«تنظيم الأسرة طريق الخير للأسرة المصرية».. الأقصر وأسوان تنظمان فعاليات مبادرة «حقك تنظمى»
السبت، 24 سبتمبر 2022 08:00 م
محافظات مصر ترفع شعار "تنظيم الأسرة" طريق الخير للأسرة المصرية.. الأقصر وأسوان تنظمان فعاليات مبادرة "حقك تنظمى" لدعم السيدات حول تنظيم الأسرة بالقرى والنجوع.. وقرية "شنو" بكفر الشيخ تفخر بالبنات والسيدات يرفعن شعار "2 كفاية حتى لو بنات".. وسيدات الشرقية يتحدثن عن تنظيم الأسرة.. فاطمة تروى تجربتها مع تنظيم الأسرة اتفقت مع زوجى على تكوين أسرة قوية.. ومى قررت تنظيم أسرتها والاكتفاء بطفلين فقط.. وبسمة تؤكد: استهترت بوسيلة تنظيم الحمل وحملت بعد الولادة بـ4 شهور
حملات ومبادرات مكثفة تعمل على الأرض لدعم ملف تنظيم الأسرة، والذي يعتبر الشغل الشاغل للمؤسسات المختلفة حالياً لدعم المجتمع والأطفال والأم والأب بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة، حيث أطلقت مديريات الصحة بالمحافظات حملات تنشيطية لدعم تنظيم الأسرة تحت شعار "حقك تنظمى" والتى تجوب كافة المدن والقرى والنجوع حول مصر لدعم السيدات وتوعية الجميع بأهمية التنظيم، بجانب رصدنا لقصص لقصص لسيدات قررن التنظيم لخدمة الأسرة والأطفال وتوفير كل احتياجاتهم.
وفى هذا الصدد أطلقت وزارة الصحة والسكان، حملة موسعة تحت شعار "حقك تنظمي"، وذلك لتقديم خدمات ووسائل تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية «مجانا» بـ12 محافظة.
ففى الأقصر أعلن الدكتور طاهر أيوب وكيل وزارة الصحة بمحافظة الأقصر، عن إنطلاق فعاليات حملة موسعة تحت شعار «حقك تنظمي»، أطلقتها وزارة الصحة والسكان لتقديم خدمات ووسائل تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية «مجاناً»،، حيث تم إنطلاق فعاليات الحملة فى إدارة بندر الأقصر وإدارة القرنة وإدارة أرمنت، حيث أنه تم تدشين الحملة في إطار المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية والذي أطلقه رئيس الجمهورية، والذي يهدف إلى الإرتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة بشكل عام، من خلال ضبط معدلات الزيادة السكانية، وذلك بناءاً علي تعليمات الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، موضحاً أنَّ الحملة تهدف إلى تقديم خدمات ووسائل تنظيم الأسرة بالمجان، بالإضافة إلى دعم المرأة ورفع الوعي الصحي للأسرة المصرية، مؤكّداً أنه سيجرى توفير مجموعة متميزة من وسائل تنظيم الأسرة الآمنة والفعالة لرفع معدلات إستخدام الوسائل بمختلف أنواعها.
وأكد الدكتور طاهر أيوب، على أنه تم تجهيز فرق مدربة من أخصائي النساء والتوليد لتوقيع الكشف الطبي على المنتفعات، وذلك تحت إشراف الدكتورة غادة شعيب مدير تنظيم الأسرة بالمديرية، كما أنه جرى توفير فرق مدربة من أخصائي النساء والتوليد لتوقيع الكشف الطبي على المنتفعات، مشيراً إلى أن وسائل تنظيم الأسرة يتم صرفها عن طريق الوحدات الثابتة والمراكز الحضرية والمستشفيات العامة والمركزية ومراكز رعاية الأمومة والطفولة، ومن خلال العيادات المتنقلة التي تقدم الخدمة في المناطق النائية، مشيراً إلى أن الحملة تقدم الخدمات التوعوية ضمن مبادرة «أيامنا أحلى» لرفع الوعي الصحي للشرائح العمرية والمجتمعية المختلفة، من خلال التوعية بأهمية تنظيم الأسرة ومردوده على صحة الأم والطفل، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي للوقاية من فيروس كورونا.
وفى أسوان نفذت مديرية الصحة بأسوان المرحلة الثانية للحملة التنشيطية لتنظيم الأسرة بعنوان "حقك تنظمى"، والتى من المقرر أن تشمل مركزى أسوان ودراو ومنطقة إدفو شرق، وتستمر حتى 22 سبتمبر الجارى، حيث أوضح الدكتور إيهاب حنفي وكيل وزارة الصحة أنه تنفيذاً لتعليمات وزير الصحة خالد عبد الغفار، وأيضاً محافظ أسوان فقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى للحملة التنشيطية فى الفترة من 11 إلى 15 سبتمبر الماضى، وذلك بمركزى كوم أمبو ونصر النوبة ومنطقة إدفو غرب، وتستكمل بتنفيذ المرحلة الثانية الجارية حالياً لتغطي جميع المراكز والمدن.
وأشار إلى أن الحملة التنشيطية تهدف إلى تقديم كل أوجه الرعاية الصحية والتوعوية للسيدات من خدمات ووسائل تنظيم الأسرة من أجل الارتقاء بالصحة العامة ورفع الوعى الصحى والتثقيفى بهذا الموضوع الحيوي وأثره على صحة الأم والطفل وذلك بهدف خلق جيل صحى يحظى بكل أوجه الرعاية الصحية والمجتمعية المتكاملة.
وفى كفر الشيخ قرية شنو التابعة لمركز كفر الشيخ، قرية ترتفع بها نسبة التعليم، حيث ووصلت إلى أكثر من 90% من بناتها للتعليم الجامعي وما قبل الجامعي، ومنهم من أثبت تفوقها ومقدرتها على خوض العمل سواء العام أو الخاص، ومنهن من رفضت البحث عن الوظيفة الحكومية، وتمكنت من فتح مشروع لتسويق المأكولات والمخبوزات، ومنهن من تسوق الأعمال اليدوية.
قالت هبة حامد الصعيدى، ربة منزل: تغيرت نظرة أهالي الريف لخلفة البنات، وانجاب الاسرة بنتين والاكتفاء بذلك، فلدينا بالقرية العشرات من الحالات، دون التفكير في انجاب طفل ثالث، ليكون ولدا يحمل اسم الاب، تغيرت هذه النظرة، حتى حالات الطلاق خلت من أن يكون السبب انجاب بنت أو أكثر"، مؤكدة أن البنت أثبتت أنها لا تختلف عن الشاب فى شئ، فهي تعمل وتكافح مثلها مثل الشاب، سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة.
وأضافت الصعيدي: النظرة التي ينظرها البعض للقرى بأن الأسر بها مازالت متمسكة بالأفكار القديمة في اتجاه الرجل لطلاق الزوجة بسبب خلفة البنات، أو تمسك الاسرة بانجاب عدد كبير من الأولاد لأنهم عزوة، فحملات تنظيم الأسرة أتت بثمارها الإيجابية على الاسرة، وعلى من يريد التأكد عليه النزول للقرى لاجراء احصاء على الواقع سينبهر بما حققته الحملات والندوات التي تشهدها مراكز الشباب وغيرها، ومنهم مركز شباب شنو".
وقالت لمياء السيد حمد، إنها حاصلة على مؤهل جامعي، وكل أشقائها بنات، ولم تجد يوما نظرة دونية من أهالي القرية لها، ما تقوم به من أعمال يفوق ما يقوم به أي شاب بالقرية، فالدولة هيأت للمرأة والفتاة قنوات ومجالات وحقوق لم تكن موجوده، وكان لها أثر السحر في تغيير النظرة للمرأة عموماً في القرية المصرية، فبقرى كفر الشيخ هناك رؤساء قرى ، رؤساء مدن من السيدات، تتميزين في أدائهم في الشوارع والجولات والحملات، أفضل أداء من رؤساء المدن الرجال، ومن بينهن من تفتخر أن لديها بنتين، وأنها اكتفت بذلك، قس على ذلك العديد من الطبيبات والمهندسات والمعلمات وغيرهن من ربات البيوت.
أما فى الشرقية إلتقينا بعدد من السيدات أصحاب القصص الملهمة فى تنظيم الأسرة، حيث أكدت فاطمة محمد عبدالله 30 سنة، مؤهل متوسط من محافظة الشرقية، على أهمية تنظيم الأسرة فى حياتها وحياة المصريين، قائلة: "أنا أم لثلاثة أطفال هم محمود 8 سنوات، فرح 6 سنوات، وروفان عامان ونصف تزوجت في عمر صغير حوالى 20 عاما"، مؤكدة أنها كانت حريصة على تنظيم الأسرة منذ بداية حملها الأول، ففور إنجابها محمود نالت قسط من الراحة لتربية طفلها والاستمتاع بالأمومة، وأكملت فاطمة :"رفضت كل الخرافات بأن وسيلة منع الحمل تؤثر على صحة الأم ولبنها، فالعلم تقدم والدنيا اتنورت وحرصت على أخذ راحة عامان وأنجبت الطفلة الثانية واسميتها فرح، وكنت سعيدة جدا أنا ووالدها بأنها بنت.. أصل البنات رزق وخير في البيت".
وأوضحت فاطمة، أن كلمة "خاوى الواد " هي خرافة انتهت من قاموسى أنا ووالدها، وحرصت بعد 4 سنوات على إنجاب روفان وهي حاليا طفلة صغيرة ولا أفكر في الإنجاب مرة أخرى، مضيفة: "فكرة الحرص على تنظيم الأسرة جاءت منذ الطفولة حيث نشأت في أسرة متوسطة و عدد الأخوات بها كبير 5 أولاد وبنتان، ما حرمهم بالطبع من التعليم الجيد، ومنهم من لم يستطع أن يكمل تعليمه، والعيش في مستوى أفضل".
فيما روت بسمة الهادى 30 سنة أم لطفلين من محافظة الشرقية حكايتها مع تنظيم الأسرة وقالت:- "أنصح كل عروسة مقبلة على الزواج بألا تقع فى نفس غلطتى، وتستهتر بأهمية تنظيم الأسرة، وتأخذ وسيلة تنظيم بين كل حمل وأن تتابع أولا بأول مع الوحدة الصحية، حتى تستطيع تربية أولادها وتستمتع بالحياة الزوجية فى هدوء"، موضحةً أنها تزوجت فى عمر العشرين عقب حصولها على الدبلوم الفنى، وكانت وقتها ما زالت صغيرة تفتقد الخبرة بالحياة الزوجية والمسئوليات، مؤكدة: "أنجبت طفلي الأول بالفعل وقتها جاءت الرائدة الريفية لزيارتي فى المنزل عقب الولادة لتوعيتى بأهمية تنظيم الحمل وكيفية الرعاية الصحية للطفل وجدول التطعيمات الخاص به، لكنى وقتها أخذت الموضوع باستهتار"، متابعة: "لم انتظم على وسيلة منع الحمل وكنت أيام أنسى أخذ الوسيلة فى موعدها وأقول لنفسي "عادي مش هيحصل حاجة"، إلا أنه بعد الولادة بأقل من 7 شهور اكتشفت أني حامل في 3 شهور ولم أكتشف ذلك إلا بالصدفة وأثناء الكشف الطبي عند الدكتور بعد تعرضي لتعب مفاجئ".
وأضافت: "حياتي بقت دوامة، ما بين مسئولية تربية رضيع عمره شهور والرضاعة والرعاية الخاصة به وآلام الحمل الجديد التي كانت أكثر من المرة الأولى، مرت عليا فترات صعبة جدا، وبالطبع اضطررت لفطام الأول قبل إتمام العامين قبل ولادة الطفل الثانى"، وتكمل: "أنه بعد ولادة الطفل الثاني تضاعفت المسؤوليات بشكل كبير وتعرضت للإرهاق الشديد، وكنت أحمل الاثنين على أيدي مثل التوأم طول الليل حتى يناما وكانا يمرضان في وقت واحد"، مضيفة: "مكنتش قادرة أدى طفل منهم حقه الكامل من الرعاية بجانب الإرهاق النفسي الشديد، كان هناك إرهاق مادي أيضا لرعاية طفلين رُضّع، وزوجي مازال موظفا متعاقدا ودخله محدود، فكانت تجربتى صعبة جدا ومقدرتش أرتاح إلا لما أولادى كبروا شوية، فالآن أصبح عبدالرحمن 6.5 سنوات وعدى 5 سنوات".
وتؤكد بسمة الهادى، أنها بعد ولادة طفلها الثانى ذهبت بنفسها إلى الوحدة الصحية بغزالة، لطلب وسيلة مناسبة لتنظيم الحمل، وبالفعل حاليا منتظمة بالتردد على الوحدة كل فترة للمتابعة وأتواصل مع الرائدة الريفية، لمتابعة الحملات الرئاسية 100 مليون صحة والكشف المبكر على الأمراض المزمنة، لرعاية صحتى وحريصة على التنظيم من أجل نفسى واسرتى.
كما تقول مي السيد، عمرها 34 عاما، حاصلة على الثانوية الأزهرية، إنها عاشت ظروفا صعبة بعد وفاة والدها وكان عدد أسرتها كبيرا، وكافحت والدتها لتربيتهم، وأنها عندما تزوجت كان هدفها تنظيم أسرتها وعدم تكرار تجربة الوالدين بكثرة الإنجاب بدون تنظيم أو بحسب المقدرة المادية، وتضيف: تزوجت قبل 10 سنوات، وزوجي يعمل سائقا، وكنت حريصة من الحمل الأول على التنظيم، وتوجهت للوحدة الصحية بغزالة عقب ولادة نجلى زياد وتعرفت على وسائل تنظيم الحمل من الرائدة الريفية، وفحصتني الطبيبة وقررت الوسيلة المناسبة.
وتكمل: استمريت على وسيلة التنظيم بعد الحمل الأول لنحو 4 سنوات، وابني كبر وأخذ حقه من الرعاية والرضاعة الطبيعية، وأنجبت طفلتي الثانية ملك بعدها الآن عمرها 4.5 سنوات، وأكدت أنها حريصة على الاكتفاء بالطفلين، لكى تستطيع تربيتهما وتعليمهما بشكل جيد، لافتة إلى أنها لم تستكمل تعليمها الجامعى بسبب ظروفها المادية وهي لا تحب تكرار نفس التجربة التي عاشتها هي وأشقاؤها بسبب كثرة الإنجاب.