علماء الأزهر: مسألة مساعدة الزوج لزوجته فى المنزل "ليست جديدة".. وهناك من ينشر الفتن لإفساد الأسرة والمجتمع

أكد الدكتور محمد البدارى، مدير إدارة الفتوى بالأزهر سابقا، أن مساعدة الزوج للزوجة ليس محرم شرعا، لكن التعاون فيما بينهم لبناء الأسرة واجب شرعى، موضحا أن الرسول صل الله علية وسلم، ضرب لنا أروع الأمثله فى حسن علاقة الرجل بزوجته، التى اتسمت بالحسنى والمودة والتراحم، فكان يقضي أموره بنفسة حتى لا يسبب متاعب لزوجاته، وهو ما ذكرته السيدة عائشة رضي الله عنها، مشددا على أن الحياة الزوجية لا يجب فيها الندية، بل التعاون. 

وأوضح البدارى في تصريح خاص لـ "صوت الأمة"، أن ما يثار حول هذة القضية ليس بجديد، فكل الأمور بين الزوج والزوجة من تربية الأبناء وأمور الدنيا والحياة والأعمال المنزلية وغيرها، تحتاج إلى التعاون والمشاركة بين كل منهما، وهو ما أكد عليه الإسلام بالتقوى والعمل الصالح، موضحا أن أصحاب الفكر المتطرف والمتشددين، ينشدون انتشار الفتن بين الناس، لإفساد الحياة بين أفراد الأسرة والمجتمع، ونحن جميعا نعلم قدرما تعانيه المرأة من أجل أمن وأمان زوجها وأسرتها، فكانت أمهات المؤمنين فى فجر الإسلام، يعن أزواجهن حتى فى الهجرة النبوية والغزوات والحروب. 

وفى نفس السياق، أكد مركز الأزهر للفتاوى الاكترونية، أن الخوض فى أحكام الأسرة بغير علم، يشعل الفتن بين الناس ويفسد الأسرة ويعصف باستقرار المجتمع، وأن العلاقة الزوجية، تكافلية تقوم على المودة والمسامحة وحفظ حقوق الرجل والمرأة والطفل، وليست علاقة ندية أو استثمارية نفعية، والروح المادية والعدائية فيها جريمة أخلاقية . 

ومن جانبه، أكد الدكتور أسامة الحديدى، مدير مركز الأزهر العالمى للفتوى، أن الحيز الزمنى الذى أثير فية قضية مساعدة الرجل للمرأة، لشؤون وأعمال منزل الزوجية وتسببت فى الكثير من إثارة الفتن داخل المجتمع، هو نفس الحيز الزمنى الذى كان من الممكن أن يقوى فية هذة العلاقة بالحفاظ على المجتمع، موضحا أن نفقة الرجل فى بيتة واجبة، وكذلك مساعدة الزوج لزوجتة فى أعمال المنزل تطوع، مضيفا أن هذه المبادرة من الزوج لمساعدة زوجتة، تقوى التماسك والمحبة فى الأسرة، وأن يرى كل طرف من الزوجين على المبادرة فى راحته وإسعاده، مشددا على ضرورة توجيه رسالة إيجابية للمجتمع من خلال الأسرة وليس إفساد العلاقة بين المرأة والرجل، مؤكدا أن الواجب على الجميع فى حال حدوث خلافات زوجية، التدخل فيها بشكل إيجابى، بما يعنى التدخل بينه صادقة للإصلاح وليس للافساد، من أجل مجتمع يسوده الأمان.