تجنب ملوثات هواء تزيد على 16 ألف طن بين 21 سبتمبر و15 أكتوبر 2022.. 43% من المواطنين يرون أن تغير المناخ سببه أنشطة البشر وسلوكياتهم
الإثنين، 14 نوفمبر 2022 04:00 مسامي بلتاجي
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتخذت العديد من الإجراءات الحثيثة، في إطار مواجهة عوامل التغير المناخي، من أجل خلق بيئة نظيفة ومستدامة؛ مشيراً إلى أن الدورة الحالية لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة للتغير المناخي COP27، فرصة جيدة، لعرض مختلف الجهود التي تقوم بها الدولة، في سبيل الحفاظ على البيئة لصالح المواطنين والأجيال المقبلة.
جاء ذلك، في إطار متابعة الدكتور مصطفى مدبولي، الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة نوبات تلوث الهواء بمناطق القاهرة الكبرى، والدلتا، ووسط الصعيد، خلال الفترة من 21 سبتمبر حتى 15 أكتوبر 2022، والتي تقوم بها وزارة البيئة، بالتعاون والتنسيق مع الوزارات المعنية، مع التوصيات والمقترحات للتغلب على أية نوبات تلوث في ذلك الشأن، من خلال تقرير أعدته الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة.
بيانات الشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء المحيط، أظهرت أن مؤشر جودة الهواء السائد، خلال الفترة من 21 سبتمبر حتى 15 أكتوبر 2022، بنطاق القاهرة الكبرى، جاء بالمستوى الجيد بنسبة 93% من أيام الرصد تقريباً؛ كما جاء في نطاق الدلتا بالمستوى الجيد بنسبة 95% تقريباً من أيام الرصد؛ وجاء بالمستوى الجيد بنسبة 73% تقريباً من أيام الرصد في وسط الصعيد (أسيوط)؛ حيث أسفرت الجهود المبذولة عن تجنب انبعاثات ملونات الهواء، بإجمالي يزيد على 16 ألف طن، من خلال تنفيذ محاور استهدفت المنشآت الصناعية؛ إذ تمت مراجعة أكثر من 2000 منشأة، لبيان مدى توافقها البيئي، مع تنفيذ أكثر من 100 حملة لفحص عوادم المركبات على الطرق، وأسطول هيئة النقل العام بالقاهرة الكبرى.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، وفي «ڤيديوجراف»، أعده ونشره في وقت سابق، عن استطلاع رأي، في سبتمبر 2022، حول رؤية المصريين لتغير المناخ؛ لافتاً إلى أن 43% من المواطنين، يرون أن تغير المناخ تتسبب فيه أنشطة البشر وسلوكياتهم؛ و35.6% منهم يرون أن سببه تغيرات طبيعية على كوكب الأرض؛ بينما 2.7% من المصريين، يرون أن التغيرات الطبيعية بالاندماج مع سلوكيات البشر.
وفي تقريرها الذي قدمته إلى رئيس مجلس الوزراء، أشارت وزيرة البيئة، إلى النجاح الذي حققته منظومة مواجهة نوبات تلوث الهواء، وخاصة خلال العام الماضي، بفضل التكامل والتنسيق المشترك بين مختلف الوزارات والجهات المعنية؛ مشيرةً إلى أن تلك الجهود أسهمت في تحويل التحدي الكبير إلى فرصة اقتصادية، وتحويل الأزمة إلى منتج اقتصادي، يدر عائداً مادياً، بدلاً من حرقه مسبباً انبعاثات ملوثة للهواء؛ حيث أكدت أهمية جهود المنظومة هذا العام، الذي يتزامن مع استضافة الدولة لمؤتمر المناخ COP27، بمدينة شرم الشيخ، كقصة نجاح حققتها مصر للتصدي للتغيرات المناخية.
وخلال لقائها مع الدكتور مصطفى مدبولي، قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن الجهود المبذولة، خلال الأعوام السابقة، لمنع نوبات تلوث الهواء، أظهرت زيادة الوعي لدى المواطنين بالمشكلة الناجمة عن حرق قش الأرز، وهو ما أدى لارتفاع نسبة استغلال مخلفات قش الأرز إلى 99%، وحرص المزارعون خلال العامين السابقين على جمع القش وكبسه وتدويره بدلا من حرقه؛ مضيفةً أن الوزارة قامت بتحديث خطة تحسين جودة الهواء، للعمل خلال فصلي الخريف والشتاء من كل عام، بالتنسيق مع الوزارات المعنية، ومن خلال تطبيق سياسات اللامركزية في إدارة المخلفات البلدية والزراعية، بإدارة مشتركة مع وزارتي التنمية المحلية والزراعة واستصلاح الأراضي؛ حيث يتم الاعتماد على منظومة الإنذار المبكر بالوزارة في التنبؤ بنوعية الهواء، من خلال إجراء تحليل إحصائي للبيانات وتنفيذ نموذج محاكاة الغلاف الجوي والتشتت في محافظات المنظومة، بالإضافة إلى توجيه فرق ومحاور التفتيش للمناطق الأكثر تأثرا بالعوامل الجوية، مع تحذير المواطنين في حالة توقع زيادة تركز الملوثات في الهواء نتيجة العوامل الجوية.
وفيما يخص المخلفات الزراعية، فقد نوهت الوزيرة إلى الانتهاء من تجميع وكبس أكثر من 1.3 مليون طن قش أرز، بنسبة 86.4% من كمية قش الأرز الناتجة، من إجمالي المساحة المزروعة خلال الفترة المستهدفة، وفقاً للبيانات الواردة من وزارة الزراعة، عن طريق فتح 46 موقعاً لجمع وكبس القش، من خلال الدعم بالمعدات المقدمة من وزارة البيئة، بالإضافة إلى فتح 165 موقعاً من خلال الأهالي؛ حيث تبين ارتفاع نسب تجميع الأهالي نتيجة التوعية بأهمية قش الأرز.
كما تطرقت الدكتورة ياسمين فؤاد، إلى إصدار منظومة الإنذار المبكر، نشرات بنتائج تحليل بيانات الحرائق، التي تم رصدها من خلال ثلاثة أقمار صناعية، خلال الفترة نفسها، حيث تم تفعيل 20 محوراً للمتابعة والسيطرة على الحرق المكشوف لتلك المخلفات، تابعاً لوزارة البيئة، بالتعاون مع الجهات المعنية؛ لافتةً إلى تجميع ما يزيد على 2050 طناً من مخلفات حطب الذرة الرفيعة خلال الفترة، من خلال 18 مفرمةً مقدمةً من وزارة البيئة، وتم إدخال محافظة أسيوط منظومة مواجهة نوبات تلوث الهواء هذا العام لأول مرة، بعد أن اتضح في السنوات الأخيرة بالمحافظة وجود ظاهرة حرق المخلفات الزراعية، التي لا يحتاجها الفلاح في صورتها الأصلية وخاصة حرق بوص الذرة الرفيعة.
كذلك، أشارت وزيرة البيئة، إلى عقد 821 ندوةً وحملة توعية، خلال الفترة مع المواطنين، للتعريف بالأضرار الناتجة عن حرق المخلفات الزراعية، وكيفية الاستفادة من قش الأرز، مع جهود وزارة البيئة والوزارات المعنية، في التعامل مع المخلفات الزراعية، والفئات المستهدفة، وهي المزارعين العاملين بالجمعيات الزراعية والوحدات المحلية ورجال الدين؛ حيث تم البدء بتكثيف الحملات قبل الموسم بفترة كبيرة؛ كما تم استقبال 149 شكوى تضرر من حرق المخلفات الزراعية، إضافةً إلى شكاوى تضرر من حرق القمامة؛ حيث تم التعامل مع جميع الشكاوي وإزالة أسبابها، بالتعاون مع الحماية المدنية، وتم تحرير محاضر للمخالفين، مع توجيه مسؤولي المحاور المختصة مكانياً بالبلاغات الواردة إلى غرفة العمليات المركزية، وأن يتم التنسيق والمتابعة اليومية بغرف العمليات بالفروع ورؤساء الفروع المعنية، مع الموافاة بالإجراءات التي تم اتخاذها في ذات الشأن.