رسالة خاصة للشعب الأمريكي: ستجدون دائمًا في مصر سندًا وشريكًا

السبت، 23 يوليو 2022 07:00 م
رسالة خاصة للشعب الأمريكي: ستجدون دائمًا في مصر سندًا وشريكًا
الرئيسان السيسى وبايدن

- لنسير معًا بخطى ثابتة على طريق المستقبل في البناء والتنمية والتقدم

"أود أن أبعث رسالة لشعوبنا الشقيقة والصديقة وشركائنا بالولايات المتحدة الأمريكية، مفادها أنكم ستجدون دائمًا فى مصر التى عرفتموها وشهدت الحضارة الإنسانية أولى لبناتها على ضفاف نيلها الخالد، سندًا وشريكًا لكم، ويدًا تمد العون من أجل حفظ وتعظيم مصالحنا المشتركة، ولنسير معًا بخطى ثابتة على طريق المستقبل في البناء والتنمية والتقدم، نضيئه بأملنا وعزمنا الذي لا يلين، واعتمادنا على أنفسنا ورؤيتنا المشتركة لكيفية معالجة الأزمات على نحو يحترم إرادة الشعوب وخياراتها وحقها في تقرير مصيرها، واثقين في نهجنا، وفيما تتيحه شراكتنا من قدرات وما لدينا من خبرات تمكننا من اجتياز الصعاب مهما بلغت، ولنرسم غدًا أفضل لنا جميعًا وللأجيال القادمة"..

رسالة ختم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمته بقمة جدة للأمن والتنمية التي عقدت السبت الماضى بحضور الرئيس الأمريكي وقادة دول الخليج ورئيس مصر وملك الأردن ورئيس وزراء العراق.

هذه الرسالة جاءت بعد اللقاء الأول بين الرئيسان السيسى وبايدن، بعد وصول الأخير إلى البيت الأبيض، هو اللقاء الذى عقد بجدة، وأكد خلاله بايدن تطلع الإدارة الأمريكية على تفعيل أطر التعاون الثنائي المشترك، وتعزيز التنسيق والتشاور الاستراتيجي القائم بين البلدين الصديقين، وتطويره خلال المرحلة المقبلة، لاسيما في ضوء الدور المصري المحوري بمنطقة الشرق الأوسط بالقيادة الرشيدة للرئيس السيسي، التي تمثل دعامة رئيسية لصون السلم والأمن ونشر السلام لسائر المنطقة.

من جانبه أعرب الرئيس السيسي، عن ترحيبه بلقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن لأول مرة، مؤكدا حرص مصر على تعزيز وتدعيم علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين الصديقين، مشيراً إلى أهمية دور تلك الشراكة في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة.

اللقاء تناول التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، في عدة مجالات خاصةً على صعيد التعاون فى مجال كيفية مواجهة تداعيات الظروف العالمية الخاصة بأزمة الغذاء واضطراب إمدادات الطاقة، فضلاً عن بحث عدد من الملفات والقضايا الإقليمية، حيث أكد الرئيس السيسي الموقف المصري الثابت المستند إلى ضرورة تدعيم أركان الدول التي تمر بأزمات وتقوية مؤسساتها الوطنية، بما ينهى معاناة شعوبها ويحافظ على مقدراتها.

وصدر عن اللقاء بيان مشترك أكد خلاله الرئيسان التزامهما بالحوار الاستراتيجي المصري - الأمريكي الذي يترأسه بشكل مُشترك وزير الخارجية سامح شكري ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ورحبا باستمرار تنفيذ نتائجه، كما أعرب الرئيسان عن عزمهما اللقاء مرة أخرى في المستقبل القريب لتعزيز الشراكة متعددة الأوجه بين البلدين.

وفيما يخص تعزيز الأمن المشترك، فقد أكد البيان، أن الشراكة في مجال الدفاع بين مصر والولايات المتحدة التي استمرت عقودًا تظل ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، وأكد الرئيسان أهمية هذه الشراكة التي تخدم مصالح البلدين.

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة دعم مصر للدفاع عن نفسها، بما في ذلك من خلال استمرار تقديم المساعدات الأمنية بالتشاور مع الكونجرس الأمريكي، كما أكد الرئيسان، التزامهما بالتعاون في مكافحة الإرهاب ورحبا بالإنجازات البارزة التي حققها التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش، وأعرب الرئيس السيسي عن تقدير مصر للمعدات العسكرية والمساعدات الأمنية من الولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بدفع الإزدهار الاقتصادي، أعرب الرئيسان عن التزامهما بتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل المصلحة المتبادلة للشعبين المصري والأمريكي، وقررا استكشاف طرق جديدة لتوسيع التجارة الثنائية، وزيادة استثمارات القطاع الخاص، والتعاون في مجال الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المناخ.
ووفقا للبيان المشترك، تشترك مصر والولايات المتحدة في مخاوفهما خاصة بشأن العواقب العالمية الوخيمة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك سلاسل التوريد العالمية وأسعار الطاقة والسلع، فعلي سبيل المثال، أدى حصار موانئ البحر الأسود إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي وفرض ضغوطًا اقتصادية كبيرة على مصر، وأكد الرئيس بايدن دعم الولايات المتحدة للشعب المصري في الاستجابة لهذه التحديات، ولهذا الغرض، أثنت الولايات المتحدة على مشاورات مصر مع صندوق النقد الدولي وتدعم توفير تمويل إضافي لمصر من خلال الصندوق الاستئماني للصلابة والاستدامة التابع لصندوق النقد الدولي، كما تقدم الولايات المتحدة دعمها الكامل لانخراط مصر مع البنك الدولي للبحث عن خيارات تمويل لتحقيق استقرار اقتصادها وتعزيز رفاهية الأسر المصرية، وخاصة من خلال حزمة تمويل الاستجابة للأزمات التي أعلنها البنك مؤخرًا.

وقال الرئيس بايدن إن الولايات المتحدة ستقدم مليار دولار مساعدات جديدة لمعالجة وضع الأمن الغذائي في الشرق الأوسط، بما فيها 50 مليون دولار لمصر تحديداً، وتهدف هذه المخصصات إلى تعزيز الأمن الغذائي وتعويض آثار الاضطراب في سلاسل التوريد الزراعية وارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب حصار الموانئ، كما أكد الرئيس بايدن للرئيس السيسي أن الولايات المتحدة تدعم مصر لتأمين احتياجات أمنها الغذائي.

وفيما يخص تعزيز الاستقرار الإقليمي، فقد أكد البيان أن مصر والولايات المتحدة تتعاونان بشكل وثيق للتوسط لإيجاد حلول للنزاعات الإقليمية وتعزيز السلام، وشدد الزعيمان على أن حل الدولتين لا يزال هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق حل دائم للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وتحقيق مستقبل آمن ومزدهر وكريم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وأعرب الرئيس بايدن عن دعمه لقيادة مصر الحيوية ودورها التاريخي في تعزيز السلام وإنهاء الصراع، وبالتالي توسيع دائرة السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب والعالم، وكذلك الحفاظ على هدوء مستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ووجه بايدن الشكر للرئيس السيسي على دور مصر في المساعدة على تثبيت الهدنة اليمنية، ولا سيما من خلال تسهيل الرحلات الجوية التجارية من صنعاء إلى القاهرة، وهو عنصر مهم في ترتيبات الهدنة بوساطة الأمم المتحدة.

وفيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، فقد جدد الرئيس بايدن التأكيد على دعم الولايات المتحدة للأمن المائي لمصر وإبرام تسوية دبلوماسية تحقق مصالح جميع الأطراف وتساهم في أن تصبح المنطقة أكثر سلامًا وازدهارًا، وأكد الزعيمان مجددا، حتمية إبرام اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة دون مزيد من التأخير على النحو المنصوص عليه في بيان رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 15 سبتمبر 2021، وبما يتوافق مع القانون الدولي.

وبالنسبة لتعزيز حقوق الإنسان، فقد أكد الرئيسان السيسي وبايدن، التزامهما المتبادل بإجراء حوار بناء حول حقوق الإنسان، وهو جزء لا يتجزأ من الشراكة القوية بين مصر والولايات المتحدة وسيستمران في التشاور عن كثب بشأن ضمان تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في المجالات السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأعاد الزعيمان التأكيد على الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني في هذه المجالات.

وفيما يخص تسريع الجهود العالمية لمواجهة أزمة المناخ، قدّم الرئيس بايدن التهنئة للرئيس السيسي على رئاسة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين لتغير المناخ (COP 27) في شرم الشيخ في نوفمبر 2022، وأعاد التأكيد على التزام الولايات المتحدة بنجاح المؤتمر، ورحبت الولايات المتحدة - فى البيان المشترك- بقيادة مصر في تسريع الطموح والعمل العالمي لمعالجة أزمة المناخ.

ورحب الرئيس بايدن بتقديم مصر مساهمتها المحدثة المحددة وطنيًا (NDC) وأكد الزعيمان، دعم بلديهما للتعهد العالمي للميثان (GMP) ومسار الطاقة الجديد في إطاره، الذي انضمت إليه مصر فيما يتعلق بقطاع النفط والغاز.
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق