"أبو حلاوة ياتين".. عالم بمركز بحوث الصحراء يوضح كيف يصبح التين الشوكي مصدر للدخل القومي
الأربعاء، 17 أغسطس 2022 11:00 مريهام عاطف
ينتظرعشاق التين الشوكى بدء موسمه فى شهر يونيه من كل عام، حيث ينتشر بكثرة من خلال الباعة الجائلين الذين يجدونه مصدر للرزق فبمجرد أن يطلق صيحته المعروفة "أبو حلاوة ياتين" حتى يقبل عليه الأطفال والكبار ليتناولوا ثماره اللذيذة، بينما يتم إلقاء الأجزاء المتبقية منه في سلة المهملات.
وقد أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في وقت سابق بيانا دعت فيه إلى إعطاء التين الشوكي مكانة كسلاح لمواجهة التغيرات المناخية، نتيجة ما يتميز به من قيمة غذائية للإنسان والحيوان إلى جانب كونه مصدراً للماء، ولذا فإن هذه الزراعة تمثل ثروة طبيعية يمكن اللجوء إليها في فترات الجفاف، كما يتميز التين الشوكي بأنه من المزروعات الأقل عرضة للإصابة بالآفات النباتية، وله أيضا قدرة عالية على التكيف مع آثار التغيرات المناخية.
أهمية التين الشوكي:
للتين الشوكي أهمية غذائية حيث تحتوي ثماره على الكثير من المعادن الهامة لجسم الإنسان مثل الكالسيوم والفوسفور والماغنسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والحديد، كما يساعد على الهضم ويحتوي أيضا على مضادات الأكسدة والبيتا كاروتين.
التين الشوكي
الأهمية الاقتصادية للتين الشوكي:
لا تتوقف أهمية التين الشوكي عند هذا الحد، فقد يلعب دور اقتصادي كبير إذا ما تم استخدام كل مكوناته بالشكل الأمثل، ليصبح مصدر للدخل القومي كما يوفر الكثير من العملة الصعبة كبدائل للإعلاف والخامات التي يتم استيرادها من الخارج، وهو ما يعمل عليه العلماء والمتخصصون بالكثير من المراكز البحثية علي رأسها مركز بحوث الصحراء، وهو ما أكده الدكتور محمد عبدالوهاب استاذ ورئيس قسم النباتات الطبية والعطرية بالمركز قائلا إن التين الشوكي يتميز بأنه ذو عائد اقتصادي كبير خاصة مع انخفاض تكلفة إنتاجه، حيث يعد من الزراعات التي تتحمل ظروف البيئة الجافة وشبه الجافة، كما يمكن زراعته في ظروف التربة الفقيرة والأراضي الرملية ذات الموارد المائية المحدودة ورغم ذلك للأسف لا يوجد الاهتمام الكافي بالتين الشوكي حيث يتم استخدام ثمارة فقط خاصة مع أهميتها الغذائية الكبيرة.
الدكتور محمد عبدالوهاب
وأضاف أنه يمكن الاستفادة من الثمار في صور عصائر وتحويلها الي لفائف تشبه قمر الدين، كما يمكن من خلال قشور التين الشوكي تحضير بعض المنتجات الهامـة مثـل البكتين والخل وحمـض الخليك بالإضافة إلى أنواع أخرى من السكريات والمربي والكحول، كما يمكن أيضا الاستفادة من عصير التين الشوكي خاصة وانه مضاد للأكسدة، ويساهم أيضا في استقرار معدل سكرالدم وعلاج ارتفاع ضغط الدم.
كما يمكن أستخلاص الزيت بطريقة العصر على البارد من بذور ثمار التين الشوكي، والذي يعد من أندر وأغلى الزيوت في العالم حيث يعالج الشيخوخة ومشاكل البشرة، فهو غني بالفيتامينات وخاصة فيتامين هـ (Vitamin E) كما أنه غني بالمعادن الطبيعية والأحماض الدهنية الأساسية ومضادات الأكسدة.
ومع ارتفاع أسعار الأعلاف يمكن الاعتماد علي ألواح نبات التين الشوكى لصناعتها للمساهمة فى تخفيض تكاليف تربية المواشي حيث يقبل عليه الأغنام والمواشي ، خاصة فى فترات نقص الأعلاف التقليدية حيث تحتوي الالواح علي مواد جافة ونسبة مياة تصل الي 90 % تصلح للاستخدام في الأماكن التي يندر فيها المياة والمناطق الجافة ، كما أن زراعة التين الشوكي لا تحتاج لكمية المياة التي تحتاجها الأعلاف التقليدية كالبرسيم بجانب قله أحتياجه للأسمدة والمبيدات الكيماوية ، كما تحتوى الألواح على نسبة عالية من الكربوهيدات والفيتامينات (A وC) والبروتين والتى تزداد إلى 90%.
وما يؤكد أهميه ألواح نبات التين الشوكي هو ما قامت به الكثير من دول العالم والتي قامت بإنتاج الأعلاف الحيوانية منه ، حيث تعد من الأعلاف الرخيصة الثمن والعالية الجودة والأقل إستهلاكا للمياه.