ملاذ العرب.. خطة تحويل معهد ناصر إلى مدينة طبية متكاملة
السبت، 06 أغسطس 2022 10:00 مكتب- أحمد سامي
- إعادة تنشيط السياحة العلاجية بمهبط للطائرات في المعهد وبناء مستشفى متخصص للباطنة والأطفال
يعد معهد ناصر واحد من أشهر وأهم القلاع الصحية على مستوى جمهورية مصر العربية، وكان في وقت من الأوقات مقصداً علاجياً سياحياً لعدد كبير من زوار أرض المحروسة.
يقع المعهد على كورنيش النيل على مساحة قدرها 104 آلاف متر مربع تكسو نصفها الحدائق الخضراء، ولا يخفى على أحد أن اسمه يعود للرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، الذي اختار تأسيس المستشفى لتكون ملاذًا للفقراء والأغنياء للمصريين على حد سواء الذين يحتاجون إلى علاج متخصص دقيق.
هذا الصرح الطبي أصبح فيما بعد ملاذا للعرب يلجؤون إليه ليس فقط للعلاج لكن للحصول على الخبرات الطبية وتطبيقها في بلادهم، فشهد هذا المعهد استقبال عدد كبير من الفرق الطبية الراغبة في الاطلاع على هذه التجربة الفريدة.
أخر إحصاءات المعهد كشفت عن علاج أكثر من 742 سودانيا و327 فلسطينيا و300 يمنى وغيرهم من الجنسيات العربية، كان أغلبهم من الحالات الحرجة والطارئة.
قسم الطوارئ يشهد تطويرا مستمرا، فمنذ دخول المريض وحتى خروجه من المستشفى يتلقى خدمة طبية على أكمل وجه فتم تخصيص أماكن الملاحظة وأخرى للفحص ورعاية الطوارئ وغرفة للعزل حسب المواصفات القياسية للكود المصري، وأيضًا الاعتماد في تقديم الخدمة الطبية المميزة على الأطباء الحاصلين على زمالة الطوارئ وماجستير طب الطوارئ.
يأتي لمعهد ناصر ما بين 300 الى 400 حالة طوارئ وفى المعهد يوجد 48 تخصصًا وتخصصات عالية الدقة وغيره موجودة في مستشفيات وزارة الصحة أو المستشفيات الجامعية، وإن الأورام غير موجودة في الطوارئ ولكن الذى يأتي لمعهد ناصر وأغلب الحالات تكون حالات مرضية كلي، كبد، قلب أو مشاجرة ولكن الحوادث أقل من الحالات المرضية بكثي، فمع تتابع الأحداث أصبح معهد ناصر مأمن المتضررين من الحوادث الطارئة، ومناطق النزاعات التي تشهدها المنطقة، والتي كان آخرها الإصابات التي تلقاها الفلسطينيون أبناء غزة على أيدي قوات الاحتلال خلال الاسبوع الماضي، إذ وصلت مساء أمس حالة حرجة جديدة تم نقلها إلى القاهرة لتلقى العلاج على أيدي اطباء المستشفى المصريين.
منتصف الأسبوع الماضي اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء أ.ح هشام السويفي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، و اللواء احمد العزازي مدير ادارة المشروعات الكبري بالهيئة الهندسية، واللواء أشرف العربي رئيس المكتب الاستشاري للهيئة الهندسية، والعميد عبد العزيز الفقي مساعد رئيس الهيئة الهندسية لتصميمات الطرق، وتناول الاجتماع استعراض جهود تطوير معهد ناصر للعلاج بإضافة مبان جديدة وتطوير المباني الأساسية القائمة، و استحداث أقسام وتخصصات طبية جديدة، وزيادة السعة السريرية للمعهد بمقدار 1000 سرير إضافي، إلى جانب زيادة عدد غرف العمليات الجراحية ووحدات الكلى، وكذلك المنشآت الخدمية بالتعاون مع وزارة الصحة، حيث وجه الرئيس السيسى بتحويل المعهد ليصبح مدينةً طبيةً متكاملةً، فضلًا عن زيادة الطاقة الاستيعابية للمعهد، ورفع كفاءة بنيته التحتية، وذلك بالاستعانة بالخبرات الاستشارية العالمية في هذا المجال، اخذاً في الاعتبار أن المعهد يعد من أهم ركائز المنظومة الصحية في مصر.
التصور القائم للمشروع يقضي بعمل 6 أو 7 منشآت جديدة في معهد ناصر لتحويله لمدينة طبية كبيرة بما يحقق نقلة نوعية، وستحتوي المدينة لى مهبط طائرات ومرسى نهري وفقا للتصور الذي يتم العمل عليه حاليا وأن السعة ستزيد بمقدار 1000 سرير إضافي، بتكلفة ستصل على الأقل لـ8 مليارات جنيه على أن يتم إنشاء معهد بحثي لتحقيق نقلة في مجال الرعاية الصحية في مصر.
وكشف الدكتور محمود سعيد، مدير مستشفى معهد ناصر للبحوث والعلاج، تفاصيل خطة التطوير الشامل للمعهد، بعد توجيه الرئيس السيسي لأن يصبح مركزًا بحثيًا ومدينة طبية متكاملة، وقال إن خطة التطوير تستهدف تنشيط السياحة العلاجية، من خلال إنشاء مهبط للطائرات وتفعيل الإسعاف النهري، بما يساهم أن يصبح المعهد قِبلة للمرضى من أفريقيا والشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الفترة الماضية حدث بالفعل تطوير ومشروعات بالمعهد تمثل نواة للتطوير تفوق تكلفتها نحو 500 مليون جنيه وهي قائمة بالفعل.
وأوضح سعيد أنه سيتم تطوير السياحة العلاجية عبر إنشاء مهبط لطائرات الإسعاف، وتفعيل الإسعاف النهري وإنشاء مرسى نيلي أمام مدخل طوارئ المستشفى، استغلالا للموقع الجغرافي المتميز للمعهد قبالة النيل، وكذلك التوسع الخدمات الصحية والتأكد من جودتها على أكمل وجه، حيث سيتم إنشاء مبنى جديد للعيادات الخارجية مُصمم على أحدث طراز، ويستوعب أكبر عدد من العيادات، وكذلك إنشاء جراج متعدد الطوابق، لمنع الزحام بالمعهد، واستدامة الخدمة الطبية، مؤكداً أن معهد ناصر هو المكان الطبي الوحيد في مصر الذي له مكتب تمثيل في مطار القاهرة وموظفين على مدار الـ 24 ساعة لاستقبال المريض منذ وصول الطائرة ومتابعته حتى مغادرته المطار بعد تلقي الخدمة بالمعهد.
وأوضح أنه سيتضمن التطوير بناء مستشفى كبير بنفس حجم معهد ناصر متخصص للباطنة والأطفال، وكذلك بناء ملحق لمركز الأورام بإضافة العمليات والرعايات والداخلي، وزيادة أسرّة الرعاية لاستيعاب الطلب على الرعايات وزيادة أسرّة الرعايات، ومبانٍ جديدة لهذا الغرض؛ لتتكامل الخدمات العلاجية بما يساهم في مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمعهد، كما أنه هناك العديد من التخصصات التي سيتم استحداثها ضمن خطة التطوير بمعهد ناصر، منها الأمراض الوراثية للأطفال ولها نصيب كبير في تلك الخطة، بجانب جراحات القلب للأطفال التي لم تكن موجودة، وكذلك جراحات التشوهات الخلقية للأطفال، وكذلك وحدة جراحات الأورطي والتي قد تكون الوحيدة في مصر، استحداث خدمات جديدة بوحدة المناظير، إنشاء مركز لاستقبال حالات علاج اليوم الواحد الأمراض المناعية، التصلب المتناثر.
وأشار سعيد إلى أنه يلجأ الكثير لمعهد ناصر لأنه يقدم خدمة طبية متميزة، وجراحات متقدمة مثل جراحة القلب وزرع الكبد والكلى والنخاع، مؤكداً أنه هناك توجيه واضح من الرئيس السيسي والدكتور خالد عبدالغفار القائم بعمل وزير الصحة ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، ألا تؤثر أعمال التطوير على الخدمة الطبية المقدمة للمرضى، وبالفعل فالخطة تتضمن استمرار تقديم الخدمة الطبية بالمعهد بالتزامن مع عمليات التطوير لتحويله لمدينة طبية.