قافلة الأزهر والأوقاف بمحافظة “جنوب سيناء” يؤكدون على القيم الإنسانية الرفيعة التي دعا لها الإسلام
السبت، 11 يونيو 2022 11:19 ص
تسعى المؤسسات الدينية لمواجهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى العامة عن طريق تطبيق برامج دعوية مشتركة ومباشرة من علماء الازهر والاوقاف، وذلك تنفيذا لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة نزول عالم الدين في جميع المناطق التجمعات للشباب وليس على المنبر فقط.
فقبل عامين شدد الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر على ضرورة عقد للقاءات مباشرة للوعاظ مع الشباب لمعالجة الظواهر السلبية ونشر القيم التسامح، حفاظا على الشباب، وتحصينهم ضد أى فتاوى شاذة من غير المتخصصين ومن الجماعات المتطرفة التى تنصب نفسها حماية على الدين .
وأصدر الطيب توجيهات للامين العام للمجمع البحوث الإسلامية فى احدي لقاءاته بقيادات الوعظ من جميع أنحاء الجمهورية بالتعامل المباشر والاحتكاك مع الشباب، وتوةضيح لهم الأمور الغابئة عن أذهانهم، خلال لقاءات توعية تضمنت المقاهى ومراكز الشباب والجامعات والمدار والمركز الثقافية بجميع أنحاء الجمهورية، كما نشرت الأوقاف قوافل دعوية للواعظات والأئمة منها قافلة طرق الأبواب .
وفي إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف وبرعاية من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، قام أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين علماء الأزهر والأوقاف والمنطلقة من القاهرة لجنوب سيناء بأداء خطبة الجمعة 10 يونيه 2022م بمحافظة جنوب سيناء، وتضم (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع:” الدين والإنسان “.
فمن على منبر مسجد الوادي المقدس أكد الشيخ محمد محمد عبد العزيز عفيفي مفتش إدارة سانت كاترين أن رسالةَ الإسلام رسالةٌ إنسانية سامية، جوهرها القيم النبيلة الجامعة، فهي دعوة خير وسلام، تحمل السعادة للبشرية كلها، حيث يقول الحق سبحانه: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق”.
ومن على منبر مسجد وادي الراحة قال الشيخ فاضل محمد عبد الهادي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن ديننا الحنيف قد كرَّم الإنسانَ على إطلاق إنسانيته، بغض النظر عن لونه أو جنسه أو لغته أو عرقه، حيث يقول سبحانه: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”، ولم يقل سبحانه: كرمنا المسلمين وحدهم، أو المؤمنين وحدهم.
ومن على منبر مسجد الإسباعية السفلي، أوضح الشيخ محمد إبراهيم محمود الخولي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف أن نبينا صلى الله عليه وسلم ألغى التفاضل بالأحساب والأنساب والألوان، حيث يقول: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ”.
ومن على منبر مسجد الإسلامية السلام بوادي فيران أكد الشيخ عبدالحميد عطية الألفي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن ديننا العظيم عندما حَفِظ النفس البشرية حَفِظَ كلَّ نفس، وعَصَمَ كلَّ دم، فلا ازدراء على الدين، ولا قتل على المعتقد، وحِفظُ النفس بصفة عامة من الكليات الست التي جاءت الشرائع بحفظها، حيث يقول الحق سبحانه: “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ”.
ومن على منبر مسجد الطرفة القديم أكد الشيخ فهيم مصطفي فهيم أبو شريف إمام وخطيب بوزارة الأوقاف أن الإسلام حافظ على النفس البشرية وعصمها من الأذى إلا بالحق، حيث يقول سبحانه: “مَن قَتَـلَ نَفْسًـا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَـادٍ فِي الأرض فَكَأَنَّمَـا قَتَـلَ النـاس جَمِيعًــا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا”.
ومن على منبر مسجد الإسلامية الرحمن بوادي فيران أكد الشيخ محمد أحمد عبد الحميد عضو مجمع البحوث الإسلامية أن ديننا الحنيف لم يقف البعد الإنساني عند هذا الحد من كف الأذى، بل حث على احتمال الأذى والتسامحِ، والتسامحُ خُلق أصيل في ديننا، وفي ثقافتنا، وفطرتنا، والمتأمل في كتاب ربنا (عز وجل) يجده دعوةً إلى التسامح، حيث يقول الحق سبحانه: “خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ”، ويقول سبحانه: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
ومن على منبر مسجد وادي مكتب أكد الشيخ أشرف محمد صبحي محمود شلبي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف أن المتصفح لسنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) يرى أنه دعا إلى الرحمة والتسامح وحسن الجوار ولين القول حتى في الخصومة، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “رَحِمَ الله رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “دَخَلَ رَجُلٌ الجَنَّةَ بِسَمَاحَتِه، قَاضِيًا، ومُتَقَاضيًا”، وقيمةُ التسامح في الإسلام منهجٌ في التعامل مع الناس جميعًا؛ في قبولهم، واحترامهم، وإنصافهم، وكذلك في البيع، والشراء، والتقاضي، وسائر جوانب الحياة.
ومن على منبر مسجد الحسوة فيران أكد الشيخ السيد محمد محمد عضو مجمع البحوث الإسلامية أن من القيم الإنسانية الرفيعة التي دعا الإسلام إلى ترسيخها: الكلمة الطيبة للناس جميعًا بلا تفرقة، حيث يقول الحق سبحانه: “وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسنًا”، بل نحن مطالبون أن نقول التي هي أحسن، يقول سبحانه: “وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.
ومن على منبر مسجد الإسباعية العليا أكد الشيخ سامي محمد عبد الفتاح غانم إمام وخطيب بوزارة الأوقاف أن من أهم القيم الإنسانية: قيمة التراحم التي تعود بالنفع على المجتمع كله، وفي ذلك تجسيد لمبدأ الأخوة الإنسانية، بما يؤسس لمجتمع مترابط يقوم على الحب والعطاء، حيث يقول الحق سبحانه: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ”.
ومن على منبر مسجد المروة أشار الشيخ أسامة أحمد مرسي عضو مجمع البحوث الإسلامية على حاجتنا إلى الوعي بحقيقة الدين، والقيم الإنسانية التي يزخر بها؛ حتى تستقر مجتمعاتنا، ويسودها الألفة والوئام، ونؤكد أن من خرج عن هذه القيم فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية، وينسلخ من آدميته، ومن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.