الصحف الأجنبية.. حضرة المتهم

حرب الشائعات أسقطت القناع الزائف عن الإعلام الغربى المعادى للمصريين

السبت، 15 أكتوبر 2022 07:00 م
حرب الشائعات أسقطت القناع الزائف عن الإعلام الغربى المعادى للمصريين
محمود علي

لا تزال تواجه الدولة المصرية حرب التشكيك والشائعات والأكاذيب التي تستهدف قطاعات عديدة داخل البلاد، لأجل النيل من استقرارها وتشويهها في بعض الأحيان، وتقديم صورة سلبية لها أمام الشعب، وهو ما تيقنت له مؤسسات الدولة خاصة وأن "الكلمة" باتت تمثل أخطر حروب الجيل الرابع في الوقت الراهن.

ومرت مصر خلال العقد الماضي، بالكثير من الأحداث، التي أظهرت حجم المؤامرة التي تحاك ضدها، شائعات استهدفت إسقاط الدولة ومؤسساتها بنيت عليها إحصائيات وتقارير نشرت في الصحف الأجنبية كان همها الأول زعزعة استقرار الدولة.

أكثر من 9 سنوات هي عمر الثورة التي أزاحت جماعة الإخوان الإرهابية عن الحكم، ومن ذلك الوقت وتتعرض الدولة لحرب ضارية، رأس حربتها منصات التواصل الاجتماعي الموجهة التي تبث السموم بشكل يومي، بجانب حملات ممنهجة على بعض الصحف العالمية التي تأخذ من الشائعات والأكاذيب مصدراً لتشويه الدولة المصرية.

في المقابل التزمت صحف أخرى بالمهنية مفوتة الفرصة على كل من يريد نشر الفتنة داخل المجتمع المصري، بل مارس البعض منهم دوره الصحفي في كشف اللاعيب جماعة الإخوان المصنفة إرهابياً في عدد من الدول العربية، وكانوا قادرين على إظهار حقيقة الصورة في مصر ومدى النجاح الذي حققته الدولة ومؤسساتها لإعادة الاستقرار.

من ضمن هذه الأحداث التي شهدتها مصر وتناولتها صحف أجنبية بطرق غير مهنية وأخرى بمهنية، كانت أزمة سفينة الحاويات البنمية "إيفر جيفين" " EVER GIVEN " التى علقت عدة أيام في مارس 2021، بالممر الملاحي لقناة السويس والتي انتهت بعد فترة وجيزة نهاية سعيدة، وقدمت فيها الإدارة المصرية درساً للجميع بعدما نجحت ورغم الشائعات التي أنهالت ضدها في تعويمها في ظرف أيام قليلة وإعادة حركة الملاحة إلى طبيعتها مرة أخرى.

كما صاحب حادث إسقاط الطائرة الروسية في شرم الشيخ عام 2015، الكثير من الشائعات والأكاذيب التي استهدفت ضرب العلاقات المميزة بين موسكو والقاهرة، وأرادت لمصر وسكانها أن يعيشون في حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني، لكن الدولة وأجهزتها كانوا قادرين على مواجهة تلك الحرب الإعلامية برصد كل ما يصدر عن الصحف الأجنبية وتقديم الصورة الحقيقية عن الحادث أمام الرأي العام المحلي والدولي.

من ضمن الوقائع التي سقطت فيها بعض الصحف الأجنبية، كانت قضية ما تعرف بـ "أم زبيدة"، والتي تناولتها قناة BBC الإنجليزية والعربية بصورة "مفبركة" مروجة إلى وجود اختفاء قسرى في مصر، حيث تضمنت تقارير القناة البريطانية أكاذيب وادعاءات بخصوص تعرض مواطنة تدعى زبيدة إلى اختفاء القسري بعد تعذيبها ،وتبين بعد ذلك كذب وتزوير ما جاء بهذا التقرير المفبرك.

فبعد فترة وجيزة من نشر التقارير، ظهرت الفتاة "زبيدة" مع زوجها وطفلها نافيةً تماماً تعرضها لأي اختفاء قسري أو تعذيب، مشيرة إلى كل ما جاء بتقرير الـ BBC  كان بمثابة كذب وافتراء من شأنه زعزعة الاستقرار والأمن في مصر وتهديد السلم والأمن الاجتماعي بانتهاك كل المعايير المهنية في مجال الإعلام والصحافة، وتعمد بشكل واضح تشويه صورة الدولة في مجال حقوق الإنسان للإساءة لسمعة مصر دولياً.

ومن بين هذه الأحداث التي كان لبعض الصحف الأجنبية دور سلبي فيها، هي واقعة وفاة الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، والتي نقلتها وكالة الأنباء رويترز بشكل غير مهني، متضمنة معلومات مضروبة، شوهت فيها الإدارة المصرية زاعمة في بعض التقارير التي اكتشف كذبها أن الباحث الإيطالى تعرض للتعذيب والاحتجاز قبل أن يتم قتله.

وتتحرك الدولة المصرية في أكثر من اتجاه لمواجهة تلك الظاهرة، عن طريق نشر الوعي المجتمعي وتوضيح خطورة حرب الشائعات التي تستهدف الدولة وكل قطاعتها، ففي كلمته بملتقى لوجوس الثالث للشباب 2022 في أغسطس الماضي، أكد الدكتور مصطفى مدبولي ، رئيس الوزراء، على الدور الذي يجب أن يقوم به الشباب المصريون في الخارج لوطنهم الأم.

وقال رئيس الوزراء: دوركم الحقيقي هو أن توضحوا الصورة الحقيقية لمصر من خلال تعاملاتكم اليومية وعبر حساباتكم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنه على مدار الأشهر الثلاثة الماضية قام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء برصد 150 مقالة تم نشرها في جرائد وصحف ومواقع عالمية أغلبها يحمل صورة سلبية عن مصر، وهي مقالات مدفوعة من قبل جهات معينة، وهو ما يجب أن تصححوه من خلال تفاعلاتكم المختلفة.

كل ذلك يؤكد أن الدولة المصرية تتحرك بخطى ثابتة نحو صناعة الوعي لدى المجتمع من خلال إتاحة المعلومات الصحيحة والترويج لها سواء بالخارج أو الداخل والتصدي لكل المؤامرات التي تستهدف النيل من الدولة، لتحقيق اصطفاف وطني والحفاظ على الاستقرار المطلوب، فنشر الوعي يعتبر الملاذ الآمن لمستقبل الأوطان، والضمانة الرئيسية لتجاوز الأزمات.

ويقول المركز الإعلامي لمجلس الوزراء إن "الشائعات هي الأداة الرئيسية لهدم الدول وهناك جماعات تحاول هدم الدولة وتحاول بشكل مستمر أن تنتج شائعات عميقة متحورة"، وأكدت رئيسة المركز نعايم سعد زغلول أنه منذ 2014 وتواجه الدولة المصرية حرب الشائعات بشكل مستمر بطرق وآليات مختلفة خاصة مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة في محاولة لتزييف الحقائق.

وذكرت زغلول أن عام 2021 يعتبر الأعلى في انتشار الشائعات خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن أكثر الملفات التي واجهت شائعات وأكاذيب خلال العام الماضي كان ملفات كورونا والتعليم ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق