القضية الفلسطينية والإخوان.. سنوات من الخيانة وسرقة أموال التبرعات
الأحد، 16 أكتوبر 2022 07:00 م
لسنوات طويلة وضعت جماعة الإخوان الإرهابية شعار «ع القدس رايحين شهداء بالملايين» في مقدمة عملها، مستفيدة من الزخم المحيط بالقضية الفلسطينية، والأثر الذى تتركه فى نفوس العرب والمسلمين، لكن على الأرض لم يذهب الإخوان إلى فلسطين لتحريرها، بل كانوا بمثابة الجسر الذى كادت أن تستخدمه واشنطن لتمرير مشروعها بالقضاء على القضية الفلسطينية، وجعلها جزء من التاريخ.
الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، كشف عن جزء بسيط من متاجرة الإخوان الإرهابية بالقضية الفلسطينية، واستخدامها لتحقيق أهداف الجماعة، ولو على حساب قضية العرب الأولى "فلسطين"، فقد أكد أبو مازن أنه "خلال تولى جماعة الإخوان الحكم فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى رئاسة مصر، عرض علينا الحصول على قطعة من سيناء ورفضنا، مشيراً إلى أن هذا مشروع إسرائيلى أطلق عليه اسم "جيورا آيلاند" بهدف تصفية القضية الفلسطينية تماما، وأكد عباس أنه رفض المشروع، وأبلغ الرئيس محمد مرسى بذلك، وقال له أن الفلسطينيين لن يقبلوا بذلك، ولن يتركوا أرضهم، ولن يعيشوا على أراضى الغير.
وكانت المفاجأة أن مرسى قال لأبو مازن " "وإنت مالك إنت هتاخد أرض وتوسع غزة"، بعدما رفض أبو مازن المتاجرة الإخوانية بالقضية الفلسطينية.
والتاريخ يؤكد أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تكف عن محاولات تجارتها بالقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني، وطرح قضايا إقليمية يعتبرونها مدخلا لصبغ الجماعة بصبغة وطنية وقومية، مثل الأقصى والقضية الفلسطينية وأوضاع مسلمى الإيجور وغيرهم، وأخر الالاعيب الإخوانية ما جاء فى الوثيقة المسربة لـ"تيار التغيير بجماعة الإخوان المسلمين"، التى قالت فيها أن "القضية الفلسطينية هى قضية الأمة المركزية وإنها قضية جهاد ونضال ضد عدو صهيونى يعمل على اغتصاب الأرض وتهويد المسجد الأقصى، وأنها مع حق العودة وحتمية إقامة الدولة الفلسطينية وأنه لا سبيل لتحرير الأرض والمقدسات الإسلامية ورفع الظلم الا بمقاومة المشروع الصهيونى وداعميه".
فما جاء فى هذه الوثيقة ينضم إلى سلسلة طويلة لتاريخ من الخيانات الإخوانية، واستخدامهم قضايا الأمة العربية لتحقيق مآرب خاصة بقيادات الإخوان.
ويمتلئ تاريخ الإخوان بالتلاعب على أوتار المشاعر الدينية، وتاريخ طويل من المتاجرة الإخوانية بالقضية الفلسطينية، المتوارية خلف الشعارات الدينية يعود إلى أدبيات الجماعة الفكرية التى صنعها مؤسسهم حسن البنا، حيث يسعى ما أطلق على نفسه "تيار التغيير بجماعة الإخوان المسلمين" إلى إعادة سيناريو المتاجرة بالقضية الفلسطينية من خلال التركيز عليها فى وثيقته، وسط اتهامات للدول العربية بالتخلى عن القضية الفلسطينية وعدم تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، متجاهلين حقيقة أنهم لم يقدموا شيئا للقضية الفلسطينية حتى خلال حكمهم، سوى المتاجرة بالقضية لصالح أيديولوجياتهم سواء من خلال جمع الأموال والتبرعات باسم الفلسطينيين واستخدامها لصالح مخططات تنظيمهم.
ما جاء فى الوثيقة ماهو الا استمرار لمسلسل تمرير الأهداف السياسية الخاصة عبر عناوين عقائدية أو قيمية براقة، بينما لا ينسجم هذا المسلك مع تنظيم استحل الدم وتصادم مع مصالح الوطن الأم.
من منا يمكن أن ينسى حملات التبرعات التى قادتها الجماعة على مدار التاريخ تحت أسم "دعم القضية الفلسطينية" ولا يُعلم مصيرها، وكذلك مواقفها السياسية خلال تصدر حكم مصر بشكل لا يخلو من انتهازية أو تراجع كامل عن تلك الخطابات، فضلا عن طابع المزايدة العاطفية غير العاقلة بوضع قضايا إقليمية أو عقائدية فى مواجهة المصالح الوطنية بشكل ينسجم مع تصور الجماعة عن نفسها باعتبارها فصيلا عالميا يسعى إلى الأممية و"أستاذية العالم" لكنه قد لا ينسجم دائما مع الرؤى والاعتبارات الوطنية.
وفى اعترافات من قلب جماعة الإخوان الإرهابية تؤكد متاجرة الإخوان بالقضية الفلسطينية لتحقيق أهدف خاصة بالتنظيم، تكشف كيف كانت جماعة الإخوان تجمع الأموال تحت اسم دعم القضية الفلسطينية، ولكن التنظيم كان يحصل على هذه التبرعات لحسابه، وهى لقيادات تاريخية بالتنظيم ومنهم من عاصر حسن البنا مؤسس الجماعة، حيث كشف محمود عبد الحليم، عضو الهيئة التأسيسية للتنظيم وأول مؤرخ لتاريخ الجماعة، فى كتابه "الإخوان المسلمون: أحداث صنعت التاريخ" أن "النقود التى كنا نجمعها لفلسطين من المساجد والمقاهى والبارات لم يكن القصد من جمعها إعانة إخواننا المجاهدين الفلسطينيين بها، فهم كانوا من هذه الناحية فى غير حاجة إليها، لأنّ أغنياء أهل فلسطين من التجار كانوا من وراء هؤلاء المجاهدين، كان جمعنا لهذه التبرعات أسلوباً من أساليب التأثير فى نفوس الناس بهذه القضية، وربطاً لقلوب الناس وعقولهم بها، واختباراً لمدى تجاوبهم معها، هذه المبالغ لم تكن ترسل إلى المجاهدين، بل كانت تُصرف فى شؤون الدعاية لهذه القضية بأمر اللجنة العليا، ثمّ أن اللجنة كانت ترسل إلينا من أموالها الخاصة مبالغ طائلة لنضيفها إلى ما عندنا للإنفاق على هذه القضية الخطيرة التى كانت اللجنة العليا تعتبرها أهمّ وألزم للقضية من الجهاد المسلح الذى يقوم بأعبائه المجاهدون فى فلسطين نفسها، وإلا لما كان للإخوان وهم ما زالوا فى مهدهم أن ينهضوا بمهام الدعاية المجلجلة التى أقضت مضجع الإمبراطورية البريطانية، والتى تحتاج إلى إنفاق واسع النطاق".
هذا جزء بسيط من تاريخ طويل حافل بالخيانات الإخوانية، والذى لم يتوقف، بل مستمر على يد التيار الجدى المسمى نفسه "تيار التغيير".
جماعة الإخوان الإرهابية جرائم الإخوان القضية الفلسطينية إرهاب الاخوان كذب الاخوان