباراة نهايتها، احتسبت ركلة جزاء للبرازيل أحرز منها كاكا الرابع.
في 18 منه، حقق الفراعنة إنجازهم الأكبرعلى حساب بطل العالم؛ كان محمد حمص، ابن الدراويش، مفاجأة التشكيل. ووفق تحليل بي بي سي "حققت مصر فوزا تاريخيا هو الأول لمنتخب أفريقي على الآزوري". قبلها كانت أبرز نتيجة لمنتخب أسمر ضده هي تعادل الكاميرون معها 1-1 في مونديال 1982 باسبانيا. إلتقي الآزوري فرق القارة 14 مرة، قبل مصر، فاز 12 مرة وتعادل في مباراتين".
هزم الفراعنة بطل مونديال 2006 بهدف نظيف من رأسية حمص الدقيقة 40، وكان بإمكانهم تعزيز تقدمهم، وتصدى الحضري لتسديدات عدة للإيطاليين. وحسب البي بي سي، فأن فوز المصريين "التاريخي"، أكد أن "عرضهم الرائع" أمام البرازيل ليس مصادفة.
وخارج التوقعات، خسر الفراعنة التأهل للنهائي أمام أمريكا بثلاثية، وانهزمت الأخيرة من السامبا بثلاثة مقابل هدفين، وذهب اللقب للمرشح الدائم، لكن أولاد شحاتة خرجوا باحترام العالم.
الهرم المقلوب
في كتابه "الهرم المقلوب.. تاريخ تكتيكات كرة القدم"، يوثق المحلل الكروي الإنجليزي الأشهر، جوناثان ويلسون, لنشأة تكتيكات اللعبة وتطورها منذ ابتكارها حتى 4-5-1 الحديثة وتنويعاتها. فسر الكاتيناشيو الإيطالية، واللعب الجماعي الألماني, والمهارات الفردية اللاتينية, والتكتيكيات التى إبتكرها، وصدرها، السوفيت، لتكون "فرشة" الكرة الحديثة حتى اليوم.
لم يغادر أوربا وأمريكا اللاتينية إلا لشرح خطة لعب الفراعنة بكأس إفريقيا 2008، وحصولهم على اللقب القاري الخامس؛ مرجعا فوزهم ببطولتي 2006 و2008، واكتساح السمراء لطريقة لعب المعلم، 3-4-1-2 المثالية، أمام 4-4-2 لباقي الفرق. مركزا على مباراتيه أمام الكاميرون، مستهل ونهائي بطولة 2008.
الكتاب وصل القائمة القصيرة لجائزة ويليام هيل لأفضل كتاب رياضي عام 2008، وفاز بأفضل كتاب كرة قدم عام 2009. ترجمه أحمد لطفي علي سنة 2013 لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الإماراتية.
تفاوت عالمي
تفاوت تصنيف الفيفا للفراعنة بين الـ 75 والتاسع دوليا بمتوسط 36! الفرق شاسع وكاشف عن ارتباك المنظومة الكروية، التي انضمت لأفضل 20 منتخب مع شحاتة، عام 2008، الـ16، وبعد ثلاث سنوات التاسعة عالميا، ديسمبر 2010، أيضا مع المعلم؛ ليكون ثاني منتخب خارج قارتي أوروبا وأمريكا اللاتينية يقتحم قائمة العشرة الكبار بعدما احتل منتخب نيجيريا الذهبي المركز الخامس عام 1994.
تفاوت يقول أن في أيدينا أن نصبح بين الكبار ونسعد ملايين المصريين، فقط بانضباط منظومتنا الكروية، مع روي فيتوريا، بداية من ودية بلجيكا، 18 الجاري.