شيكابالا.. على المنافسين وابالا
السبت، 25 يونيو 2022 09:38 ممحمد فزاع
الغزال الرايق.. كثير الموهبة قليل الحظ ومشاكله حرمته من أسطورية الداخل وشهرة الاحتراف بالخارج
يبقى اللاعب محمود عبد الرازق شيكابالا، لاعب نادي الزمالك وأسطورته الحية، وواحد من المواهب المصرية القليلة التي لا تفنى أبدا.
خلال مباراة قمة الكرة المصرين بين فريقي الأهلي والزمالك التي أقيمت مطلع الأسبوع الماضي، أثبت شيكابالا أنه لاعب من طراز فريد، ينبوع مواهب لا ينضب ولا يتأثر بمرور العمر.
حتى لحظة نزول اللاعب محمود عبد الرازق شيكابالا لأرض الملعب في الشوط الثانى، كان نادي الزمالك متأخراً بهدف أمام النادي الأهلي، وما إن دبت قدم شيكابالا أرض الملعب، حتى عادت الروح لفريق الزمالك ولاعبيه الصغار والكبار على حد سواء، وخلال دقائق قليلة تمكن الزمالك من تحقيق التعادل عن طريق لاعبه أشرف بن شرقي من تمريرة سحرية من الغزال الأسمر شيكابالا، الذي لم يقف عند هذا الحد وبعدها بدقائق تمكن من إحراز هدف التقدم للزمالك.
بلغة الكرة تمكن شيكابالا من قلب المباراة رأساً على عقب، ووضع فريقه في الوضعية الأفضل، ولولا العقاب السريع الذي أتاه من صلاح محسن بتحقيق التعادل بعد دقائق من تقدم الزمالك، لأقيمت الأفراح في ميت عقبة تكريماً لمسيرة الغزال الأسمر، الذي عانده القدر وحرمته نفسه وبعض تصرفاته من أن يكون لاعباً عالمياً لا يقل في المهارة عن محمد صلاح ومحمد زيدان اللذين احترفا في كبرى الأندية الأوروبية وحققا نجاحات كبيرة.
لم تكن هذه المباراة هي الأولى التي يتمكن خلالها شيكابالا من قلب المباراة خصوصا أمام النادي الأهلي، فقبل تلك المباراة تمكن شيكابالا من إحراز هدف التعادل في المباراة المعروفة إعلامياً بالقاضية ممكن، وكذلك المباراة التي تلتها في الدوري المصري، والمباراة الشهيرة في كأس مصر والتي انتهت بنتيجة 4-3 لصالح النادي الأهلي.
نعم كل هذه المباريات لم تنته نتيجتها لصالح نادي الزمالك الذي يلعب له الفهد الأسمر، لكن في نهاية الأمر لولا شيكا لكانت نتيجة هذه المباريات في واد آخر تماماً، وكان التفوق الكاسح للشياطين الحمر على أبناء ميت عقبة.
يواجه شيكابالا انتقادات لا حصر لها، لكن في المهارة والفنيات الكروية لا يمكن أن توقفه، ولولا بعض العقبات التي عطلت مشواره لكان له شأن آخر، فهو اللاعب الوحيد في فريق الزمالك الآن الذي حقق بطولة دوري أبطال أفريقيا 2002، وقتها كان ناشئا لكنه كان منضم للفريق الأول وشارك في بعض المباريات.
حقق شيكابالا 20 بطولة مع فريق الزمالك وكافة المنتخبات التي لعب لها على مدار مشواره حتى الآن، فحقق مع الزمالك بطولة الدوري الممتاز مرتين موسم 2003/2002 وموسم 2004/2003 وبطولة كأس مصر مرتين أيضًا عامي 2008 و2013 ودوري أبطال أفريقيا 2002 وكأس السوبر الأفريقى 2003.
تحب الكرة شيكابالا تماما كما هو يحب نادي الزمالك، وعندما قرر اللعب في نادي مصري غير الزمالك اختار ابن العم الاسماعيلي، أصحاب السمسية والكرة الممتعة التي يمكن أن يجد فيها نفسه في وقت قصير جداً.
انضم إلى صفوف الإسماعيلي في الثلاثين من شهر أغسطس عام 2015، فلعب برقم 10، واستمر مع الفريق لمدة 124 يومًا، شارك خلالها في 8 مباريات فقط برصيد 574 دقيقة، خلال الدور الأول لبطولة الدوري الممتاز، وكان أبرز نجوم الفريق وأحرز خلالها هدفين.
وكان متوقعاً أن يستمر الفهد الأسمر مع الإسماعيلي وخصوصا في تواجد أحمد حسام ميدر كمدير فني للاسماعيلي وبداية توهج اللاعب وإحرازه للأهداف، ولكن سرعان ما طالب نادي الزمالك برئاسة المستشار مرتضى منصور بعودة اللاعب مرة أخرى إلى القلعة البيضاء نظرًا لاحتياجه لخدماته عبر تكثيف الاتصالات معه لإقناعه بالعودة، وجاء ذلك عقب مباراة الإسماعيلي مع إنبي في نهاية شهر ديسمبر من نفس العام عقب انتهاء الجولة الحادية عشر من البطولة مما أدى إلى بكائه الشديد للرحيل، وهو الأمر الذي كلف نادي الدراويش 112 ألف دولار بما يوازي 874 ألف جنيه وقت فسخ التعاقد، حيث سدد النادي للزمالك 75 ألف دولار، بخلاف 37 ألف دولار لصالح اللاعب، أي بمعدل 1500 جنيه للدقيقة الواحدة.
«شيكا» من هؤلاء البشر كثيرو الموهبة قليلو الحكمة والحظ، رغم ما يتمتع به من موهبة فذة، وعشق جماهيري يطارده في كل مكان.
عندما أنهى اللاعب مسيرته الاحترافية في اليونان، عام 2007، بدأ صراع القطبين على ضمه مع إيمان البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني التاريخي للأهلي، بموهبته التي يقول فيها لصحيفة صحيفة «آبولا» البرتغالية: «لاعب موهوب، يتقن اللعب بالقدم اليسرى، ويسدد بها بقوة، يتحكم في الكرة بشكل جيد، ويجيد إدارة النسق الهجومي، يمكنه اللعب كمهاجم متأخر أو صانع ألعاب، خطير أيضًا في الضربات الثابتة، ويسجل الكثير من الأهداف، ويحب المراوغات واللعب الاستعراضي».
حسم «شيكا» الصراع بنفسه، وطرق باب الزمالك، ولكنه لم يلق إجابة، فتوجه إلى الأهلي، واجتمع مع عدلي القيعي، مدير التعاقدات، وفي هذا الصدد يقول اللاعب في حوار تليفزيوني: «قلت له أنا زملكاوي وأنت عارف كده، قال لي: لكن الأمور ستكون مختلفة في الأهلي، وستحبه بكل تأكيد، قلت له: افرض أنا قاعد على الدكة في ماتش أهلي وزمالك وفريقي المفضل (الزمالك) أحرز هدفًا، لو اتحركت هبطل كورة».
اختار شيكابالا الزمالك والكرة، ولكنه لم ينجح أبداً في الابتعاد عن المشاكل سواء داخل النادي أو خارجه، لدرجة أن اشتبك مع جماهير الأهلي والزمالك، وسب إدارة نادي الزمالك بدلاً من المرة مرات، وبدلاً من أن يصنع له تمثال هدد بالطرد أكثر من مرة من نادي الزمالك، ولكنه رغم كل هذا جعله حبه للفانلة البيضاء حتى الآن داخلة جدران ميت عقبة ويحرز الأهداف في المنافسين وبالأخص الغريم التقليدي النادي الأهلي.