موسكو تتوعد.. فنلندا والسويد يشعلان فتيل حربا جديدة في أوروبا
الثلاثاء، 05 يوليو 2022 12:52 م
في وقت تعيش فيه أوروبا على واقع الحرب «الروسية الأوكرانية» المرير، يبدو قادة حلف الناتو عازمون على المضي قدما في خطتهم نحو ضم فنلندا والسويد إلى الحلف، في خطوة يراها مراقبون أنها قد تشعل فتيل حربا جديدة في القارة العجوز، إذ لن تقبل موسكو بتوسع نفوذ الحلف العسكري الأوروبي شرقا في اتجاه الاتحاد الروسي.
يأتي هذا بعدما جرت المحادثات في مقر الناتو فى بروكسل برئاسة نائبة الأمين العام لحلف الناتو للشؤون السياسية والسياسات الأمنية بيتينا كادنباخ، وترأس الوفدين الفنلندى والسويدي إلى المحادثات وزيرا الخارجية بيكا هافيستو وآن ليندي.
وفي وقت سابق، أعلن حلف الناتو عن إتمام المحادثات مع فنلندا والسويد حول انضمامهما إلى الحلف، مشيرا إلى أنه سيتم التوقيع على بروتوكول عضويتهما الثلاثاء الموافق للـ5 من يوليو، وأشار إلى أن البلدين أكدا رسميا استعدادهما وقدرتهما للالتزام بالواجبات والتعهدات السياسية والشرعية والعسكرية المتعلقة بعضوية الناتو.
وأوضح الحلف، أنه في أعقاب المحادثات من المقرر أن يوقع الحلفاء على بروتوكول الانضمام لكل من فنلندا والسويد في مقر الناتو اليوم الثلاثاء، قبل أن يجري إرسال البروتوكولين إلى جميع دول الناتو للمصادقة عليها وفقا لإجراءاتها الوطنية.
ويقول مراقبون، إن انضمام فنلندا للناتو يشكل مخاطر كبرى على الأمن القومي لروسيا وقد يشعل حربا جديدة، فخط المواجهة بين روسيا و«الناتو» غربا يشمل الدول غرب أوكرانيا وهي دول ناتو فيما عدا ملدوفيا بالإضافة لدول بحر البلطيق التي من بينها دول من الاتحاد السوفيتي السابق، ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، وكانت تعتبر فنلندا الدولة الرابعة قبل استبعادها، والتي لها حدود مع روسيا يبلغ طولها أكثر من 1300 كيلومتر.
ويرى المراقبون أنه مع تزايد حالة التصعيد بسبب الحرب الأوكرانية رأى الروس أن الناتو حشد 90 طائرة إضافية منهم 40 في بولندا وفنلندا، والذي يعتبره الجانب الروسي من قبل الأزمة الأوكرانية خطا أحمر كما يعتبر انضمام فنلندا لحلف «الناتو» توسع للحلف شرقا في اتجاه الاتحاد الروسي، وهو يتساوى في التهديدات مع انضمام أوكرانيا لحلف الناتو.
ويعتقد المراقبون، أن هذا الأمر قد يدفع روسيا لعملية عسكرية خاصة في فنلندا بنفس طريقة أوكرانيا، لأن حالة الحرب أو وجود قوات أجنبية على أراضي دولة مرشحة للانضمام للناتو يجعلها لا تحقق شروط الانضمام طبقا لميثاق الناتو، الذي سوف يؤدي إلى توسع الصراع بالوكالة بين روسيا والناتو ويهدد بوصول الصراع لدول أخرى أعضاء في الناتو، الذي قد يفعل المادة الخامسة من ميثاق الناتو بالدفاع المشترك، الذي يعني دخول العالم رسميا في حرب عالمية ثالثة.
في غضون ذلك، حذر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، من أن نشر قواعد لحلف شمال الأطلسي «الناتو» على أراضى فنلندا والسويد لن يحمي هاتين الدولتين، وسيعرض سكان هذه الأراضي للخطر.
وقال فولودين، تعليقا على تصريحات عمدة مدينة «لابينرانتا» الفنلندية بضرورة نشر قواعد حلف شمال الأطلسي في بلاده، إن نشر القواعد العسكرية لحلف «الناتو» لن يحمى فنلندا أو السويد، بل على العكس تماما سيعرض للخطر سكان المدن، التى ستتمركز فيها البنية التحتية العسكرية.
وأضاف رئيس مجلس الدوما الروسي، أن رئيس بلدية «لابينرانتا» الفنلندية يعتقد أن مثل هذا الأمر من شأنه أن يخلق إحساسا بالأمان، وهو مخطئ، لأنه في حال اندلاع أعمال عسكرية يجرى توجيه الضربات بشكل أساسي إلى البنية التحتية العسكرية للعدو.