اليورو ينخفض لأقل مستوى له منذ 20 عاما... فما الأسباب وماذا يعني ذلك للبنك المركزي الأوربي؟
الأربعاء، 13 يوليو 2022 11:34 صريهام عاطف
وسط أزمات الطاقة التي تدفع أوروبا إلى الركود، تزايد الطلب على العملة الخضراء كملاذ آمن بعد الهبوط الذي شهده سعر اليورو لأول مرة منذ 20 عاما، إلى ما دون دولار واحد ليتلقى اليورو ضربات قوية أمام العملة الأمريكية منذ غزو روسيا لأوكرانيا، إذ هبطت العملة الأوروبية إلى أدنى مستوى لها مع ارتفاع أسعار الغاز وعدم التيقن بشأن إمدادات الطاقة الروسية ما أثار مخاوف الركود في منطقة اليورو ، وقد ترك الاعتماد الكبير للاقتصادات الكبرى مثل ألمانيا وإيطاليا على الغاز الروسي المستثمرين في حالة من التوتر مع توقع الاقتصاديين حدوث ركود أسرع وأكثر إيلاما في منطقة اليورو مقارنة بالولايات المتحدة.
اليورو
وتشير التفسيرات ايضا الي ان أنخفاض سعراليورو هو الفرق في مستويات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو. ففي حين كان بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يرفع أسعار الفائدة بقوة لكبح معدلات التضخم، قاوم البنك المركزي الأوروبي فرض أية زيادات حقيقية.
وبحسب "كارستن بريسيسكي، المدير المالي في مجموعة ING المصرفية الذي قال "من المتوقع أن يرتفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة إلى 3٪ مقابل 1٪ في أوروبا، لذلك، ستذهب الأموال إلى المكان ذي العائد الأعلى، ويستفيد الدولار الأمريكي أيضا من جاذبيته كملاذ آمن، وسط أجواء من عدم التيقن المصاحبة للاقتصادات العالمية. ويشعر المستثمرون بالارتياح إزاء الأمان النسبي الذي يوفره الدولار كونه أقل عرضة لبعض المخاطر العالمية الكبيرة في الوقت الحالي.
أنخفاض اليورو والضغط علي المستهلك
يمثل أنخفاض اليوروزيادة للضغط والعبء علي المستهلكين والشركات الأوروبية التي تعاني بالفعل من التضخم المرتفع إلى مستويات قياسية.
كما يؤدي ضعف اليورو وأنخفاضه الي أن يجعل الواردات، التي هي في الغالب بالدولار، أكثر تكلفة ،وعندما تكون هذه المواد المستوردة مواد خام أو سلعا وسيطة، فإن تكاليفها المرتفعة يمكن أن تؤدي إلى زيادة ارتفاع الأسعار المحلية، وقال باتل "سيكون هناك حمل أكبر على الاقتصاد الأوروبي نتيجة لضعف اليورو".
وقال بريسيسكي "في الوضع الحالي مع التوترات الجيوسياسية التي نشهدها، أعتقد أن فوائد ضعف العملة قليلة مقارنة بالمثالب والعيوب".
اليورو والدولار
تتزايد الرهانات حاليا على أن اليورو سيستمر في الانخفاض أمام الدولار في الأيام القادمة مع تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا.
وبحسب الخبير باتل فإن "اليورو يتداول حاليا كما لو أن أزمة متوقعة في أوروبا ستحصل قريبا، لذلك قد نسمع المزيد من الأخبار السيئة في معدلات صرف اليورو، ليصبح أقل من الدولار" ، كما يتوقع الخبراء الماليون في مجموعة Nomura International القابضة أن ينخفض اليورو ليصل إلى أعتاب 0.95 دولار. كما أن جورج زارافيلوس، رئيس قسم الصرف الأجنبي في دويتشه بنك، له توقعات مماثلة. وكتب في مذكرة بتاريخ 6 يوليو/ تموز إلى العملاء أن "الانتقال إلى 0.95 دولار إلى 0.97 دولار من شأنه أن يتطابق مع الحدود القصوى في أسعار الصرف.
ضعف اليورووالبنك الأوروبي:
اليوروالضعيف والتضخم من شأنه أن يزيد من التحديات التي يواجهها البنك المركزي الأوروبي، الذي يواجه بالفعل تحديات مالية كبيرة بسبب تباطؤه في مكافحة التضخم. وما زاد الطين بلة بالنسبة للبنك المركزي الذي يتمتع بصلاحيات لكبح جماح التضخم أن اليورو لم يضعف فقط مقابل الدولار، ولكن أيضا مقابل العملات الأخرى مثل الفرنك السويسري والين الياباني.
ليضع الانكماش الاقتصادي البنك المركزي الأوروبي في مأزق، مما سيعيقه عن القيام برفع كبير في معدلات الفائدة وهو ما من شأنه أن يبقي معدلات اليورو منخفضة أمام الدولار.
البنك المركزي الأوروبي
وقال باتل "الانخفاض في معدلات صرف اليورو قد يزيد من نطاق ضعف اليورو أمام العملات الأخرى، وبالتالي تصبح مشكلة تضخم أكبر بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي".
ويعتزم البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، وهي أول زيادة له منذ أكثر من 10 سنوات. وقال برزيسكي: "إن ضعف اليورو يدعم وجهة النظر الخاصة برفع أسعار الفائدة بشكل أكثر قوة".