عام على رحيل «رجل الأقدار» المشير محمد حسين طنطاوي

دائما ما تختار الاقدار رجالها بعناية وتسوقهم ليتولي المسئولية في وقت تصبح فيها البلاد علي حافة الانهيار ، والمشير محمد حسين طنطاوي من هؤلاء الرجال الذين كتب فيهم الشاعر ( رجال بعزم جبال وكانت مصر بوجودهم محظوظة ).

 

 

بعد ثورة يناير  عام 2011 وسقوط كل مؤسسات الدولة ساقت الاقدار مرة أخرى المشير محمد حسين طنطاوي ليسند  بالجيش مصر ويمنعها من السقوط في هاوية الحرب الاهلية والصراعات.

 

 

المشير محمد حسين طنطاوي الذي ولد لاسرة اصولها ضاربة في أعماق التاريخ المصري، لم  يحلم ان يلعب دورا سياسيا، لكنه اصدق تعبير عن العسكرية المصريه..ويعتبر أحد أهم أركان الجهاز العسكري المصري خلال السنوات الماضية، استطاع خلالها المحافظة على هيبة الدولة المصرية ووطنيتها.

 

حيث قام بقيادة القوات المسلحة المصرية لأكثر من 20 عاماً كوزير للدفاع والإنتاج الحربي، وترأس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، حتي أوكل إليه الرئيس السابق محمد حسني مبارك مهمة إدارة شئون البلاد بعد تنحيه عن السلطة .

 

 

ورغم إيمانه بأن مصر دولة تؤمن بالسلام وتعرف جيدا أنه ليس لها عدائيات مباشرة، إلا أنه اتبع إستراتيجية تؤكد على أن القوات المسلحة تمتلك الجاهزية الدائمة للدفاع عن أرضها في أي وقت، فأصبح الحفاظ علي أمن مصر القومي بمفهومه الشامل وسلامة وقدسية أراضيها ومصالح شعبها هو المهمة الرئيسية للقوات المسلحة.

 

 

ولد محمد حسين طنطاوي سليمان في 31 أكتوبر 1935 في شارع عبد العزيز جاويش، بحي عابدين بالقاهرة، لأب موظف بسيط من قبيلة الفدكة في قرية أبو سمبل، أسوان..حصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية، من الكلية الحربية، عام 1956، ثم كلية القادة والأركان. شارك في حرب 1967م وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973م حيث كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة. 

وبعد الحرب حصل على نوط الشجاعة العسكري ثم عمل في عام 1975 ملحقا عسكريا لمصر في باكستان ثم في أفغانستان، ثم تدرج في المناصب حتى أصبح وزير الدفاع والقائد العام لـلقوات المسلحة في عام 1991م وحصل على رتبة المشير في 1993.

 

 

 ومن أهم الحروب التي خاصها طوال خدمته في الجيش المصري مشاركته في صد العدوان الثلاثي عن مصر عام 1956 ، كما شارك في حرب الاستنزاف بعد هزيمة 1967 وحتى 1970، وشارك في حرب أكتوبر عام 1973، وكان له دور كبير في صد هجوم الصهاينة من تغرة معركة المزرعة الصينية وثغرة الدفرسوار.

 

حيث بدأت مهام الكتيبة 16 مشاه التي كان يقودها يوم 6 أكتوبر بعبور المانع المائي لقناة السويس في نصف ساعة فقط, وكان المفترض أن تعبرها في ساعة, ثم بدأت الكتيبة في التقدم باتجاه الشرق وحققت مهامها الأولية باستيلائها علي رؤوس الكباري الأولي وصد وتدمير الهجمات المضادة التي وجهت إليها وكانت حصيلة ذلك تدمير 5 دبابات من قوات العدو, وعزل النقطة القوية بالدفرسوار وحصارها, ثم قامت الكتيبة بتطوير الهجوم في اتجاه الشرق وتحقيق المهمة التالية وهي احتلال رأس الكوبري النهائي, مع الاستمرار في صد وتدمير الهجمات المضادة للعدو.

 

حصل علي عدد كبير من الأوسمة والأنواط والميداليات، منها، نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الثانية (بعد حرب أكتوبر) ونوط تحرير سيناء 25 أبريل

نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية، ونوط الخدمة الممتازة ، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة الطبقة الأولى، وحصل قلادة النيل.

 

توفي 21 سيتمبر عام 2021 عن عمر يناهز 85 عام وشيع جثمانه في جنازة عسكرية تقدمها الرئيس السيسي وجميع قادة الجيش المصري.