مصر في أمان.. صفر حالات من جدري القرود
السبت، 30 يوليو 2022 08:00 م
- الصحة ترفع مستوى الترصد والاشتباه بالمنافذ البرية والبحرية للاكتشاف المبكر
حسمت وزارة الصحة والسكان الجدل المثار حول فيروس جدري القردة، مؤكدة أنه لم يتم رصد أي حالات مؤكدة لجدري القردة في مصر، مع التشديد على أن احتمال انتشار المرض في دول الشرق الأوسط غير مرتفع.
تأكيدات وزارة الصحة جاءت بعد تفشي فيروس جدري القردة في أماكن متفرقة حول العالم، وإعلان منظمة الصحة العالمية بأن الفيروس حالة طوارئ للصحة العامة ومحل اهتمام دولي.
ولم تكتف الصحة بالنفى، بل أنها رفعت مستوى الترصد والاشتباه في جميع المنافذ البرية والبحرية وأماكن الحجر الصحي وغيرها من الإجراءات، بهدف التأكد من الاكتشاف المبكر لأي حالات مؤكدة وسرعة عزلها وعلاجها ومنع الانتشار الوبائي للمرض داخل مصر، ورفعت الوزارة الوعي وتدريب الكوادر الطبية على التشخيص والاشتباه والإحالة، وزيارة مستوى الترصد وتوافر الوسائل التشخيصية داخل المستشفيات.
وقالت مها الرباط، المبعوث الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن جدرى القرود الذى أصبح طارئة صحية، وهى ظاهرة تمثل خطرا على صحة عامة وتحتاج إلى استجابة دولية منسقة، وهناك الكثير من القضايا التى يجب أن نكتشفها، وهناك خطر متزايد من الإصابة والانتشار، وهناك معلومات لازلنا لا نعرفها وعدم اليقين بالنسبة لجدرى القرود، فهناك 16 ألف إصابة فى 75 بلدا، ونتوقع أن تتزايد هذه البلدان، ومعظم الحالات التى أصيبت من الأطفال والنساء كانت خفيفة، لكن الأغلبية بين الشواذ، ولابد من تعزيز الترصد وزيادة الوقاية واستخدام اللقاحات والعلاجات و أن أى شخص يمكن أن يصاب لذلك، لابد من وقف انتشاره بتلقى اللقاحات والعلاجات.
وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية إن سبل الوقاية من الاصابة بمرض جدري القرود مهمة وضرورية، خاصة أن اللقاح الخاص بالجدري الاصلي القديم غير موجود في العالم، حيث اختفى الجدري الاصلي منذ فترة طويلة ولا يوجد احتياطات عالمية سوى بعض الدول التي تملك احتياطات استراتيجية خاصة بها، موضحاً أنه حتى الان لم ترصد حالة واحدة مصابة بجدري القرود في مصر.
وقال تاج الدين: لدينا الآن سياسة واضحة، أن أي شيء يظهر نعلن عنه فوراً، لان الاحتياط والاحتراز والوقاية في منتهى الاهمية، وهناك استعداد ويتم مراقبة الموانئ والمطارات لرصد اية حالات، ومن الوارد ان تتسع رقعة إنتشاره أو أن يظهر في مصر أو يتفشى في دول العالم، حيث قد يتحول لوباء وسيكون حينها وباء عالمي.
وطمأن الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، المواطنين بانه لا داع للهلع أو القلق من مرض جدري القرود، وإن إعلان المنظمة يأتي كحالة استباقية حتى لا يحدث ما جرى مع تأخر المنظمة في إعلان كورونا كوباء عالمي، الأمر الذي تسبب في انتقادات واسعة من المجتمع العلمي، لافتاً إلى أن هذا الإعلان يأتي كجرس إنذار من المنظمة للهيئات الصحية للتعامل مع المرض على محمل الجد وبأهمية كبيرة، مشيرا إلى وجود عدد من التداعيات لإعلان المنظمة حالة الطوارئ على مصر وباقي الدول، تتمثل في ضرورة توفير الهيئات الصحية في كل بلد كواشف وأدوات تحليل معملية للمرض، مع وجود حالة استعداد صحي دوائي لتوفير علاج ولقاح لجدري القرود، وتنظيم حملة توعية للشعوب، وحملة تدريب للكوادر الطبية للتشخيص والعلاج.
وأوضح حسني إن هذه الإجراءات تكلف النظم الصحية ملايين الدولارات، وأنه تاريخياً تم إطلاق هذه الحالة 7 مرات، إنفلونزا الخنازير عام 2009، شلل الأطفال من 2014 حتى الآن، إيبولا 2014، فيروس زيكا 2016، إيبولا مرة أخرى 2019، كورونا 2020، جدري القرود 2022، مشيراً إلى أن ما يطمئن الناس أكثر أن جدري القرود ليس فيروسًا تنفسيًا، ولا يمكنه أن ينتقل إلى أكثر من شخص في ذات الوقت مثل كوفيد-19 أو الأنفلونزا، مستبعدًا أن يتفشى هذا الفيروس ويصبح جائحة كما حصل في كورونا، وأن تسمية المرض جاءت نتيجة اكتشاف الفيروس في أحد مختبرات الدنمارك خلال تجربة على القرود، مشيرًا إلى الحواضن البيولوجية لهذا الفيروس هي القوارض.
ويسود العالم حالة من الرعب والخوف قذفت في قلوب المواطنين بالعالم عقب تفشي «جدري القرود» الذي أصاب حتى الآن أكثر من 17 ألف شخص في 74 بلدا، وأعلنت منظمة الصحة العالمية، جدري القرود «كحالة طوارئ عالمية»، لتبدأ التساؤلات بشأن تأثير ذلك على النظم الصحية على مستوى العالم، خاصة أن هذا الإعلان يعد أعلى مستوى من التأهب، في محاولة لاحتواء تفشي المرض.
وينشأ فيروس جدري القرود عند الحيوانات البرية مثل القوارض، وينتقل أحيانًا إلى البشر، ويتطلب انتقاله من إنسان لآخر اتصالًا جسديًا وثيقًا بشخص مصاب، وتنتقل العدوى من خلال الجلد المجروح والجهاز التنفسي والعينين والفم.
ويمكن أيضا أن يؤدي لمس الملابس أو الفراش أو المناشف الملوثة التي يستخدمها شخص مصاب بالطفح الجلدي لجدري القرود إلى انتقال المرض، ويحاول الباحثون بشكل مكثف التأكد مما إذا كان الانتقال يحدث من خلال الاتصال بين الجلد التالف أو المصاب وإفرازات الجدري، وتم التعرف على المرض لأول مرة من قبل العلماء عام 1958، عندما كان هناك تفش لمرض يشبه الجدري، وكانت أول إصابة بشرية معروفة عام 1970 لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات في منطقة نائية من الكونغو.
وعلى الرغم من تشابه أعراض مرض جدري القرود مع الأعراض الناتجة عن مرض الجدري، إلا أنها تكون أخف، مع اختلاف وحيد يتضمن تورم العقد اللمفية نتيجة الإصابة بجدري القرود. وتتراوح فترة حضانة فيروس جدري القرود عادة مدة 7- 14 يوم، إلا أنها يمكن أيضاً أن تتراوح بين 5- 21 يوم قبل بدء ظهور الأعراض، والتي تشمل حمي، صداع، آلام العضلات، ألم الظهر، تورم العقد اللمفاوية، قشعريرة، تعب وإرهاق، حيث يبدأ الطفح الجلدي بالظهور بعد مدة 1- 3 أيام أو أكثر من إصابة المريض بالحمى، والذي غالباً ما يظهر على الوجه أولاً، ثم يبدأ بالانتشار إلى باقي أجزاء الجسم وجعلت الحالات الأخيرة من جدري القرود التي سجلت في عدد من دول العالم الباحثين في كندا ومناطق أخرى في العالم، يحاولون معرفة مدى انتشار الفيروس، وكانت وكالة الأمن الصحية في المملكة المتحدة أول من أبلغ علنًا عن حالة في 7 مايو لشخص سافر إلى المملكة المتحدة من نيجيريا.
ووفقا لما اعلنته الدول ذات الإصابات المرتفعة، فيبدو أن المرض ينتشر بين الأشخاص الذين لم يسافروا إلى إفريقيا أيضًا، وهي موطن ظهور المرضي وتفشيه، ومع ذلك فهم يؤكدون أن المخاطر على عامة السكان منخفضة، حيث تم تحديد حالة واحدة في الولايات المتحدة حتى الآن وتم الإبلاغ عن عدد قليل من الحالات الأخرى في كندا والمملكة المتحدة والعديد من الدول الأوربية.
وأكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن إعلان منظمة الصحة العالمية، عن تفشي فيروس جدري القردة الذي انتشر في دول عديدة من أنحاء العالم حالة طوارئ للصحة العامة محل اهتمام دولي (PHEIC) سيمكن المنظمة من اتخاذ تدابير إضافية لمحاولة كبح انتشار الفيروس، موضحاً أن هذا الإعلان يمنح المنظمة القدرة على التوصية بكيفية استجابة الدول، ويمكنها أيضا من حشد التنسيق العالمي من أجل استجابة أكثر توحيدا، وقد يتضمن جزء من هذا الجهد ضمان توزيع أكثر عدالة للقاحات والعلاجات.
ولفت عبد الغفار إلى أن عدد الحالات المؤكدة بلغ حتى الآن أكثر من 16 ألف حالة في أكثر من 75 دولة في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية والشرق الأوسط وأجزاء جديدة من إفريقيا وجنوب آسيا وأستراليا، و ينتشر فيروس جدري القرود من خلال الاتصال اللصيق، وبشكل رئيسي من خلال التعرض المباشر للطفح الجلدي، أو الملابس الملوثة أو البياضات، أو من خلال رذاذ الجهاز التنفسي للمصاب، وحتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي وفيات بسبب الفيروس في الولايات المتحدة أو أوروبا، حتى مع ارتفاع عدد الحالات.