تخوفات من خطر الجماعات الإرهابية فى إفريقيا.. تحذير إماراتي ودعوات لمكافحة التطرف
الأحد، 13 نوفمبر 2022 01:50 م
تتزايد حدة المخاوف من أن تتحول مناطق عدة من القارة الإفريقية في قبضة الجماعات الإرهابية التي باتت تكشر عن أنيابها الإجرامية في أكثر من إقليم، لاسيما في جنوب الصحراء وشرق القارة.
وقالت صحيفة "الخليج" الإماراتية، في افتتاحيتها اليوم الأحد، إن العمليات التفجيرية والاختطاف، والاستهداف الممنهج للمؤسسات الرسمية والمواقع الاستراتيجية، وما يرافقها من نهب للثروات، وتهريبها بطرق شتى، تتصاعد بما يمكن تلك الجماعات من الحصول على موارد مالية ضخمة.
وفي افتتاحية بعنوان "أدركوا قارة المستقبل"، أضافت أنه ومنذ سنوات، وتحديدا بعد نجاح الجهود الدولية في إجهاض المشاريع الإرهابية في سوريا والعراق وأفغانستان، والحد من تهديداتها، أصبحت القارة الإفريقية وجهة مفضلة للتنظيمات المتطرفة، مستفيدة من انتشار الصراعات، وضعف الدول والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وحتى تأثيرات التغير المناخي، تسعى الجماعات الإرهابية إلى استغلال نتائجها في المناطق التي تشهد جفافا أو فيضانات، ذلك أن هذه الكوارث تجبر الملايين على الترحل أو تجعلهم عرضة للابتزاز والمساومة، مقابل تقديم المساعدات الغذائية والمالية، وهذه السيناريوهات باتت تتبعها جماعة بوكو حرام في النيجر ونيجيريا والكاميرون، وتحاول حركة الشباب المتطرفة، اتباعها في الصومال.
وأشارت الصحيفة إلى كلمة الإمارات في اجتماع لمجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب في إفريقيا، إذ أكدت أن مكافحة التطرف، بشكل فعّال، تتطلب اتباع نهج متكامل، يجمع بين كافة الأدوات المتاحة للمجتمع الدولي، وأن تتم مراعاة السياقات المحلية لهذا التهديد، وقدمت، في هذا السياق، مقاربة طالبت بتحديث أطر العمل الدولي في مكافحة التطرف، وعدم التركيز على تنظيمي القاعدة وداعش، وتجاهل التنظيمات الرديفة لهما، فكل الجماعات التي تسفك الدماء، وتنتهك الحرمات، وتعمل على زعزعة سلم المجتمعات، تنطبق عليها قواعد الحرب على الإرهاب، ويجب التصدي لها من دون أي استثناء، ومنها حركة الشباب المتطرفة التي تستبيح الصومال، وترتكب المجازر بحق أبنائه ومستقبله.
ودعت الصحيفة إلى إنقاذ القارة الإفريقية من شبح الإرهاب، فالقارة السمراء شاسعة، وتعاني الفقر والجوع والأمراض والصراعات والتدخلات الخارجية، وهذه العوامل تشكل بيئة خصبة، يترعرع فيها الإرهاب، وتتنامى فيها الجريمة، وهو ما يصادر حقوق شعوب بأكملها في الأمن والتنمية والسلام، وتأثيرات ذلك ستنعكس في العالم أجمع، وبما أن إفريقيا، التي توصف بأنها قارة المستقبل، وجهة استثمارية وساحة للتنافس لما تزخر به من ثروات وخيرات، فإنها لن تكون كذلك إذا فقدت أمنها، واستوطنها الإرهاب.