وأشار محمد العيسوي أنه منذ معرفة ذلك الخبر لم تجف عين والدته عن الدموع وكان كل يوم يرى حزنها الشديد خوفا من أن يصيب شقيه مكروه، وفجأة وجد أن شقيقه الذي اعتاد أن يشاركه في كل التفاصيل حول مناهج الدروس العربية وطرق تدريس الطلاب، والاهتمامات المشتركة بينهم، أصبح لا يفعل أي شئ سوى أنه يتألم، وبسؤال الأطباء عن طبيعة المتبرع أكدوا أنه كلما كان من بين الأقارب تكون نسبة نجاح العملية ونجاة شقيقه أكبر.
وأضاف محمد: قررت التبرع بـ60 من كبدي ، وأجريت تحليلا لتحديد فصيلة الدم وتبين أن فصيلة الدم مخالفة لفصيلة دم شقيقى، بينما تطابقت فصيلة دم عمتهم وقبلت التبرع لابن شقيقها، وتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لها لإجراء الجراحة إلا أنه تبين أن حالتها الصحية لا تسمح بالتخدير لساعات طويلة.
وقال محمد إنه بعد فشل محاولة تجهيز عمته للتبرع لشقيقه أصيبت الأسرة بحالة من الحزن والإحباط وقام بسؤال الأطباء عن إمكانية أن يقوم هو بالتبرع لشقيقه رغم اختلاف فصيلة الدم فأخبروه أنه يمكن أن يقوم بذلك وتكون نسبة نجاح العملية كبيرة.
ولفت محمد إلى أن والدته عندما علمت بقراره للتبرع لم تتوقف عن البكاء ودخلت في حالة من الانهيار فهي لم تتخيل ان ابنيها سيدخلان إلى غرفة الجراحة لإجراء عملية جراحية خطيرة في نفس اللحظة، ورفضت أن أقوم بالتبرع ولكن هدأت من روعها وأخبرتها أن الله خير حافظ، وأنه بالدعاء ستمر الأزمة وسيتخطاها هو وشقيقه.