كورونا تفاجئ الجميع بموجة سادسة.. تزايد حالات الإصابة من 10 إلى 16 يوليو
السبت، 23 يوليو 2022 08:00 م
بيانات البرنامج القومي الالكتروني للأمراض المعدية ترصد تزايد حالات الإصابة من 10 إلى 16 يوليو
الصحة: الإجراءات الاحترازية ضرورية.. ولم يتم تحويل المستشفيات بالكامل إلى عزل لأن المعدل ما زال أقل
مدير مركز المناعة بالمصل واللقاح: الفيروس أقل حدة وقوة لكنه سريع الانتشار.. والزيادات الأخيرة لا ترتقي إلى توصيف الموجة الشديدة
شهرين أو أقل حاول خلالهم العالم أن يلتقط أنفاسه ويتحرر من ارتداء الكمامة ويعود تدريجيا للحياة الطبيعية والتخلص من شبح اصابات فيروس كورونا المستجد، الذي ما لبث أن عاود الظهور مرة أخرى وارتفع منحنى الإصابات من جديد دون هوادة، ليستيقظ العالم على الدخول في الموجة السادسة من انتشار الفيروس اللعين، في ظل عدم الحفاظ على الإجراءات الاحترازية، وانفتاح العالم دون الحصول على اللقاحات اللازمة، وبدأت اعداد الإصابات اليومية ترتفع في مصر مرة اخرى بنسبة تصل إلي 7% عن السابق، مما يعد مؤشر انذار للعودة خطوات إلي الوراء والالتزام بارتداء الكمامات واتخاذ الإجراءات الوقائية وتناول الجرعات التنشيطية دون إهمال فيها وعدم الاستهانة بحجم الإصابات.
وكشفت وزارة الصحة، أن الموجة السادسة أكثر انتشارا من سابقتها، حيث شهد شهر يونيو الحالي زيادة في عدد إصابات كورونا بمصر بنسب بسيطة لكنها مستمرة، بالتزامن مع الزيادة التي تشهدها دول العالم، مشددة على ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات وإجراءات التباعد، والحصول على لقاح كورونا لتخفيف خطورة الفيروس والأعراض المصاحبة له.
وشدد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء على أن معاودة تزايد الإصابات بفيروس كورونا، تؤكد أهمية الالتزام بتطبيق اشتراطات الوقاية، وعلى رأسها ارتداء الكمامات الطبية، خاصة في أماكن التجمعات، مع الاستمرار في تلقي اللقاحات التي تحرص الدولة على توفيرها.
وخلال اجتماع مجلس الوزراء الأربعاء الماضى، استعراض الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، القائم بأعمال وزير الصحة، تقريراً حول الموقف الوبائي الحالي لفيروس كورونا، محلياً وعالمياً، وقال أن أعداد الإصابات بفيروس كورونا تزداد أسبوعياً، على مستوى العالم، للأسبوع الخامس على التوالي، بعد آخر انخفاض للحالات منذ الذروة الأخيرة في مارس 2022، حيث ارتفعت أعداد الإصابات والوفيات خلال الأسبوع من 4 إلى 10 يوليو 2022، بنسبة زيادة بلغت 15% للإصابات، و 7% للوفيات، مقارنة بالأسبوع السابق له.
وعلى الصعيد المحلي، أشار الدكتور خالد عبد الغفار إلى أن الأسبوع الـ 28 لعام 2022 الممتد في الفترة من 10 إلى 16 يوليو، شهد تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا، طبقاً لبيانات البرنامج القومي الالكتروني لترصد الأمراض المعدية، الذي يمثل بيانات 542 مستشفى على مستوى الجمهورية، كما عرض "عبد الغفار" موقف تلقي لقاحات فيروس كورونا المستجد محلياً، موضحا أنه تم تقديم اللقاح لنحو 38 مليون شخص، من خلال 1393 مركزاً لتقديم اللقاح على مستوى الجمهورية، مضيفاً أن نسب اشغال العزل بمستشفيات وزارة الصحة والسكان، تعكس نتائج مطمئنة حتى الآن، حيث لا تتجاوز نسبة اشغال الأسرة الداخلية، 2%، و 12% لأسرة الرعاية المركزة، و 4% لأجهزة التنفس الصناعي.
كما عرض الدكتور خالد عبد الغفار، القائم بأعمال وزير الصحة، الضوابط الخاصة بعودة العاملين لأماكن العمل وفترات العزل المقررة لحالات الإصابة بمرض فيروس كورونا والمخالطين لهم، والتي تنص فيما يتعلق بالحالة الإيجابية معملياً بدون أي أعراض، على أن يتم العزل لمدة 5 أيام من تاريخ الاختبار، ليستمر الشخص في حالة انتهاء العزل في ارتداء الكمامة لمدة 5 أيام إضافية في تحركاته، على أن تعامل الحالة في حالة ظهور الأعراض خلال فترة العزل طبقاً لفترات العزل المقررة وفقاً للتصنيف الاكلينيكي لأعراض الحالة، مشيراً إلى أنه فيما يتعلق بالحالة الايجابية معملياً بأعراض بسيطة، ففي حالة وجود حمى بدرجة 38 درجة فأكثر، يستمر العزل بحد أدنى 5 أيام وحتى 24 ساعة بعد زوال الحمى تماماً وتوقف استخدام خافض الحرارة، أما في حالة عدم وجود حمى، فيكون العزل لمدة 5 أيام من تاريخ الاختبار الايجابي، على أن يستمر الشخص في الحالتين، بارتداء الكمامة في حالة انتهاء العزل لمدة 5 أيام إضافية.
وأضاف الوزير أنه فيما يتعلق بالحالة الايجابية معملياً بأعراض متوسطة أو شديدة، فإنه يستمر العزل لمدة 10 أيام، بشرط ألا يصاحب الأيام الثلاثة الأخيرة من العزل ارتفاعاً في درجة الحرارة وسعال وضيق التنفس، ولكن في حالة انتهاء فترة الـ 10 أيام واستمرار الأعراض، يستمر العزل حتى زوال الأعراض ومرور 3 أيام إضافية بدون أعراض، لافتاً إلى أنه فيما يتعلق بالحالة المحتملة التي تم تشخيصها بالأشعة المقطعية والفحوصات المعملية والتشخيص الاكلينيكي، مع عدم اجراء فحص معملي تأكيدي لفيروس كورونا، فإنه يتم اتباع فترات العزل السابق ذكرها بحسب التصنيف الاكلينيكي لكل حالة.
وشدد الدكتور خالد عبد الغفار على أنه في جميع الحالات، سواء أثناء وبعد العزل، فإنه يتم الالتزام التام بكافة الاجراءات الاحترازية، وبعد انتهاء فترات العزل المشار اليها، يستلزم للعودة للعمل إجراء الفحوصات المعملية اللازمة، موضحاً أنه يوصى بعدم مخالطة الأشخاص الأكثر عرضة لحدوث المضاعفات لمدة 10 أيام من تاريخ ظهور الأعراض أو ايجابية المعمل لفيروس كورونا، حفاظاً على سلامتهم، حتى في حالة تلقيهم التطعيم ضد كورونا.
من جانبه أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، أن ما يحدث من زيادة أعداد خلال الفترة الحالية هو أمر طبيعي، متوقعا زيادة في عدد الإصابات بكورونا بسبب عيد الأضحى والانتقال بين المحافظات، مؤكداً أن شدة الفيروس بالدولة قلت وعدد الوفيات قل عن قبل، وكذلك الحالات البسيطة ضعيفة جدا، والحالات التي تحتاج رعاية قليلة جدا، محذرا من الإفراط في تناول المضادات الحيوية لاسيما عند الإصابة بنزلات البرد، لما تخلفه من مخاطر صحية كبيرة بعد ذلك.
وأكد تاج الدين، أننا الآن في الموجة السادسة من فيروس كورونا، وهناك حالات عائلية أو بين الأصدقاء، وجميعهم يمكن أن يصابوا نتيجة الاختلاط سواء في الأكل وغيره، والمرض معدي ويصيب أكبر عدد من الأشخاص في الفترة الحالية، موضحاً أن جائحة كورونا ما زالت موجودة وما حدث خلال الشهرين الماضيين هو خمول الفيروس، لافتا إلى أن المتحور الجديد يعمل على زيادة الإصابات لأنه من فرعيات متحور أوميكرون الذي يتميز بأعراضه الخفيفة لكنها كثيرة، وأن هناك توصيات دائمة من إدارة أزمة كورونا بالبقاء على أتم الاستعداد باستمرار وتقوم باتخاذ الاجراءات الاحترازية، لذلك تم وضع 21 مستشفى عزل في جميع المحافظات، إذا ارتفع العدد بالإصابات تكون الدولة مستعدة لاستقبال الحالات المصابة، مشدداً على ضرورة التزام المواطنين باتخاذ الإجراءات الاحترازية حتى بعد وجود تطعيم.
من جانبه قال الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن الفيروس أقل حدة وأقل قوة ولكنه سريع الانتشار، وجاءت زيادة الأعداد بسبب تخفيف المواطنين لإجراءاتهم الاحترازية خلال إجازة عيد الأضحى، لافتاً إلى أن المواطنين تناسوا أن الفيروس مازال موجود ولم ينتهي ولم يراع التباعد وارتداء الكمامات، وكان هناك تنقل كبير بين المحافظات، وتجمعات كبيرة على السواحل والشواطئ، مضيفا أن هذا الفيروس تتمثل خطورته على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والمناعة الضعيفة، لكونهم اكثر عرضة للدخول في مضاعفات حتى مع ضعف الفيروس.
وشدد حداد في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة"، على ضرورة الحصول على لقاحات كورونا، لدورها في تخفيف حدة الأعراض وجعلها بسيطة ومتوسطة بدلا من كونها شديدة الخطورة، لافتًا إلى أن العالم يشهد ارتفاعًا في إصابات كورونا وليس مصر فقط، بسبب التهاون وعدم اتباع الإجراءات الوقائية، مضيفا أن أنه هناك دول عادت إلى الإجراءات الاحترازية بعد أن قامت بإلغائها نتيجة لارتفاع الإصابات، مشددًا على ضرورة التعامل بحرص مع جائحة كورونا، موضحاً أن كورونا ليس مجرد إصابة، وبالتالي يجب الحصول على التطعيمات حتى لا تتفاقم الإصابات، كما تطرق إلى الزيادات في الفترة الأخيرة على مستوى الإصابات، لكن في المستشفيات لم تطرأ عليها زيادات، لكن ما يزال الخطر موجودا على كبار السن وذوي المناعة الضعيفة، مضيفا أن جزء من المجتمع لم يحصل على التطعيم حتى الآن، رغم أن كل من حصلوا على اللقاحات إصاباته بسيطة، مشددًا على أن اللقاحات هي الأمان والآمن للحصول على المناعة ضد المرض، وبالتالي ينصح بالحصول على الجرعة التنشيطية والجرعة الرابعة بعدها.
وكشف حداد، أنّ الزيادات الأخيرة لا ترتقي إلى توصيف الموجة الشديدة، وحتى لو قيل إنها موجة سادسة، فإنها ستكون ضعيفة، إذ أن أغلب الإصابات بسيطة بسبب منظومة اللقاحات، ناصحا بارتداء الكمامات والالتزام بالإجراءات الاحترازية والحصول على اللقاحات والجرعات التعزيزية حتى تكون الموجات المقبلة مثل إصابات البرد، وبعد انتهاء الجائحة سيتحول كورونا إلى فيروس موسمي مثل الإنفلونزا، إذ سيتم الحصول على لقاحات ولكن كل سنة وليس 6 أشهر.
من جانبه أكد الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة، أن مصر دخلت الموجة السادسة من فيروس كورونا، وإن ارتفاع في الأعداد جاء نتيجة عدم الحذر، كما أن هناك زيادة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا عالميا، ولكن رغم انتشار الفيروس سريعا، لكن شدة الإصابة وحدتها أقل، كما أن عدد دخول المستشفيات وحالات الرعاية المركزة، أقل منذ أن بدأت الجائحة في ديسمبر 2019.
وأضاف، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، إلى أن كل من لم يتم تطعيمه عرضة للإصابة، وبعضهم سيحتاج دخول مستشفيات، ولكن رغم ذلك فإن نسب الإصابات حتى الآن من أقل النسب الموجودة منذ أن بدأت الجائحة، رغم زيادة أعداد الإصابات هذه الفترة، إلا أن حدتها أقل، مضيفا أن مصر لديها عدد كافٍ من اللقاحات، لذلك لابد من تسابق المواطنين على تلقي اللقاح، لأنه إن كان لا يمنع من الإصابة بنسبة 100%، لكنه يمنع من الوفاة ومن دخول المستشفى.
وأوضح حسني أن الزيادة التي شهدتها الإصابات مؤخرا ليس دور برد كما يردد البعض، والمرض المنتشر حالياً في مصر هو التهاب فيروسي نتيجة فيروس كورونا، وأوضح أن أعراض متحور كورونا الجديد تتمثل في "ارتفاع الحرارة لمدة 72 ساعة، والتهاب في الحلق، وصعوبة في البلع، وسعال بسيط مع آلام في البطن وإسهال، مشيرا إلى أن اللقاح سيصبح سنويًا بعد انتهاء الوباء ولكن حاليا في ظل انتشار الفيروس يتم الحصول عليه ربع سنويًا أو نصف سنويًا حسب حالة الشخص وعمره، وأنه يجب ارتداء الكمامة حال كسر المسافة الآمنة بين الأشخاص والمقدرة بـ 1 متر.
من جانبه قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إنه لم يتم تحويل المستشفيات بالكامل إلى مستشفيات عزل، لأن معدل دخول حالات كورونا في المستشفيات والوفيات ما زال في أقل معدلاته منذ أن بدأت الجائحة، كما أن العالم لم يعد يتحرك نحو تخصيص مستشفيات للعزل، ولكن هناك أقسامًا داخل المستشفيات للمرضى الذين يصابون بكورونا، ويتم عزلهم لو كانوا في حاجة للعزل.
وتابع، عبد الغفار، أنه على مستوى العالم ومع وجود متحورات كورونا، فإن الإصابات في أغلبها لا تحتاج إلى عزل داخل المستشفيات، لأنها تتعافى في فترة من 5 إلى 7 أيام من خلال تناول الأدوية والعزل المنزلي، مضيفا أن هناك إصابات بكورونا الآن متزايدة، والناس تفتكره (برد من المروحة) كما يقولون، ولكنه ليس كذلك، فهناك انتشار للفيروس تلك الفترة، ولكن الفيروس حتى هذه اللحظة يصيب الجهاز التنفسي العلوي، وبالتالي لا يحتاج إلى دخول المستشفى.
وأشار عبد الغفار، أنه حتى الأن لا نستطيع أن نجزم بوجود موجة سادسة، لأنه ينبغي أن يكون هناك زيادة في الإصابات بنسبة 30% أو أكثر من عدد الإصابات في الموجة السابقة وذلك لمدة أسبوع وبائي، مضيفا أن من ضمن اشتراطات الدخول في الموجة السادسة، أن يكون هناك زيادة في عدد دخول الحالات للمستشفيات، بواقع 5 حالات لكل 100 ألف مواطن من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، لافتاً إلى أن هناك عددا من الأسباب وراء زيادة الإصابات المجتمعية لكورونا، تتضمن عدم الحصول على جرعات كورونا بشكل سليم، ما أدى إلى ضعف المناعة وسهولة الإصابة، وكذلك التراخي في الاستمرار في تطبيق الاجراءات الاحترازية فضلا عن ظهور المتحورات الفرعية لكورونا وهى الاسرع انتشارا لكن دون مضاعفات كبيرة مضيفا أن الوضع الآن يشهد أقل نسب لدخول المستشفيات او الوفيات بكورونا، والقضية الآن تتمثل في الوصول إلي صفر وفيات وصفر دخول للمستشفيات وليس صفر إصابات، فاللقاح متوفر حاليا وسهل الحصول عليه وفعال للغاية في توفير الحماية المناعية للمواطن من العدوى بكورونا، لافتا إلى أن حملة طرق الأبواب للحصول على لقاح كورونا في 8 محافظات حاليا فضلا عن توفير اكشاك التطعيم في المدن السياحية والساحلية.