بعد حديث الرئيس عنه بمؤتمر المناخ في برلين... سفير المناخ يؤكد أهميه الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني للحد من التغيرات المناخية
الإثنين، 18 يوليو 2022 05:00 م
خلال كلمته على هامش حوار بطرسبرج للمناخ المنعقد حاليا في برلين أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن المجتمع المدني يلعب دورا مهما وسيلعب هذا الدور في مؤتمر المناخ "COP 27" بشرم الشيخ، قائلا "ونحن سوف نسمح لمنظمات الشباب بالمشاركة في المؤتمر وحضوره وسوف نخصص أماكن محددة لهم للتعبير عن مخاوفهم ووجهات نظرهم".
مؤتمر المناخ
ليؤكد ذلك الدعم الرئاسي أهمية الدور الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني خلال مؤتمر شرم الشيخ وما تقوم به من إجراءات للحفاظ علي المناخ والحد من التغيرات المناخية والتي أحتل الحديث عنها وعن تأثيراتها السلبية مساحة كبيرة لما يمثله من أهميه ليس في مصر وحدها ولكن في جميع دول العالم والتي أصبحت تواجه الكثير من التحديات نتيجة التغيرات المناخية ، ولمواجهة تلك التغيرات لابد من التكاتف مابين الدور الذي تلعبه الدولة والدور التي تقوم به منظمات المجتمع المدني وهو ما يؤكد عليه الدكتور مصطفى الشربيني سفير ميثاق المناخ الاوربي في مصر، ورئيس مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي من أن للمجتمع المدني دورًا رئيسيًا في مواجهة التغيرات المناخية، سواء من حيث زيادة الوعي حول تغير المناخ على المستوي الوطني وأيضًا مساعدة الحكومة والجهات المانحة والمنظمات الدولية على التخطيط لمستقبل لتغيرات المناخية وتنفيذ خطط التكيف والتخفيف.
مضيفا أن ما يحدثه تغير المناخ الآن ويؤدي إلى عدد من التأثيرات الضارة خاصة بالفقراء وأكثر الفئات ضعفًا، كما أن الحكومات على كل المستويات مسؤولة عن مساعدة المجتمعات على الاستجابة لهذه التغييرات، ومع ذلك فإن الحكومات غالبًا ما تتخذ الإجراءات الصحيحة عندما تكون متعاونة مع المجتمع المدني، لذلك ، يلعب المجتمع المدني دورًا رئيسيًا ، سواء من حيث زيادة الوعي حول تغير المناخ على المستويين المحلي والوطني وأيضًا مساعدة الحكومات والجهات المانحة والمنظمات الدولية على التخطيط لمستقبل ناجح للتعامل مع تغير المناخ وزيادة الوعي حوله ، ودعم أنشطة التكيف مع تغير المناخ التي تؤثر علي الفئات الأكثر ضعفاً ، وتطوير مسارات تنمية منخفضة الكربون للمساعدة في التخفيف من تغير المناخ وتحسين سبل العيش المحلية ، وإجراء البحوث ونشر النتائج ، وبناء القدرات بشأن تغير المناخ والتأثير على عمليات التخطيط الحكومية على مجموعة متنوعة من المستويات من خلال العديد من الانشطة .
وأشار إلي أن التعاون بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالمناخ ، وترك مساحة كبيرة للعمل فيما بينهم أسفر عن تأسيس الاتحاد النوعي للمناخ ليكون جسرا بين الجمعيات والمؤسسات الأهلية والحكومة لتسهيل مهامهم من جانب ومن الجانب الآخر دعم جهود الحكومة من خلال تكوين شبكة موحدة للعمل المناخي تلتزم بالسياسات العامة للدولة في مواجهة التغيرات المناخية ، مؤكدا علي أن جهود الجمعيات الأهلية في مصر ترتكز على محور أساسي هو تعبئة جهود الأفراد والجماعات لإحداث التنمية في المجتمع لصالح هؤلاء الأفراد والجماعات وحل مشكلاتهم.
د مصطفي الشربيني
وأضاف الدكتور الشربيني علي أن دور المجتمع المدني في مواجهة التغيرات المناخية يقوم علي:
اولا: تحسين وصول السكان إلى المعلومات المناخية ، حيث تعمل منظمات المجتمع المدني كجسر بين المؤسسات البحثية والسكان، مما يؤدي إلى حوار مباشر أكثر إيجابية.
ثانيا: إعطاء صوت للفئات الأكثر ضعفا، يجب أن تضمن منظمات المجتمع المدني الاعتراف بالضعف الشديد لهذه المجموعات في السياسة العامة، من خلال عمليات المناصرة.
ثالثا: تعزيز المساءلة من خلال القدوة، كاستراتيجية لضمان الجودة والشفافية لمشاركة الجهات الفاعلة المتنوعة.
رابعا: تعزيز نهج تشاركي وشامل للحد من مخاطر الكوارث والمشاركة بنشاط في التنسيق بين المؤسسات على المستويين المحلي والوطني، يتم تحديد قابلية التأثر بتغير المناخ ليس فقط من خلال التعرض للأحداث المناخية، ولكن أيضًا من خلال الأصول الاجتماعية أو المؤسسية داخل مجتمع محدد.
وعلي الجانب الاخرأوضح دكتور مصطفي الشربيني كيف يمكن لمنظمات المجتمع المدني مساعده المجتمعات على التكيف مع تغيرالمناخ
أولا: يمكن لمنظمات المجتمع المدني تمثيل المواطنين ومساعدتهم بإعتبارهم أكثر قربا من الناس وأصحاب المصلحة المكونين لهم ، يمكن لمنظمات المجتمع المدني المساعدة في تحديد مدى تأثير تغير المناخ على المجتمعات المحلية بالإضافة إلى استجابتها ، في المناطق الريفية ، على سبيل المثال ، يمكن التخفيف من آثار الجفاف على بعض الأسر المعيشية الزراعية حيث توجد ترتيبات قوية لتقاسم المياه بشكل عادل، كما توفر منظمات المجتمع المدني منتدى موحدًا وتعليميًا لأعضائها ، وتكون قادرة على التعبير عن مخاوفهم الدافعة وتمثيلها للحكومة والوكالات الأخرى ، ويمكن أن تكون بمثابة وكالات وسيطة لتوجيه الموارد بين هذه الكيانات ودوائرها المستهدفة، ومن الأمثلة الناجحة على ذلك شبكات التنسيق التي تم إنشاؤها في أعقاب زلزال ١٩٩١ وتسونامي المحيط الهندي في عام 2004 مما أتاح توجيه مبالغ كبيرة من الموارد إلى المستفيدين المستحقين وضمان أن مخاوف وتفضيلات المتضررين قد تم التعبير عنها والاستماع إليها من قبل السلطات والجهات المانحة .
ثانيا: تعمل منظمات المجتمع المدني المعنية بالحوكمة والتنمية كحلقة وصل بين الفئات المستهدفة الوطنية والمحلية وتعبئة الموارد والاضطلاع بوظائف التنظيم والتخطيط.
ثالثا: يمكن لمنظمات المجتمع المدني ، وخاصة المنظمات غير الحكومية ، أن تلعب دورًا مهمًا في زيادة الوعي ورسم خرائط الضعف وتمكين أصحاب المصلحة والمجتمعات المحلية.
رابعا: يمكن لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية أن تلعب دورًا تيسيريًا وتأييدًا في تأمين إطارزيادة الضعف والفقر،فمثلا تعرض البيئة الساحلية لتدهور وهو ما يعد خطر يهدد سبل عيش ما يقرب من ١٠ مليون شخص يعتمدون على السواحل لكسب الرزق ، ولقد أظهرت الدراسات أن تبني ممارسات تحسين الموارد على المستوى المحلي يمكن أن يؤدي إلى مكاسب في غلة المزارع السمكية بنسبة 79٪ في المتوسط ، مع زيادة المعروض من الخدمات البيئية الحيوية ،مؤكدا أن هذه الجهود لن تعمل علي الحد من الفقر فحسب ، بل ستعمل أيضًا على تعزيز أهداف الحفاظ على الطبيعة والتكيف الذكي مع المناخ.
كما تعمل المنظمات غير الحكومية أيضًا على تطوير تقنيات موجهة للتطبيق لتوفير تحذيرات المحاصيل المستندة إلى الأرصاد الجوية للري والآفات والأمراض وإدارة الأراضي والمغذيات التي تعمل على تحسين إنتاجية الأراضي والمياه بالإضافة إلى وجود أداة تقيم التأثير المحتمل للتدابير من حيث لقيمتها التكيفية، فمن الممكن في إماكن الاستصلاح الجديدة أن يتم تعليم المزارعين كيفية مراقبة الأمطار والمياه الجوفية وتعلم تقنيات جديدة للزراعة والري ؛ وقد تسبب هذا في قيام مليون مزارع طوعا بتقليل استهلاك المياه الجوفية إلى مستويات مستدامة .
المناخ
كما يمكن أيضا لمنظمات المجتمع المدني إدارة مخاطر الكوارث كجزء من التكيف مع تغير المناخ والذي يعد إحدى الاستراتيجيات الرئيسية في التكيف المجتمعي ، لا سيما عند الأخذ في الاعتبار أن تغير المناخ يجعل ظواهر الطقس المتطرفة أكثر كثافة أو تواترًا،بالإضافة إلى ذلك ، تتمتع منظمات المجتمع المدني بتاريخ طويل من الدعم والعمل المشترك مع الحكومات في الاستجابة للكوارث ، بما في ذلك تلك التي تسببها الأحداث المناخية ، بدءًا من جمع الأموال من وكالات التعاون الدولي إلى المساعدة التقنية ووضع تدابير تجريبية للتوسع، تجربة العلاقة بين منظمات المجتمع المدني والحكومات هي مورد يجب الاستفادة منه كجزء من التكيف مع تغير المناخ.