رغم الصراعات بينهما.. هل اتفق دبيبة وحفتر على الإطاحة برئيس مؤسسة النفط الليبية؟
الإثنين، 18 يوليو 2022 05:00 م
أثار قرار رئيس حكومة الوحدة في ليبيا عبد الحميد دبيبة تغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط؛ جدلا واسعا في الأيام الماضية، لاسيما وأنه جاء بعد مطالبات كثيرة بضرورة تجديد الدماء في هذه المؤسسة الحيوية المسؤولة عن أكبر موارد الثروة الليبية.
وكان رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة قرر إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، وكلف بدلا منه فرحات بن قدارة، في خطوة رآها مراقبون بأنها جاءت على خلفية توافقات بين المعسكرين الغربي والشرقي في ليبيا.
وخرج الرئيس السابق للمؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله بجملة من الاتهامات لدبيبة واصفا إياه ووزراء حكومته بأنهم غير شرعيين على خلفية اختيار مجلس النواب الليبي حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا.
وجاء تغيير صنع الله وفق مراقبون بعد أن أصبح عائق أمام عودة فتح الحقول النفطية، حيث كان أول مطلب للقبائل المسؤولة عن إغلاق الموانئ خاصة في الشرق الليبي هو إقالة مجلس إدارة مؤسسة النفط في ليبيا بعد مطالبات عدة بتوزيع عادل للثروة.
وفور الإعلان عن تغيير رئاسة مجلس مؤسسة النفط، خرج أهالي وأعيان ومشايخ الهلال النفطي في بيان لهم الجمعة، "اكدوا أنهم أعادوا فتح الموانئ والحقول النفطية بعد تحقيق مطلب من مطالبهم وهو إقالة مصطفى صنع الله من رئاسة مؤسسة النفط".
وقالوا في البيان الذي جاء عقب اجتماعهم برئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، إن "صنع الله، كان يمثل عائق أساسي في تحقيق مطالبهم، لافتين إلى أن مجلس إدارة مؤسسة النفط الجديد تعهد بتنفيذ باقي مطالبهم، ومن أهمها العدالة في توزيع إيرادات النفط".
وطالبوا في البيان "المجتمع الدولي باحترام إرادة الشعب الليبي وعدم التدخل في الشأن الداخلي، وجميع الشركات والإدارات بالمؤسسة الوطنية للنفط بممارسة أعمالهما بشكل حيادي".
وما يشير إلى أن تغيير المؤسسة الوطنية للنفط جاء بعد توافق بين القوى المهيمنة على الأرض في شرق وغرب ليبيا وبشكل محدد عبد الحميد دبيبة رئيس حكومة الوحدة والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر هو ما أكده دبيبة نفسه الذي قال إن تعيين مجلس الإدارة الجديد للمؤسسة الوطنية للنفط جاء باتفاق مع عدة أطراف سياسية.
ونفى دبيبة، خلال الاجتماع الذي حضره الأحد مجلس إدارة المؤسسة الجديد في العاصمة عقد أي صفقة بشأن تغيير مجلس إدارة المؤسسة السابق برئاسة مصطفى صنع الله.
وأضاف دبيبة أن تكليف مصطفى صنع الله برئاسة مجلس إدارة المؤسسة لم يكن قانونيا، مشيراً إلى تكليفه من قبل كوكيل وزارة النفط في حكومة الإنقاذ الوطني السابقة في العام 2014.
ودعا دبيبة من لديه أي شكوى بشأن تغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط إلى اللجوء إلى القضاء، مؤكداً أنه لا يوجد أي تدخل خارجي في هذا الملف.
واعتبر أن الأجندة الوحيدة لتغيير مجلس الإدارة هي فتح حقول النفط وتحسين حياة الليبيين، في إشارة إلى إعادة فتح قبائل الشرق الليبي الموانئ التي أغلقت بسبب تعنت الرئيس السابق للمؤسسة مصطفى صنع الله.
يذكر أن أهالي منطقة الهلال النفطي كانوا أغلقوا الموانئ والحقول النفطية احتجاجاً على تصرفات حكومة الوحدة ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط في إيرادات القطاع وإنفاقها على تمويل الميليشيات في غرب ليبيا في حين كانت تمنع صرف مرتبات الجيش الليبي في الجنوب.
أعلن رئيس مؤسسة النفط الليبية، فرحات بن قدارة، عن رفع حالة القوة القاهرة وانتهاء الإغلاقات في كافة الحقول والموانئ النفطية الليبية.
جاء هذا في مؤتمر صحفي عقده بن قدارة، عقده في شركة الخليج العربي «أجوكو» بمدينة بنغازي، بعد اجتماعه مع حكماء وأعيان الهلال النفطي.
وقال بن قدارة إنه أعطى التعليمات بمباشرة إنتاج النفط ورفع حالة القوة القاهرة، مثمناً الجهود المبذولة من جميع الأطراف المحلية والدولية لإنهاء إغلاق الموانئ والحقول النفطية.
وأشار إلى أن مجلس إدارة مؤسسة النفط مستمر في أداء مهامه بكل حيادية بعيداً عن التجاذبات السياسية، متعهدا بالشفافية والإفصاح بعيداً عن العمل الفردي الارتجالي.
كما أكد أنه ومع مباشرة الإنتاج ستعمل مؤسسة النفط بكل جهد بالتنسيق مع وزارة النفط للوصول إلى معدلات الإنتاج قبل الإغلاق، وستعمل على تنفيذ خطة فاعلة لزيادة الإنتاج.
وذكر أنه سيعمل على تنفيذ قرار مجلس الوزراء بشأن زيادة مرتبات العاملين في القطاع ابتداء من أغسطس، وسنعمل على تنفيذ برنامج التأمين الطبي لكافة العاملين بالقطاع”.
كما أكد بن قدارة، أن مجلس إدارة مؤسسة النفط وبالتنسيق مع وزير النفط ملتزم بالاهتمام بالكوادر البشرية في القطاع، وسيعمل على معالجة أوضاع العاملين بالشركات النفطية.