جوجل يحتفل بذكرى ميلاده.. من هو حامد جوهر "ملك البحر الأحمر"؟

جاء احتفال محرك البحث جوجل بذكرى ميلاد الراحل الدكتور حامد جوهر، الذي ولد في 15 نوفمبر 1907 فى القاهرة، وقدم أحد أشهر البرامج العلمية وهو برنامج "عالم البحار" الشهير، والذى قدمه لمدة 18 عاما، ليذكرنا ذلك بفترة من أهم الفترات العلمية والثقافية التي مرت بها مصر ، ليتصدر الدكتور حامد جوهر التريند علي محرك البحث جوجل .

من هو حامد جوهر؟

ولد حامد عبد الفتاح جوهر في الدرب الأحمر بالقاهرة في العام 1907، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، إذ حفظ عِدة أجزاء من القرآن الكريم وكان من معلميه عبد الله العفيفي الذي كان سببًا في حبه للغة العربية فأحب أشعار أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وحصل على شهادة البكالوريا في العام 1925 من المدرسة الثانوية الملكية "الخديوي إسماعيل فيما بعد"، والتحق  بكلية الطب وعلي الرغم من تفوقه أنتقل لكلية العلوم التي كانت حديثه العهد في ذلك الوقت ، وحصل على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف الأولى عام 1926، وجرى تعيينه معيدًا في قسم علوم الحيوان بنفس الكلية، وفي عام 1931، تقدم بأول رسالة لنيل درجة الماجستير وكان موضوعها "التشريح الدقيق وهستولوجيا الغدد الصماء في الأرنب"، وحصل على الدكتوراه في العلوم في هذا الفرع من المعرفة، كما كان حامد جوهر أول من يحصل على الدكتوراة في علوم الحيوان.

قامت جامعة كامبريدج بدعوة الدكتور حامد جوهر لزيارة إنجلترا، وسافر إليها 1937، ومكث هناك لما يقرب من عامين زار خلالها العديد من متاحف التاريخ الطبيعي في لندن وباريس وبرلين وفيينا، ونشر نتائج أبحاثه العلمية في الدوريات العلمية الأوروبية.

عمل الدكتور حامد جوهر مستشارا للسكرتير العام للأمم المتحدة لتنظيم المؤتمر الدولي الأول لقانون البحار في جنيف عام 1958، واختارته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1959، رئيسًا للجنة التخلص من النفايات النووية في أعماق البحار، وعمل مستشارًا للعلوم والتكنولوجيا بجامعة الدول العربية عام 1970، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1973، وكان عضوًا باللجنة الاستشارية لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة، وشارك في المعاجم العلمية العربية التي أصدرها مجمع اللغة العربية وأبرزها معجم "البيولوجيا في علوم الأحياء والزراعة" الذي استغرق إعداده 8 سنوات، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم عام 1974 ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1975. 

 

وتكريما له تم إطلاق اسمه على مدرسة إعدادية للبنات بالغردقة "مدرسة الدكتور حامد جوهر الإعدادية بنات"، كما طالب سكان منطقة حفر الباطن بالغردقة مؤخرًا بإعادة إطلاق اسمه على المنطقة بدلًا من اسمها الحالي.

وعن حياته الخاصة فلم يتزوج الدكتور حامد جوهر، فقد كان يقول لتلامذته أنه تزوج البحر الذي أعطاه حياته إذ عاش راهبًا للعلم، كما قال عنه عبد الحليم منتصر رائد علم البيئة النباتية "أمضى الدكتور جوهر زهرة شبابه وسِني كهولته باحثًا دارسًا للبحر حتى غدا خبيرًا عالميًا مرموقًا من خبرائه، فخرج على الناس بعشرات البحوث المنشورة في أرقى المجلات العلمية".

كما أن له شقيق أصغر منه وهو الفنان علي جوهر الذي ولد  في العاصمة البريطانية لندن، والتحق بمدرسة التجارة وعمل في شركة البترول ومنها إلى البرنامج الأوروبي حيث كان يعمل مقدمًا للنشرات الإخبارية، واكتشفه المخرج نيازي مصطفى في ستينيات القرن الماضي وقدمه في فيلم "جناب السفير" عام 1966، وقدم للسينما والتلفزيون نحو 60 فيلمًا ومسلسلًا، كما عمل مذيعًا لنشرة اﻷخبار باللغة اﻹنجليزية في القناة الثانية بالتلفزيون المصري، ورحل عن عالمنا في  1998.

تكريم الدكتور حامد جوهر

خلال زيارة الملك فاروق الأول للغردقة عام 1942، أهدى الدكتور حامد جوهر قطعة أرض بمساحة 55 فدانًا لتأسيس باقي مباني محطة البحوث البحرية، تقديرًا له لنبوغه في البحث العلمي، وهي قطعة الأرض المقام عليها حاليا معهد علوم البحار.

وتوجد بها أيضًا استراحة الدكتور حامد جوهر واستراحة كبار الزوار وكان الملك فاروق يقيم داخل الاستراحة أثناء زيارته للمعهد، ونشأت بينه وبين الدكتور حامد جوهرعلاقة وطيدة، وهناك تميمة مسجل عليها "هدية الملك فاروق الأول للدكتور حامد جوهر" في متحف علم المحيطات بالمعهد.

حامد جوهر ملك البحر الاحمر

كان عشقه للكائنات البحرية دور كبير في حصولة علي لُقب "ملك البحر الأحمر" حيث جعله في حاله بحث دائم عن كل ما هو جديد، كما كان يحب رياضة السباحة والتجديف، ولعبت المصادفة دورها في حياته حينما أراد أستاذه أن يكافئه على نجاحه الباهر في أبحاث الماجستير، فرتب له رحلة إلى محطة أبحاث الأحياء المائية في مدينة الغردقة ليعجب بالمكان وتتكرر زياراته له  حتي انتقل للعمل بها عام 1932 تحت رئاسة العالم الإنجليزي سيريل كروسلاند، وأقام إقامة دائمة وتفرغ لأبحاثه التي تناولت الشعاب المرجانية والأسماك والرخويات وعرائس البحر "الأطوم أو بقر البحر".

وقد تولى الدكتور حامد جوهر رئاسة المحطة البحثية كأول رئيس مصري 1934 وظل رئيسًا لها لمدة 40 عامًا، شهد خلالها المعهد نشاطًا علميًا دؤوبا، إذ أنشأ الدكتور الراحل متحفًا للأحياء المائية تابع للمحطة، بالاضافه لذلك أنشأ الدكتور حامد جوهر معهد الأحياء المائية بعتاقة بالسويس، وأقام به متحفًا آخر لأحياء البحر الأحمر.

كما أجرى أبحاثًا مهمة في مجال علوم البحار، وتحمل المحطة الآن اسم "المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد" فرع البحر الأحمر، وتتبع وزارة البحث العلمي.

برنامج "عالم البحار"

قدم الدكتور حامد جوهر برنامج تليفزيوني أسبوعي شهير كان يذاع يوم الجمعة يسمى "عالم البحار"، وذلك علي مدار  18 عاماً، حيث كان يعرض أفلاماً عن مختلف الكائنات البحرية ويقوم هو بالتعليق شارحاً الصورة ومعرفاً بالفصائل المختلفة وعاداتها وصفاتها، وكان للدكتور حامد جوهر صوت مميز ارتبط بأذهان المشاهدين على مدار تلك الأعوام.