«حرب بلا ضوابط».. كيف سترد روسيا على تفجير جسر القرم؟
الإثنين، 10 أكتوبر 2022 02:17 م
لا تزال تداعيات تفجير جسر القرم تلقي بظلالها على الحرب الروسية الأوكرانية، وسط تحذيرات دولية من إمكانية تحول الحرب في أوكرانيا إلى حرب بلا ضوابط يجري خلالها استهداف أهداف غير معتادة، قد تدفع بإشعال حرب عالمية.
وكان انفجار دوى في وقت سابق من يوم السبت على جسر القرم، إذ انفجرت شاحنة مفخخة واشتعلت النيران في 7 خزانات وقود بقطار يسير بجوار الجسر، ما أدى إلى انهيار قسمين من جسر القرم ولم تتضرر دعائمه. وتمت استعادة حركة المرور على الجسر جزئيًا الليلة الماضية في الوضع العكسي للسيارات فقط، وجرى استئناف حركة السكك الحديدية، ولكن بات يتعين على الشاحنات والحافلات استخدام العبارات للتنقل.
وذكرت لجنة التحقيقات الروسية أن أحد سكان إقليم كراسنودار بجنوب روسيا هو من يمتلك الشاحنة المفخخة، التي انفجرت فوق الجسر، مشيرة إلى مقتل ثلاثة أشخاص في الانفجار، في وقت اتهم فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأجهزة الاستخباراتية الأوكرانية بالوقوف وراء تفجير جسر القرم.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية، عن الرئيس الروسي قوله، إن الأجهزة الاستخباراتية الأوكرانية هي من نفذ عملية تفجير جسر القرم، مشيرا إلى أن العمل الإرهابي، الذي استهدف جسر القرم، كان يهدف إلى تدمير البنية التحتية للبلاد.
وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، أن من خطط ونفذ الهجوم الإرهابي على جسر القرم هو دولة أوكرانيا الفاشلة، ورد روسيا سيتمثل في القضاء التام على الإرهابيين، وفقا لروسيا اليوم.
وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إنه من خطط ونفذ الجريمة هو دولة أوكرانيا الفاشلة، فهذا عمل إرهابي وتخريبي ارتكبه نظام كييف الإجرامي، ولم يكن لدينا أدنى شك في ذلك، وجميع التقارير والتحقيقات أكدت ذلك. وأوضح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن رد روسيا على هذه الجريمة، هو القضاء التام على الإرهابيين، متابعا: هذا ما ينتظره مواطنو روسيا وهذا الرد المتّبع في العالم.
بدورها، قالت شبكة سى إن إن الأمريكية، إن التفجير الذى استهدف جسر القرم، الذي يربط بين شبه جزيرة القرم والأراضي الروسية الرئيسية، يضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام خيارات قاتمة. وقد أظهر أن خط السكك الحديدية الرئيسي إلى القرم وما بعدها إلى الخطوط الأمامية معرض بشدة لهجمات مستقبلية.
وفي حين أن كييف لم تعلن مسئوليتها عن التفجير، إلا أنها أعلنت من قبل مسئوليتها عن سلسلة من الضربات في أراضي القرم التي تسيطر عليها روسيا فى الصيف الماضى. وقال مسئولون روس، إن حركة مرور السيارات استؤنفت بشكل محدود على الأجزاء السليمة من الجسر بحلول مساء السبت، واستؤنفت حركة القطارات على خطط السكك الحديدية، لكن تم حث الشاحنات على ركوب العبارات عبر مضيف كيرتش.
فيما اعتبرت صحيفة واشنطن بوست، أن ضرب الجسر يمثل كارثة استراتيجية، وكارثة رمزية أيضا فى حرب تعد الرمزية فيها مهمة لباقى اشعب الروسى من ناحية، ولأنصار أوكرانيا الغربيين، الذين تعتبر المكاسب الواضحة لكييف مهمة لهم ليس فقط من أجل إبقاء تدفق الأسلحة، ولكن لإقناع المواطنين أن تضحياتهم، مثل ارتفاع أسعار الطاقة، تؤتى ثمارها.
وذكرت الصحيفة أن جسر كيرتش أصبح رمزيا للبراعة الشخصية الأسطورية لبوتين، وقدرته على إتمام مشروعات بنية تحتية كبرى، وطموحه لاستعادة عظمة روسيا المفقودة. وكان إتمام هذا الجسر قد عزز ضم روسيا للرم التي تسيطر عليها منذ عام 2014.