توجيهات رئاسية في أسبوع: الحفاظ على المناطق الأثرية أو المقابر.. وسرعة الانتهاء من ميكنة الخدمات الحكومية
السبت، 17 سبتمبر 2022 08:00 م
الأسبوع الماضى، حمل العديد من الرسائل المهمة، من الرئيس عبد الفتاح السيسى للداخل والخارج، من خلال لقاءات عديدة عقدها الرئيس والزيارات الميدانية.
كانت البداية بتأكيد الرئيس السيسي أن القائمين على العمل في الطرق والمحاور التي يجري تنفيذها حريصون على عدم المساس نهائيا بأي مناطق أثرية أو مقابر، مشيرا إلى أن العمل في هذه الطرق والمحاور يهدف إلى تحقيق أقصى درجات الانسيابية في حركة المرور بصفة عامة.
وقال الرئيس خلال تفقده الأعمال الإنشائية الخاصة بتطوير عدد من الطرق والمحاور في القاهرة الكبرى- إنه لا يمكن أبدا المساس بأي مناطق فيها مقابر لشخصيات نقدرها ونحترمها أو مناطق أثرية، وإذا تواجدت مقابر أو مناطق أثرية في خط سير العمل، نعالج ونتلافى ذلك بإنشاء كباري؛ للحفاظ على تلك المقابر والمناطق الأثرية، لافتاً إلى أن الدولة نجحت في تحرير حركة المرور وانسيابها في شرق القاهرة، ثم شرعت في تحقيق هذا في مناطق أخرى بها، من بينها مناطق رمسيس وباب الخلق وعابدين وقصر القبة وشبرا الخيمة، وهي المناطق المزدحمة، كما تقوم الدولة بربط مناطق محافظة القاهرة، وتخفيف الحركة على طريق صلاح سالم الذي يشهد عملية تطوير.
وشدد الرئيس السيسى على أهمية عدم الانسياق وراء التشكيك المتعمد والآراء المغرضة من بعض الأطراف التي تسعى إلى تسفيه الجهود الضخمة المبذولة من الدولة التى تهدف إلى تحقيق التوازن بين تخفيف آثار التلوث من المركبات وتيسير الحركة المرورية بشكل سلس من خلال تحسين خواص الشوارع واستغلال كافة المسطحات المتاحة لذلك، وبين حماية المقدرات التاريخية الموجودة بتلك المناطق والحفاظ عليها من خلال العديد من الحلول المبتكرة كإقامة الكباري دون إزالتها أو المساس بها.
وأوضح الرئيس السيسى أن الدولة تقوم بالعمل على ربط حركة المرور في جميع مناطق محافظة القاهرة، شرقها بغربها وشمالها بجنوبها، مشيرا إلى أن شبكة الطرق والمحاور التي تم إنجازها، والتي تهدف إلى ربط جميع مناطق القاهرة تؤدي إلى انسيابية عالية في سرعة حركة المرور والنقل والانتقال بين كافة أحياء القاهرة، ويؤدي هذا إلى حل مشكلة التكدس والازدحام والبطء في حركة المرور، وهو نفس ما تقوم به الدولة في محافظة الجيزة، في أحياء فيصل والهرم والجيزة والشيخ زايد.
وقال الرئيس السيسي إن الكتلة السكانية بمحافظة القاهرة كانت تعاني من مشكلة البطء في حركة المرور؛ بسبب الحجم المروري الضخم بها، مما جعلنا نكثف جهودنا من أجل تحرير حركة المرور والدفع بها نحو الانسيابية، وذلك وفق خطط هندسية مدروسة، منوها بما يتم إنجازه في حي المقطم، الذي يشهد عملية تطوير واسعة في الطرق المؤدية إليه، وفي شوارعه الرئيسية وخاصة شارع (9)، الذي تم تحسين خواصه، منوها بأنه بعد إتمام محور (ياسر رزق) وكورنيش المقطم ستزداد حركة المرور بحي المقطم يسرا وانسيابية للقاطنين فيه والمارين من خلاله، وأضاف "نحن نقوم منذ 6 سنوات بالعمل على إنشاء وتطوير الطرق والمحاور، ولقد عايش المواطنون نتائج وثمار ما نقوم به من عمل أسفر عن حرية عالية في حركة المرور والنقل والانتقال، وذلك من خلال استخدامهم ما تم إنجازه من شبكة طرق ومحاور أقيمت وتقام طبقا لأسس علمية وهندسية على أعلى مستوى.
من جهة أخرى وجه الرئيس السيسي، بسرعة الانتهاء من مشروعات التحول الرقمي وميكنة الخدمات الحكومية وإتاحتها للمواطنين بشكل ميسر ومحوكم، لارتباطها الوثيق والمتكامل مع عملية التنمية، بما في ذلك التوسع في شبكة الإنترنت الأرضي فائق السرعة عن طريق نشر استخدام شبكات الألياف الضوئية، وكذلك زيادة أعداد أبراج المحمول لتحسين الخدمة في كافة رقعة الجمهورية.
وعقد الرئيس اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لمتابعة المشروعات القومية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث وجه الرئيس السيسي بتخصيص حوافز مجزية لتشجيع المتفوقين من طلاب برنامج "أشبال مصر الرقمية"، وذلك لتعزيز التنمية البشرية وبناء القدرات للنابغين في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
وخلال الاجتماع عرض الدكتور عمرو طلعت سير العملية الدراسية بـ"جامعة مصر المعلوماتية"، إلى جانب الموقف التنفيذي لمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث وجه الرئيس السيسي بسرعة الانتهاء من إنشاء المدينة على أعلى مستوى تكنولوجي، فضلاً التوسع في إنشاء مراكز "إبداع مصر الرقمية" لإتاحة أنشطة التدريب ورعاية الإبداع وريادة الأعمال في مختلف محافظات الجمهورية.
من جهة أخرى، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص مصر على دعم دور السلطة القضائية في المجتمعات الإفريقية، مشددا على أهمية الوعي الشعبي لتعزيز دور القانون والمؤسسات القضائية بغرض تمكين الدول من التصدي بفعالية للتحديات التي تهدد كيانها، وأخطرها الفكر المتطرف والتمييز بين المواطنين على أساس ديني أو عرقي أو طائفي، فضلاً عن صون أمنها واستقرارها.
واستقبل الرئيس السيسى، الأحد الماضى، رؤساء المحاكم الدستورية والعليا الأفارقة المشاركين في المؤتمر السادس، الذي تنظمه المحكمة الدستورية المصرية للمحاكم الدستورية والعليا الإفريقية، بحضور رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار بولس فهمي، ونوابه المستشار الدكتور محمد النجار، والمستشارة الدكتورة فاطمة الرزاز، والمستشار الدكتور طارق شبل، حيث رحب الرئيس برؤساء المحاكم الأفارقة، مؤكداً حرص مصر على دعم دور السلطة القضائية في المجتمعات الإفريقية، وذلك في إطار سيادة
الشرعية الدستورية، وبما يحقق التوازن بين حقوق وحريات المواطنين، وبين مباشرة السلطات العامة لوظائفها.
وأكد الرئيس السيسي أن الجهود القضائية أصبحت تكتسب أهمية خاصة في ضوء التحديات التي تواجهها الدول الإفريقية، خاصةً ما يتعلق بحقوق المواطنة، وحقوق اللاجئين والمهاجرين، وحماية الهوية الثقافية، وحقوق الشعوب في مواردها الطبيعية المشتركة، وجهود التنمية الاقتصادية.
من جانبه أكد المستشار بولس فهمي أن رعاية الرئيس السيسى للمؤتمر تعد شرفاً كبيراً، مثمناً حرص الرئيس على ترسيخ وتعزيز الوعي بأهمية استقلال القضاء، وتعزيز الدور الذي تضطلع به المحاكم الدستورية في حماية مقدرات الدول وإرساء دعائم الديمقراطية ودفع التنمية، لاسيما في ظل نجاحها في إثراء المفاهيم القانونية والدستورية في المجتمع المصري.
واعرب المشاركين عن تشرفهم بلقاء الرئيس السيسي، مثمنين الدور الحيوي للمؤتمر في تعزيز التعاون القضائي بين المحاكم الدستورية الإفريقية، والذي تحول إلى تقليد سنوي مهم على مستوى القارة يعكس التوجه الثابت لمصر تجاه إفريقيا كنقطة ارتكاز لسياستها.
وشهد اللقاء حواراً مع الرئيس السيسي شمل أهم الموضوعات المطروحة على الساحة الإفريقية، خاصةً فيما يتعلق بدور المحاكم الدستورية والعليا في الحفاظ على سيادة الدول، كما أعرب المشاركون عن تطلعهم للاستفادة من التجربة المصرية التي تعد نموذجاً لاحترام دولة القانون واستقلالية القضاء.