لقاء السيسي وبايدن رسالة سلام للعالم.. مصر تؤكد على ثوابتها في دعم الحل السياسي في معالجة القضايا
الجمعة، 11 نوفمبر 2022 07:49 م
لم يكن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي جو بايدن لقاءاً ثنائياً لبحث العلاقات والملفات ذات الاهتمام المشترك بين القاهرة وواشنطن فحسب، بل كان إقليمياً ودولياً، امتد النقاش خلاله لقضايا المنطقة أهمها القضية الفلسطينية، والأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن والعراق، وقضية سد النهضة، والقضايا العالمية في مقدمتها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
جددت مصر خلال اللقاء على ثوابت سياستها الخارجية، ووجهة النظر تجاه كل هذه القضايا الإقليمية والدولية، تلك الثوابت التي لم تختلف منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم بالبلاد، هذا الموقف الثابت الذي يُدعم الحل السياسي والذي لم يتغير حتى تجاه ليبيا، على الرغم من التطورات العنيفة التي مرت بها الساحة الليبية.
لقاء الزعيمين المصري والأمريكي حمل في طياته رسالة سلام إلى العالم، ودعم وجه النظر المصرية التي لم تتغير وتُعلي احتواء الصراعات والنزاعات بالحلول السلمية في معالجة القضايا، والتي تكفل حق الجميع.
صوت العقل الذي تحدثت به مصر خلال هذا اللقاء الذي يُعد قمة عالمية بالمعنى الحقيقي، في مكان محط أنظار العالم، كان لابد أن يجد اهتماما لدى الرئيس الأمريكي بايدن، الذي رغم ازدحام أجندته بين انتخابات التجديد النصفي وقمة أسيان، إلا أنه لم يفوت فرصة أن يكون في شرم الشيخ ويعلن رؤية بلاده المناخية من على أرض مصر.
كان الرئيس السيسي قد استقبل عصر اليوم في شرم الشيخ الرئيس الأمريكي بايدن، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العالمية للمناخ COP27، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بزيارة الرئيس بايدن إلى مصر، مؤكداً على علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين الصديقين، ودورها المحوري في دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والتطلع لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة، فضلاً عن مواصلة الارتقاء بتلك الشراكة وتعزيزها في مختلف مجالات التعاون الثنائي في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
من جانبه، ثمن الرئيس بايدن قوة ومتانة العلاقات المصرية الأمريكية، مؤكداً على أن الولايات المتحدة تعتبر مصر صديقاً وحليفاً قوياً تعول عليه في المنطقة، معرباً عن التطلع لتكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول جميع القضايا الإقليمية والدولية، وذلك في ضوء الثقل السياسي الذي تتمتع به مصر ودورها المتزن في محيطها الإقليمي، وإسهاماتها بقيادة السيد الرئيس في تحقيق الاستقرار لكافة شعوب المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى مستجدات القضية الفلسطينية، حيث ثمن الرئيس الأمريكي الجهود المصرية الحثيثة والمحورية في هذا الإطار، بما فيها الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبالمقابل أكد السيد الرئيس على موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية.
كما تم تناول ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد السيد الرئيس في هذا السياق على إرادة الدولة الثابتة حكومةً وشعباً على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنياً وفكرياً. وقد أشاد الرئيس الأمريكي من جانبه بنجاح الجهود المصرية الحاسمة في هذا الإطار وما تتحمله من أعباء تحت قيادة السيد الرئيس في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، معرباً عن دعم الإدارة الأمريكية لتلك الجهود، ومؤكداً أن مصر تعد شريكاً مركزياً في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد كذلك تبادل الرؤى وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، خاصةً الأزمة الروسية الأوكرانية وامتداد تداعياتها السلبية على مستوى العالم، خاصةً في قطاعي الغذاء والطاقة، فضلاً عن التباحث بشأن تطورات الأوضاع في كلٍ من ليبيا واليمن وسوريا، حيث أكد السيد الرئيس على أن الوصول بالتسويات السياسية لتلك الأزمات يرتكز بالأساس على ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية وإنهاء تواجد المرتزقة والميليشيات الأجنبية من المنطقة.
كما تطرق اللقاء كذلك إلى قضية سد النهضة، حيث أكد السيد الرئيس تمسك مصر بالحفاظ على أمنها المائي للأجيال الحالية والقادمة من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد يضمن الأمن المائي لمصر، وذلك وفقاً لمبادئ القانون الدولي لتحقيق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، ومن ثم أهمية الدور الأمريكي للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة.