أفتتاح أعمال المؤتمر الدولى الـ 35 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي تحت شعار "مواجهة ظاهرة الكراهية"

السبت، 19 نوفمبر 2022 12:54 م
أفتتاح أعمال المؤتمر الدولى الـ 35 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي تحت شعار "مواجهة ظاهرة الكراهية"
منال القاضي

افتتح مؤتمر مسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، أعمال دورته الـ 35 في مدينة ساوباولو البرازيلية، مساء أمس الجمعة، بالنشيدين الوطنيين لجمهورية البرازيل والمملكة العربية السعودية، وبمشاركة وزراء وسفراء ووفود رسمية من 30 دولة، وباحثين ومختصين من 100 دولة حول العالم، حيث يناقش في دورته الحالية موضوع  "مسلمو أمريكا اللاتينية في مواجهة ظاهرة الكراهية".
 
واستهل الحفل الخطابي للمؤتمر بكلمة المملكة العربية السعودية، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، ألقاها بالنيابة عنه وكيل وزارة الشؤون الإسلامية، الشيخ عواد بن سبتي العنزي، أشار فيها إلى أن التحولات السريعة التي تعصف بالعالم، أدت إلى تصاعد حدة الخطابات المتطرفة والدعوة إلى الكراهية والعنف، ما يتطلب تعاطيا جديا أكثر مرونة يتناسب وحجم المشكلة، ويرتكز إلى الشراكة الفاعلة وتضافر الجهود الدولية، إزاء التحديات العالمية التي لا ترتبط بدين أو عرق أو ثقافة أو مكان، مشددا على المسؤولية العظيمة الملقاة على كاهل حملة الرسالة الإسلامية، والجهات والهيئات والمراكز وغيرها من المؤسسات التعليمية، في التعريف بالإسلام الصافي البعيد كل البعد، عن الغلو والتطرف والانحلال والإفراط.
 
وفي كلمته أمام المشاركين في المؤتمر، أشار ممثل رئيس جمهورية البرازيل النائب الفيدرالي لويس مارينيو، إلى أن الجالية المسلمة هي من أكثر الجاليات اندماجا في المجتمع، مؤكدا على أهمية وضرورة مثل هذه المؤتمرات، وأهمية التعاون لنبذ الكراهية وإحلال التسامح، شاكرا للمملكة العربية السعودية رعايتها لهذا المؤتمر.
 
من جانبه، حذر رئيس مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، الدكتور أحمد علي الصيفي، في كلمته من مخاطر تفشي ظاهرة الكراهية وآثارها السلبية على مسلمي أمريكا اللاتينية والعالم بشكل عام، مشددا على أن السبيل الأوحد لمواجهتها يكمن في مواجهة أصلها وتطوير وسائل لتصحيح المفاهيم المغلوطة، والسعي بكل السبل علما وعملا لكشف الضلال والفهم الخاطئ.
 
ونوه الصيفي، بخبرات المملكة العربية السعودية في هذا الإطار، وجهودها الكبيرة في تحقيق الاستقرار والأمن والأمان، من خلال مواجهة هذه الظاهرة، كما دعا إلى الاستفادة من خبرات وتجارب وزارة الشؤون الإسلامية في الدعوة إلى الله، والإشراف على المساجد والمراكز الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، وثمن الدكتور أحمد  الجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله في خدمة الإسلام ونشر مبادئه العظيمة والتصدي للغلو والكراهية، مثنياً بالدور الفاعل الذي تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية في رعاية وتنظيم هذا المؤتمر الذي أصبح معلمًا من معالم الخير في أمريكا اللاتينية لنشر صحيح الإسلام.
 
وأوضح الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، عضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب الحرم المكي، ورئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، أن الفئات المستهدفة من خطاب الكراهية، غالبا ما تكون من الضعفاء أو الأقليات، ومن المهم التفريق بين حرية الرأي المكفولة للجميع، وحرية التعبير عن الرأي والتي يجب أن تخضع لضوابط عديدة، من أهمها احترام حقوق الآخرين وحماية الأمن العام، وشدد فضيلة على أن خطاب الكراهية يتعارض تعارضا تاما مع قيم التسامح، والعيش المشترك بين أبناء البشر جميعا.
 
ونبّه الدكتور عبد الله معتوق رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، في كلمته أمام المؤتمر، من التنامي الملحوظ خلال السنوات الأخيرة لخطاب الكراهية، وما نتج عنه من جرائم إبادة جماعية يندى لها الجبين، اجتاحت مناطق عديدة حول العالم، وهذه الظاهرة الخطيرة تفرض على العالم تضافر الجهود والعمل على تعزيز الحوار بين مختلف الأديان، مؤكدا على أن التطرف والغلو والجهل بالعلوم الشرعية، من أهم العوامل التي تؤدي إلى نشوء خطاب الكراهية، لذلك فإن العلماء والمفكرون والدعاة المسلمون، يتحملون مسؤولية عظيمة في تبيان وسطية الإسلام وتسامحه وإنصافه ورحمته، ودعوته للأخلاق الفاضلة وإرساء قيم المحبة والمودة.
 
وألقى كلمة الأديان أمام المؤتمر، المطران جوزيه بيزون مطران الطائفة الكاثوليكية في البرازيل، حيث أكد على أهمية المؤتمر في تعزيز التعايش السلمي بين أتباع الأديان، منوها بدور المملكة في دعم هذه المؤتمرات التي من شأنها تعزيز ثقافة التسامح والتصدي للكراهية.
 
وفي ذات السياق، أكد الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور محمد البشاري، على أن خطاب الكراهية يعتبر هجوما على التنوع والتعددية والتسامح، والقيم التي يقوم على أساسها العيش المشترك والوئام الوطني، مشددا على أن التطرف الديني والتعصب المذهبي يقودان إلى الكراهية، وأصبحت مسؤولية التصدي لها مسؤولية مجتمعية ثقافية على كل المنظمات الحكومية وغير الحكومية، وخيار المواجهة هو الخيار الوحيد الكفيل بإخراج العالم من الأزمات والصراعات التي تعصف به اليوم.
 
وفي ختام الحفل الافتتاحي للمؤتمر قدم وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الشيخ عواد بن سبتي العنزي درع الوزارة لرئيس مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، كما كرم رئيس المؤتمر الدكتور أحمد علي الصيفي وكيل الوزارة العنزي وعدد من المشاركين بالمؤتمر .
 
وتستمر أعمال المؤتمر الذي ينظمه مركز الدعوة الإسلامية بالبرازيل بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة على مدى ثلاثة أيام، تناقش فيها الوفود المشاركة سبل التصدي لظاهرة الكراهية ومنع آثارها المدمرة عن المجتمعات والدول، ووضع استراتيجيات وآليات علمية وعملية لاحتوائها والقضاء على أسبابها، من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر قيم ومبادئ الدين الإسلامي الصحيحة في الاعتدال والوسطية، والتي تدعو إلى الألفة والتسامح والتعايش بين جميع شعوب العالم دون تفريق أو تمييز، حيث سيصدر المؤتمر بياناً ختامياً لأعماله وتوصيات من المشاركين بأعماله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق