يوسف أيوب: الشائعات لا تستهدف إلا وطن ناجح
السبت، 24 سبتمبر 2022 08:00 م
القاعدة الرئيسية في العلوم السياسية والاجتماعية أن الشائعات لا تستهدف شخص فاشل، وإنما يكون تركيزها على الناجحين فقط، لإنهاكهم وتشتيت أنتباههم، ويتحولوا من موقع الهجوم على الدفاع.
وبالنظر إلى الحالة المصرية، والاستهداف المستمر لها والمتواصل من شائعات واكاذيب، سنجد أن هذه النوع من الأكاذيب لم ينتشر الا بعد 2014 تحديداً، فالفترة السابقة لهذا التاريخ لم تتعرض الدولة لهذه الهجمة الشرسة والمتواصلة من الشائعات عبر وسائل التواصل الإجتماعى، وهذا بطبيعة الحال أمره معروف، لإن الدولة في هذه الفترة وتحديداً ما بين 2011 و2014، كانت منهمكة في معارك داخلية، ومشتته الأفكار والانتباه بين قوى الظلام التي كانت ترغب في تطويع الدولة المصرية بالكامل لصالح رغباتها، وبين القوى الوطنية التي وقفت في وجه قوى الظلام للحفاظ على الدولة الوطنية.
خلال هذه الفترة، كانت مصر "شبه دولة" وبالتالي لم تكن بحاجة إلى موجه من حر بالشائعات، لإنها بطبيعة الحال "منهكة"، كما أن كل مرافقها شبه مشلولة.
بعد 2014، وفى أعقاب انتصار القوى الوطنية على قوى الشر والظلام، بدأت الدولة في إعادة بناء نفسها من الداخل، وكانت البداية بالتركيز على التماسك الداخلى، ثم العمل على توفير حياة كريمة لكل المصريين، م خلال مشروعات قومية ومبادرات رئاسية، استهدفت كل مواطن يقيم على الاراضى المصرية، دون تفرقة بين مصري وغير مصر، لإن المواطنة في المفهوم المصرى أعم واشمل.
بعد 2014، وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى المسئولية، وتصديه بكل قوة وجرأة لمشاكل وازمات البلد الداخلية، وكذلك التحديات الخارجية المحيطة بها، بدأت عجلة التنمية تدور، ومعها دارت عجلة الشائعات والأكاذيب التي تأتينا من قوى الظلام بعدما استطاع أفرادها الهرب إلى بلدان مجاورة، فمع كل مشروع يتم إنشائه أو الإعلان عنها تبدأ الشائعات حوله تنتشر على وسائل التواصل الإجتماعى، محاولة التشكيك في المشروع او الهدف منه، ولم تسلم حتى المشروعات أو المبادرات الرئاسية التي استهدفت صحة المواطنين، لم تسلم من شائعات قوى الظلام، التي لا هم لها سوى تحقيق أغراضها الخبيثة والدنيئة، حتى ولو على جثث كل المصريين.
منذ 2014 وحتى اليوم، تواجه مصر موجة من الشائعات تستهدف بشكل مباشر المواطن المصري، فالتشكيك في المشروعات والمبادرات الرئاسية هدفها الرئيسى إفساد حياة المصريين، وهو أمر مفهوم من جانبنا، فالنجاحات المتتالية التي تحققها الدولة المصرية ورئيسها على مدار الساعة تثير حفيظة بل حقد قوى الظلام ومن يقفون خلفهم، ممن لا يملكون سوى استخدام ماكينة الشائعات على أمل إحداث الوقيعة والفتنة بين المصريين، وهو هدف خبيث لن ينالوه مطلقاً.
وحينما أقول أن الشائعات لا تستهدف الا الناجحين، ولا توجه الا لوطن ناجح، فإنه مرتبط أساساً بالحالة المصرية، فكما سبق وأشرت قبل 2014 لم تكن مصر معرضة لكم كبير من الشائعات كما تعرضت له بعد 2014، وهذا التاريخ مرتبط ببدء مصر الانتقال من الدولة المنهكة إلى الدولة المستقرة والمؤثرة في محيطها الأقليمى والدولى.
ولكى أكون أكثر دقة، علينا ان نسأل أنفسنا، لماذا تستهدف قوى الظلام والشر على سبيل المثال المنظومة الصحية المصرية بهذا الكم المتتالى من الشائعات؟.. الإجابة ببساطة شديدة، لإن مصر حققت في سنوات قليلة ما فشلت في تحقيقه دول كبرى في سنوات كثيرة، رغم فارق الإمكانيات المادية، وأيضاً تغير الظروف السياسية والجيوسياسية بين مصر ودول أخرى تنعم بمصادر دخل تحقق لها ما تريده، لكنها لم تستطع ان تصل لما وصلت إليه الدولة المصرية في سنوات قليلة في المجال الصحى تحديداً.
تخيلوا أن دولة قبل 2014 كانت مصنفة على أنها الأكثر عددا في إصابات فيروس "سى"، واليوم يتم اختيارها لريادة مجموعة أصدقاء الأمم المتحدة للقضاء على التهاب الكبدي الوبائي «فيروس سي»، خلال الفاعلية التي أقيمت الأسبوع الماضى بنيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 77، وبحضور جون وورد رئيس التحالف العالمي للقضاء على الالتهاب الكبدي.
تخيلوا وقع هذا الخبر على قوى الظلام والشر، بالتأكيد سيتملكهم الغضب، وسيعلموا على زيادة وتيرة الشائعات التي تستهدف المجتمع المصرى، فكيف لهذا المجتمع ان يصمد في وجه التحديات الداخلية والخارجية، ويزيد على ذلك بأن يحقق هذه المكان الدولية، ويصبح مصرب للامثال الدولية في التعامل مع الأوبئة والامراض التي كانت في الماضى مستعصية، لكنها اليوم يتم السيطرة عليها.
تخيلوا أن دولة قبل 2014 كانت تعانى من نقص في المستشفيات والأطباء والأدوية، واليوم تعلنها صراحة أمام العالم كله، أنها استطاعت توفير كافة مقومات العلاج لكل مواطن يعيش على الاراضى المصرية، من خلال تطوير ورفع كفاءة 1139 مستشفى بقيمة 27 مليارا و561 مليون جنيه، فضلاً عن عشرات المبادرات الرئاسية التي تستهدف كل الأمراض المزمنة، وتعمل على توفير العلاج بالمجان.
تخيلوا وقع هذا الوضع على قوى الظلام..
تخيلوا أن الدولة التي كانوا يريدون لها ان تكون فاشلة، استطاعت ان توفر لقاح كورونا لكل المصريين، بل أنها دخلت في مشروعات صحية استبقت بها دول كبرى، مثل مشروع مشتقات البلازما، وتوفير مخزون استراتيجى من الأدوية واللقاحات والأمصال، وتوفير مخزون استراتيجى من ألبان الأطفال.
تخيلوا أن قوى الظلام وهى تتحدث عن مشاكل للإطباء في مصر، في نفس الوقت الذى يتم الإعلان خلاله عن تدريب 274 ألف و123 فرد من أعضاء المهن الطبية والفريق الطبى بالداخل والخارج، والتوسع فى تدريب الأطباء بالخارج عن طريق المنح بالتعاون مع وزارات التعاون الدولى والخارجية بشفافية اتاحت الفرصة لجميع الأطباء بالإعلان عنها عن طريق الموقع الرسمى لوزارة الصحة والسكان، فضلاً عن تطوير شامل للمنظومة التدريبية من خلال الشراكة مع جامعة هارفارد الأمريكية حيث تم تخريج 800 متدرب فى 2021/2020 فى مجال مهارات التعليم الطبى بينما تم تخريج 800 متدرب فى 2021/2020 فى مجال التدريب على الأبحاث الإكلينيكية فيما تم التعاون مع الكلية الملكية بالمملكة المتحدة، كما تم تدشين إدارات فرعية للزمالة المصرية لمتابعة العملية التدريبية بجميع المحافظات لتوفير فرص تدريبية ل100 %من الأطباء المكلفين بوزارة الصحة، كما تم تدشين منصة التعليم الطبى الإكترونى LMS بالتعاون مع بنك المعرفة لجميع العاملين بالقطاع الطبي، لإتاحة المحتوى العلمى مجاناً.
تخيلوا معى حال قوى الظلام حينما تسمع كل يوم عن افتتاح مستشفى جديدة، أو إطلاق مبادرة رئاسية تستهدف مرض مزمن، وتعمل على توفير العلاج بالمجان له.. بكل تأكيد سيكون حالهم هو الغضب الشديد والعصبية التي يستتبعها زيادة في وتيرة الشائعات والاكاذيب، مستخدمين في ذلك وسائل التواصل الإجتماعى، هذه الزيادة هي تأكيد على أن الدولة المصرية تسير بنجاح، بدليل أن نجاحها يثير غضب الإعداء ويدفعهم إلى سلاح الشائعات الذى لا يستهدف الا وطن ناجح.