كيف تستفيد أفريقيا من قمة المناخ Cop27.. مصر تستعرض تداعيات تغير المناخ على القارة والتمويل كلمة السر.. دول أفريقية تستعد لمشاركة مكثفة
الإثنين، 17 أكتوبر 2022 10:00 م
مع بدء العد التنازلى للقمة الدولية المنتظرة فى شرم الشيخ، التغيرات المناخية COP27، والتى ستنعقد من 6 حتى 18 نوفمبر المقبل، تتجه أنظار العالم نحو القارة الأفريقية التى تعد من أكثر مناطق العالم تضررا من الانبعاثات التى أدت إلى ظاهرة التغيرات المناخية وما نجم عنها من تصحر وجفاف وفيضانات وأعاصير فى البلدان القارة، الأمر الذى يثير تساؤلاً وهو كيف ستستفيد القارة السمراء من هذه القمة.
تعد قمة شرم الشيخ قمة عالمية ومحفل دولي، تستضيفه مصر، كما انها المرة الثانية التى تستضيف فيها افريقيا محادثات المناخ العالمية بعد استضافة مؤتمر الأطراف السابع عشر فى جنوب إفريقيا فى عام 2011، ففى هذه القمة من المقرر أن تقود مصر من خلاله القارة الافريقية وتتحدث بلسان دولها، لاستعراض مشكلاتها الناجمة عن التغيرات المناخية، كما سيشارك فيها قادة العالم، ومسؤولون رفيعو المستوى فى الأمم المتحدة، كما يحضره آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم.ويعد المؤتمر جزءاً من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهى معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشرى على المناخ.
الاعلام الافريقى دعا لصياغة نقاش حول تغير المناخ من أجل إفادة القارة بشكل أفضل من القمة، ووفقا لصحيفة "نيوز 24" الجنوب أفريقية اليوم الأربعاء، أن خبراء تغير المناخ فى القارة الأفريقية أكدوا إنه يجب على الدول الأفريقية أن تصل إلى مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2022 "COP27" الذى يعقد الشهر المقبل فى مصر، مع أجندة لإعادة صياغة النقاش حول تغير المناخ من أجل إفادة القارة بشكل أفضل، وهى الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ .
أوضحت الصحيفة أن أفريقيا هى موطن لحوالى 17% من سكان العالم، لكنها تساهم بنسبة 2% إلى 3% من انبعاثات الكربون، مضيفة أن القمة ستناقش الاهتمامات المواضيعية مثل إزالة الكربون، والتكيف والزراعة، والمساواة بين الجنسين، والمياه، والتنوع البيولوجى .
ونقلت الصحيفة عن أحمد الفاضلي، سفير مصر فى جنوب إفريقيا وليسوتو وبوتسوانا قوله أن أولوية الدول الأفريقية فى القمة هى التأكد من أن الدول الأوروبية والممولين الدوليين يقدمون قروضًا ميسرة.وأضاف "هيئات التمويل لا تزال فى الغالب تقدم قروضا غير ميسرة أكثر من القروض الميسرة، ولهذا ندعو بنوك التنمية متعددة الأطراف إلى إعادة النظر فى سياساتها والتكيف مع عالم جديد حيث يجب إعطاء الأولوية لتغير المناخ".
وأشارت إلى أن إفريقيا حصلت على وعد بقيمة 1.7 تريليون راند سنويًا فى عام 2009 لتغير المناخ، ولكن فى الوقت الحالي، يبلغ التمويل 510 مليار راند (30 مليار دولار)، بينما ستسعى القارة للحصول على محفظة نقود بقيمة 22.1 تريليون راند (1.3 تريليون دولار أمريكي) سنويًا فى كوب 27.
وتابعت أنه يجب توجيه هذا الرقم نحو الكوارث مثل الفيضانات التى حدثت فى جنوب إفريقيا، والعواصف الاستوائية والأعاصير التى دمرت مدغشقر وموزمبيق وزيمبابوى وملاوى وحالات الجفاف القياسية فى القرن الأفريقي.
وأشارت الصحيفة إلى أن جنوب إفريقيا وموزمبيق وزيمبابوى ونيجيريا تمتلك بهذا الترتيب أكبر احتياطيات من الفحم فى القارة.
كما أن القمة ستعد اكبر ملتقى افريقى - دولي، حيث تستعد حكومات الدول الافريقية للمشاركة فى القمة وتعزيز التعاون مع العالم لدرء آثار التغير المناخي، من جانبها أكدت الحكومة النيجيرية أنها ستشارك بشكل مكثف فى أعمال الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ(COP27) بمدينة شرم الشيخ، التى تمثل فرصة مهمة للنظر فى آثار تغير المناخ فى إفريقيا، مشيرة إلى أنها أدرجت أهم التوقعات والأولويات التى تأمل فى تحقيقها من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
ونقلت صحيفة "بريميوم تايمز" المحلية عن وزير البيئة النيجيرى محمد عبد الله قوله" أن القمة تمثل فرصة نادرة للخبراء والمسؤولين للالتقاء والتصدى لتحد يؤثر على الإنسانية، تهدف إلى إظهار الوحدة ضد تهديد وجودى لا يمكن التغلب عليه، إلا من خلال العمل المنسق والتنفيذ الفعال، موضحا أن الأولويات والتوقعات القصوى لنيجيريا من المؤتمر تشمل توفير جناح وطنى فى كوب 27، سيكون بمثابة قاعدة لاستضافة جميع أنشطة الوفد النيجيرى خلال المؤتمر لعقد اجتماعات ثنائية، كما سيوفر أيضا مكانا للتواصل مع المستثمرين المحتملين والفرص ذات الصلة للنيجيريين.
وكشف أن نيجيريا ستستضيف، تحت رعاية اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، اجتماعا جانبيا رفيع المستوى ويتوقع أن يجتذب قادة عالميين بارزين وتمويل من شركاء التنمية للتركيز على تمويل المناخ لمواجهة التصحر والجفاف المدمر للدول الأعضاء، وأشار إلى أن التركيز أيضا سينصب على آلية تمويل مستدامة حول مكافحة التصحر والممارسات الزراعية الذكية المناخية واستراتيجيات التكيف.
وأكد أن نيجيريا ستسعى إلى التعاون والدعم فى الإدارة المستدامة للنفايات، وتوفير الطاقة المتجددة والنظيفة، وتمويل الخسائر والأضرار كما ستدفع الدول المتقدمة للوفاء بتعهداتها المالية للمساعدة فى معالجة أزمة المناخ، مشيرا إلى أنه تم اعتماد المندوبين النيجيريين الذين يشاركون فى الحدث ويشملون ممثلين من اللجنة المشتركة بين الوزارات المعنية بتغير المناخ (ICCC)، وممثلين رفيعى المستوى من الرئاسة والجمعية الوطنية، فضلاً عن المجموعات غير الحكومية والوزارات والعلماء والأوساط الأكاديمية والخبراء ومنظمات المجتمع المدنى وكيانات القطاع الخاص والمرأة والشباب ووسائل الإعلام.
وخلال المؤتمر ستعرض دولة غانا فيلم وثائقى عن البيئة وتغير المناخ من إنتاج مصورى الفيديو الشباب الغانيين تسلط الضوء على تأثير تغير المناخ على البيئة وسبل العيش، لا سيما بين المجتمعات الساحلية التى ضربتها أمواج المد العاتية وارتفاع منسوب مياه البحر و تدابير التخفيف من آثار تغير المناخ التى يتخذها الأفراد والمنظمات، بما فى ذلك اعتماد أنظمة الزراعة الذكية مناخيا لتحسين إنتاج الغذاء.
وفى كينيا، أكد خبير المناخ ومسئول الأرصاد الجوية فى كينيا، بول أولو، أن أفريقيا ستتحمل العبء الأكبر من تغير المناخ على مستوى العالم والذى يتسم بهطول أمطار غير مسبوقة أو مُتوقعة ودرجات حرارة متغيرة وموجات جفاف طويلة وفيضانات وفشل للمحاصيل.
وقال أولو : أن اعتماد القارة المفرط على الزراعة البعلية ومُعاناتها من الجفاف المتكرر ومستويات الفقر المرتفعة والتوزيع غير العادل للموارد يجعلها شديدة الضعف.
وأضاف: أن الأمطار تأتى إما فى وقت مبكر أو مُتأخر عن موعدها، وأحيانا تُشكل عواصف لا تدوم سوى بضعة أيام أو أسابيع فى ظل درجات حرارة متطرفة ارتفاعًا وانخفاضًا.. مشيرًا إلى أن كينيا تعانى بالفعل من انعدام الأمن الغذائى لأنها كانت تستقبل أمطارًا لا يمكنها الحفاظ على نمو المحاصيل.