شتاء قاس.. بوتين ينتقم من الاتحاد الأوروبي بسلاح الطاقة
الثلاثاء، 23 أغسطس 2022 04:00 م
يبدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عازما على تصعيد حربه ضد الاتحاد الأوروبي عبر استخدام أسلحة نوعية جديدة، إذ كشفت تقارير غربية إن بوتين قد يستخدم سلاح الطاقة بشكل أكبر انتقاما لدعم دول الاتحاد الأوروبى لأوكرانيا خاصة بما يختص بإمدادات الغاز الطبيعي.
يقول المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، باولو جينتيلوني، إنه لا شك في أن بوتين يمكنه استخدام سلاح الطاقة حتى أكثر مما فعله حتى الآن، لذا فإن توفير وترشيد استهلاك الطاقة وكذلك سياسات دعم الأسر الأكثر ضعفًا من قبل الحكومات تعتبر أمرا ضروريا، بحسب وكالة «أكي» الإيطالية.
ويضيف رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق: «على أية حال، هناك خطة أوروبية لخفض الاستهلاك تنص على تخفيض مشترك بنسبة 15% متنوعة من دولة إلى أخرى. أعتقد أنه من المهم جدًا لجميع السلطات السياسية في الدول الأوروبية أن تناشد، قدر الإمكان، الاقتصاد في استهلاك الطاقة».
بدورها سلطت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، الضوء على تفاقم معاناة الشعب البولندي من نقص إمدادات الفحم الروسي، نتيجة للموقف المتشدد الذي اتخذته حكومته ضد موسكو بسبب الأزمة الروسية، ما زاد من مخاوف تلاشي مصادر التدفئة اللازمة لمواجهة الشتاء المقبل.
واستشهدت الصحيفة، بقيام العديد من البولنديين بالذهاب إلى الحدود مع جمهورية التشيك المجاورة، بحثًا عن الوقود والفحم بعدما أصبحت بلادهم في خضم أزمة مفاجئة وغير مسبوقة فيما يخص إمدادات الفحم. وقالت بينما تعد بولندا منتجًا كبيرًا للفحم في أوروبا، إلا أن معظمه منخفض الجودة ويُستخدم بشكل أساسي في محطات الطاقة.
وتتزامن أزمة الفحم في بولندا مع انكماش الاقتصاد الوطني بنسبة 2.3 في المائة في الربع الثاني من العام الجاري، مما زاد من احتمالية حدوث ركود، وفي مواجهة انتخابات العام المقبل التي يمكن أن تتوقف نتيجتها على كيفية إدارة بولندا للتغلب على التأثير الاقتصادي للحرب الأوكرانية، أعلنت الحكومة الائتلافية اليمينية مؤخرًا عن عدة خطوات طارئة للتخفيف من مخاوف تدفئة المنازل بين الناخبين.
وكانت روسيا توفر ما يصل إلى خمسي الفحم الذي تحرقه الأسر البولندية خلال فصل الشتاء.. لكن الحظر الذي فرضته بولندا والاتحاد الأوروبي على التجارة مع موسكو ترك السكان يخشون أزمة تدفئة في الشتاء، بحسب الصحيفة. ورغم موافقة البرلمان البولندى على إعانات طارئة لثلث الأسر التي تستخدم الفحم للتدفئة، قال مواطن بولندي يدعي ماتيوز زوملاس، للصحيفة، إن هذه المساعدات لا تساعد حقًا في حل المشكلة عندما يكون الفحم غير متوفر.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الأزمة تركت بولندا تكافح لإيجاد بدائل من منتجين بعيدين مثل كولومبيا وجنوب إفريقيا، خاصة بعدما تضاعف سعر الفحم داخل أراضيها ثلاث مرات من متوسط سعر يقل قليلاً عن 1000 زلوتي للطن في العام الماضي إلى أكثر من 3000 زلوتي للطن (الزلوتي هي عملة بولندا وتساوي 0.21 دولار أمريكي).
وأوضحت أن حظر وارسو على الفحم الروسي بدأ في أبريل وأثار معه الذعر من قبل الأسر البولندية، ولكن في غضون ذلك دخل الحظر على مستوى الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في هذا الشهر فقط، ما أعطى ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى مزيدًا من الوقت لإجراء انتقال أكثر سلاسة وفترة كافية لتخزين الفحم الروسي.