"هناك فرقا بين الوجوب والواجب".. هل يجوز لغير المستطيع الحج أن يبيت النية؟
الأحد، 26 يونيو 2022 04:48 م منال القاضي
رد الدكتورعلى جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، عن سؤالا ورد إليه، يقول صاحبه: "هل يجوز لغير المستطيع الحج أن يبيت النية؟"
وقال الدكتور علي جمعة، إن هناك فرقا بين الوجوب والواجب، فالواجب منه الصلاة الحج الزكاة، مقدمة الواجب واجبة الصلاة مقدمتها الوضوء إذن هو واجب ولا تتم الصلاة بدونه، ومقدمتها أيضاً استقبال القبلة وستر العورة وهكذا، أما الوجوب وجوب الحج في نيتك، من مقدمته أن تحوش للحج وهذه ليست واجبة عند الفقهاء، لأنها مقدمة وجوب وهي فضل من الإنسان، ومنها أنه لا يجب على المسلم أن يحوش كي يؤدي الزكاة.
وتابع: في بيانه حكم أداء الصلاة في الفضاء، إن المواقيت هذه علامات إيقاع الواجب وليست سبب الوجوب، فسبب وجوب الصلاة تكليف الله بلغت مسلما عليك خمس صلوات في اليوم، فالوجوب لازما حتى لو ملامحه لم تتوافر مواقيت واستطاع وقبلة وغيره، خارج الأرض يسقط الوجوب وليس الواجب، لما ينزل يقضي ما عليه من صلوات، لفقده الشرط الطهورين والوقت والقبلة وكيفية الأشياء.
واستطرد قائلا: إن أول أفواج من الحجيج ذهب للأراضي الحجازية، ابتغاء الحج لبيت الله العتيق، وسمي عتيقاً لأنه لم يملكه أحد من العالمين في وقت ما، فهذه البقعة المباركة لم تكن في ملك أحد ثم خرجت من ملكه إلى ملك الله، كمن يوقف قطعة من الأرض في ملكه لمسجد يبنيه لله، بل هذه القطعة من الأرض لم تدخل في ملك أحد منذ أن خلق الله السموات والأرض، أو سمي عتيقاً لأن الله يعتق من زاره وشرفه وعظمة وحج إليه وطاف به، أو إنه سمي عتيقا لأنه قديم بدأت العبادة منه.
وأضاف: ورضي الله عن هذه البقعة وجعلها محل نظره، يحج إليه المسلمون من كل مكان استجابة لآذان أبيهم وسيدهم إبراهيم (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ)، (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) وهي العشر الاوائل من ذي الحجة بخلاف المعدودات التي في سورة البقرة وهي أيام التشريق الثلاثة {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ }.
وتابع علي جمعة: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً) أي يسيرون علي أرجلهم, (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ) وهذه المنافع التي يشهدها المسلمون في الحج متصلة بذكر الله وبالتوحيد وبالتبري من الشريك له سبحانه وتعالي، إنها منافع ينبغي أن يجتمع المسلمون ليرسموا خطة لهم في سائر عامهم المقبل، ولا يتأتى هذا إلا إذا ذهب الحجيج إلي ربهم وقد تخلصوا من ذنوبهم بنفقه حلال، وانهوا الخصومات التي بينهم وبين الأخرين، واخرجوا الدنيا من قلوبهم وتوكلوا علي ربهم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد احد.