التوعية تؤتي ثمارها.. انخفاض في معدل الإنجاب بعد حملات توعية المواطنين

- المسح الصحى للأسرة المصرية يكشف: ارتفاع نسب استخدام وسائل تنظيم الأسرة حقق الأهداف القومية لضبط النمو السكاني

ما من قضية يستخدم فيها المعنيون بها التوعية كحل لها، إلا وتكون النتائج مرضية وسريعة، حتى ولو تعثروا بعض الفترات، تماما كما حدث في ملف التوعية بخطر الزيادة السكانية، الذي اهتمت الدولة بحله عبر حملات توعوية تستهدف تعريف المواطنين بخطر هذه الزيادة عليهم وعلى أبنائهم.

وأتت هذه الحملات ثمارها بانخفاض معدلات الإنجاب خلال الفترة الماضية، وفقاً لما كشفه المسح الصحي للأسرة المصرية "2021" الذى أعلن تفاصيله الجــهاز المركـزي للتعبئة العامة والاحصاء الثلاثاء الماضى.

المسح أكد أنه هناك انخفاض في معدل الإنـجاب الى 2.85 طفل لكل سيدة مقابل 3.5 في عام 2014 وارتفاع نسب استخدام وسائل تنظيم الأسرة، مما يساهم في تحقيق الأهداف القومية لضبط النمو السكاني.

وأكدت بيانـــات المســـح استمرار العلاقـــة بيـــن التعليــم ومستويــات الإنـجاب واستخدام تنظيم الأسـرة، والتي تؤكـد ضـرورة  استمرار الاهتمام بتعليم المرآة لمـا لـه من آثـر في خفض معدلات الإنـجاب وارتفاع مستوى إستخدام تنظيم الأسرة، حيث أظهرت مؤشرات الإنـجـــاب فى المســح اتساقها مع المؤشرات المحسوبة من الإحصاءات الحيويــة (معــدل الإنـجـاب ومعــدل المواليـــد)، وحدوث إنـجازات فى خفض معدلات الإنـجاب في المناطق الجغرافية المختلفة بدرجات متفاوته، وهو ما  يتطلب دراسة عاجله للوقوف على محددات وأسباب ذلك والذي يمكن الإستفادة منه فى وضع برامج وتدخلات فى المناطق الجغرافية المختلفة.

وفيما يتعلق بمؤشرات الانـجاب فقد انخفض معدل الإنـجاب الكلى إلى 2.85 طفل لكل سيدة عام 2021 مقابل 3.5 طفل لكل سيدة عام 2014، أما على مستوى الأقاليم الجغرافية، فقد سجلت المحافظات الحضرية أقل مستوى ليصل 2.2 طفل لكل سيدة، كما انخفض معدل الإنجاب على مستوى الأقاليم عام 2021 مقارنة بعام 2014، حيث سجل ريف الوجه القبلي أعلى معدل انـجـاب 3.6 طفل لكل سيدة مقابل 4.1 عام 2014، ولوحظ أن هناك تقارب بين حضر الوجه البحري والقبلي ليبلغ 2.4،  2.5 على التوالي.

وأشار المسح إلى أن مستوى التعليم كان له واضح على معدل الإنـجاب الكلى، حيث شهد عام 2021 تحسن واضح مقارنة بعام 2014، فقد بلغ 2.6 طفل لكل سيدة أتمت التعليم الثانوي أو أعلى، وارتفع إلى 3.6 طفل لكل سيدة لم تتم التعليم الابتدائي، كما أشارت النتائج إلى أن 81.5% من السيدات اللاتي لديهن ثلاثة أطفال أو أكثر لا يرغبن في إنـجاب المزيد من الأطفال، مقابل 8.2%  من السيدات اللاتي لديهن طفل واحد، كما أن هناك 20.5% من المواليد لم يكن مرغوبا فيهم مقابل 15.7 في مسح 2014.

وفيما يتعلق بمؤشرات تنظيم الأسرة، أشارت النتائج إلى زيادة نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة، حيث أظهرت النتائج أن زيادة نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة لتصل إلى 66.4% مقابل حوالي 58.5% في مسح 2014، وسجل الوجه البحري أعلى نسبة في استخدام وسائل تنظيم الأسرة ليصل إلى 71.4% عام 2021 مقابل 57% عام 2014، كما سجل ريف وجه قبلي أقل نسبة استخدام ليصل إلى 57.4% عام 2021 مقابل 46.7% في مسح 2014، وبصفة عام هناك تحسن على مستوى كل الأقاليم باستثناء الوجه القبلي.

كما أثر المستوى التعليمي على استخدام وسائل تنظيم الاسرة فنجد أعلى مستوى كان بين اللاتي أتممن المرحلة الثانوية فأعلى لتصل 68% مقابل 59.6% عام 2014، وكان النصيب الأكبر والزيادة للقطاع الحكومي في مصدر الحصول على الوسيلة ليصل إلى 61.2% مقابل 38.8% في القطاع الخاص والذي شهد تراجعا عن مسح 2014، حيث سجل القطاع الخاص 43.1% في مسح 2014، مع ملاحظة انخفاض دور الجمعيات الأهلية في عام 2021 عن عام 2014.

وحول مؤشرات رعاية الحمل والولادة، وجد أن هناك زيادة كبيرة في معظم مؤشرات صحة الأم فنجد تحسن في رعاية الحمل ليصل إلى 97% في عام 2021 مقابل 90% عام 2014، كذلك هناك تحسن في رعاية الحمل المنتظمة لتصل إلى 90% مقابل 83% عام 2014، مع الزيادة في نسبة الولادات على يد مقدم خدمة طبية حيث تصل إلى 97% مقابل 92% في مسح 2014.

وفى تناوله لمؤشرات الحالة التغذوية للأطفال، اكد المسح أن هناك تحسن واضح في مؤشرات الحالة التغذوية للأطفال ما بين عامي 2021 و2014، حيث انخفض معدل التقزم كما انخفض معدل زيادة الوزن، وتلاحظ انخفاض نسبة الأطفال المصابين بقصر القامة (التقزم) من 21% عام 2014 إلى 13% عام 2021، مع انخفاض نسبة المصابين بالنحافة من 8% في 2014 إلى 3% في 2021، أما بالنسبة لمؤشر نقص الوزن فقد أنخفض من 6% إلى 4% في 2021، كما اشارت البيانات إلى ارتفاع نسبة المصابين بالأنيميا بين عامي 2014 و2021، حيث ارتفعت النسبة بين الأطفال من عمر 6-59 شهراً من 27.2% إلى 43%، وتصل نسبة الأنيميا البسيطة إلى 21%  مقارنة بحوالي 18% عام 2014.