مصطفى الجمل يكتب: ولا يلومن الأهلي إلا نفسه
السبت، 04 يونيو 2022 08:58 م
أبناء التتش ناموا فى العسل بجوار اتحاد الكرة فتلقوا قاضية مغربية قبل المباراة النهائية بشهور
موسيمانى فقد الشغف.. والفريق يقدم أسوأ مواسمه محلياً وقارياً بسبب غياب التكتيك ورعونة اللاعبين
هاني والشحات وميكيسوني وتاو وربيعة ووحيد وصلاح محسن وعلي لطفي وحسام حسن دهون ثلاثية وجب التخلص منها
سيد عبد الحفيظ طاقته مهدرة على الاشتباك مع الحكام بدلاً من ضبط غرفة الملابس
بعد أن يسكب اللبن، لن يجدي قطعاً البكاء ولا العويل، ولم يعتد النادي الأهلي المصري فيما يخوضه من منافسات فردية أو جماعية أن يبحث عن شماعات يعلق عليها علل الخسارة، دون أن تكاشف الإدارة نفسها وأجهزتها الفنية ولاعبيها وأعضاء النادي بما أدى إلى السقوط كبيراً كان أو صغيراً، وهنا تمكن عظمة أبناء مختار التتش وسر نجاحهم في صناعة تاريخ مضيء بالبطولات والإنجازات التي تحتاج لعشرات السنوات من الغياب حتى يلحق به أقرب منافسيه.
في مركب محمد الخامس ليلة الإثنين الماضي الموافق 31 من شهر مايو الكبيس على جماهير الكرة المصرية، دون فصل من فصول سقوط النادي الأهلي النادرة في كرة القدم، حين تلقى هزيمة مرة على يد منافسه الوداود البيضاوي المغربي، في نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.
كانت تكمن أهمية هذه البطولة للشياطين الحمر حال تحقيقا في كونها المتوجة للبطولتين السابقتين اللتين حصدهما الأهلي ليصل للنجمة العاشرة معتلي عرش أفريقيا، وسابق بخمس بطولات أقرب منافسيه النادي الزمالك المصري، ولو كان مكتوب النجاح للاعبي الأهلي في هذه المباراة لاحتفظوا بالبطولة ولأنفسهم بتاريخ من ذهب مدى العمر.
ومن مبدأ المكاشفة لا يجب النظر تحت القدم وحصر أسباب الخسارة على مجريات 90 دقيقة عمر المباراة النهائية، فالقصة تعود إلى بدايات البطولة، عندما نما إلى علم مجلس إدارة الأهلي والاتحاد المصري لكرة القدم، فتح الكاف الباب أمام الدول السمراء كافة استضافة المباراة النهائية للبطولة، وهنا ليس هناك مجال للاحتمالات، فأنت لا تعلم ماذا يخبئ لك القدر، وأنت المرشح الأول لحصد البطولة، وتحركك لاستضافتها بغض النظر عن معرفة الطرف المواجه لك كان سيقطع لك نصف المشوار وهو ما تحقق في النهاية للوداد المغربي، الذي كانت إدارته متيقظة واتحاده داعم ومساند لكل تحركاته.
لم يبادر الأهلي بخطوة استباقية أخذها نادي الوداد والاتحاد المغربي، فكانت لهم الغلبة من قبل انطلاق المباراة النهائية، وكانت ردة فعلك كنادي واتحاد مصري بعدما أعلن عن ملعب النهائي مخجلة لأبعد حد، ولم تفز عليهم في جولة واحدة من جولات الحصار النفسي التي فرضوها عليك وانتظروا ردة فعلك، وعندما أتت ردود الأفعال أقل ما يتوقعون تمادوا حتى تنتفض، وللأسف لم يكن للأهلي أي فعل انتفاضي يحفظ له حقوقه، اللهم إلا موقف عضوين من مجلس الإدارة قبل انطلاق المباراة وتصديهم لمؤامرة أن تحتل جماهير الوداد المكان المخصص لجماهير الأهلي، ولو كان تم ذلك لذهبت الأمور إلى نفق يذكرنا بأيام ما أعادها الله.
هذا عن المستوى الإداري، أما عن المستوى الفني فيحتاج كشف الحساب إلى مجلد من القطع الكبير، فلك أن تتخيل أن الفريق يعاني فنياً منذ دور المجموعات، ولا دليل على ذلك أوضح من فوز صن داونز الجنوب إفريقي على الأهلي ذهاباً وإياباً، وصعود البطل كمركز ثاني ليواجه الرجاء المغربي في دور ربع النهائي ولولاً رأسية طائشة من مدافع الأهلي الشاب محمد عبد المنعم لكان الأهلي مهدداً بالخروج من هذا الدور، بعد أن فاز في القاهرة بنتيجة 2-1 ومني بمرماه بهدف في الدقيقة الأولى من مباراة الإياب وعاشت جماهير الأهلي 45 دقيقة على أعصابها، حتى تعادل عبد المنعم من ضربة ركنية.
وبالتوازي مع اهتزاز المستوى في البطولة الإفريقية، كان السقوط مدوياً في بطولة الدوري العام، وفشل الأهلي في أربع مباريات متتالية لأول مرة في تاريخه في تحقيق الفوز، وكانت المباراة الخامسة على الأبواب لولا المخضرم علي معلول وحلوله السحرية في مباراة انبي التي شهدت تقدم انبي بهدف حتى الدقيقة 94 من عمر المباراة، واستطاع الأهلي بروح بعض لاعبيه التعادل والتفوق في 3 دقائق.
علامات الاستفهام على الإدارة الفنية للفريق من قبل الجنوب أفريقىن بيتسو موسيماني لا حصر لها، منذ بداية الموسم، وقبل التجديد له، ولكن لأنه يحظى بمساندة من بعض أعضاء مجلس الإدارة، لم يسع يوماً لتصحيح أخطاءه وتطوير أداء لاعبيه.
من قرر أن يشجع الكرة بداية من هذا العام فقط، سيعي جيداً أن أي فريق يريد التفوق على الأهلي أن يصنع أمراً وحيداً فقط وهو أن ينظم دفاعه، ثم يباغت الأهلي بمرتدات سريعة أو حتى متوسطة السرعة أمام خط دفاع هو الأسوأ والأبطأ في تاريخ الشياطين الحمر، ولن يجد عسراً في تسجيل هدف أو أكثر، فعلها التونسى معين الشعباني بفريقه المصري وهزم الأهلي، وكاد أن يفعلها خالد جلال وتعادل مع الأهلي وكان الأقرب للفوز، وفعلها حلمي طولان أيضاً وكاد أن يخطف من موسيماني مباراة انبي لولا توفيق علي معلول، وهو ما فعله مدرب الوداد أيضاً، واستطاع أن يكسر الموس تحت ضرسه بلا هوادة أو رحمة.
المضحك المبكي في الأمر، أن هذه الطريقة هي التي كان يعتمدها موسيماني في بداية فترته مع الأهلي، وفاز بسببها بمباراته الأولى أمام الزمالك في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2019 والمعروبة إعلامياً بمباراة "القاضية ممكن".
كان الأهلي يعتمد مع موسيماني على أن يترك الاستحواذ للخصم وينظم صفوفه وعن طريق سرعات ومهارات لاعبيه في الخط الأمامي يباغت الخصوم بمرتدات منظمة وسريعة، سقط أمامها كل فرق أفريقيا بما فيها الوداد الذي فاز على الأهلي في المباراة النهائية سالفة الذكر.
يعاني الأهلي من هبوط مستوى عدد من لاعبيه، بداية من حارسه المخضرم محمد الشناوي الذي يسأل عن الهدف الثاني في المباراة النهائية وكان له قبل سقطات عدة، أرجعها البعض إلى أمور شخصية شتت انتباهه على مدار العام الماضي، مروراً بظهيره الأيمن محمد هاني، الذي يعد واحد من كباتن الفريق ولا زال ينظر لنفسه على أنه ناشئ، ويرتكب من الأخطاء الساذجة التي تكفي لأن يعتزل كرة القدم وليس فقط الرحيل عن النادي الأهلي، ولولا إصابة أكرم توفيق في منتصف الموسم ما كان لهاني أن يلعب أي مباراة هذا العام، ومن محمد هاني إلى أيمن أشرف لا يختلف الأمر كثيراً، فاللاعب الحماسي المحب للأهلي غير قادر بعد هذا العمر في الملاعب أن يضبط سرعاته والتحاماته ويوفر على الفريق هذا الكم من ضربات الجزاء وكروت الطرد والإنذار التي يتلقاها بسبب اندفاعه وتمركزه الخاطئ، وفي قلب الدفاع يعاني الأهلي في ظل غياب محمد عبد المنعم وياسر إبراهيم بسبب هبوط مستوى رامي ربيعة وبطئه المعتاد، وملازمته لدكة الاحتياطي بسبب مستواه السيء منذ نهائي الوداد 2018.
ورغم ما يقدمه علي معلول من جهد وفارق فني في الملعب حتى هذه اللحظة، إلا أنه يحتاج إلى بديل قوي لأنه أنهك بمشاركاته الدائمة طوال الفترة الماضية مع الفريق والمنتخب، وللأسف فإن بديل معلول، محمود وحيد وهو معلول بعدة أمراض غير قادر على التخلص منها كمستواه الفني الضعيف وعرضياته غير المتقنة، وإصاباته المتكررة بمجرد أن تلمس قدمه أرض الملعب.
وفي خط الهجوم، يحتاج الأهلي إلى التخلص السريع والفوري من الثلاثي بيرسي تاو ولويس ميكيسوني وحسين شحات، فرغم ما دفعه النادى في هؤلاء اللاعبين إلا أنهم حتى هذه اللحظة لم يقدموا للنادي ولو 1% مما حصلوا عليه، وفي حالة حسين الشحات فحصل اللاعب الذي يحصل على امتياز في حب وتشجيع الأهلي على آلاف الفرص بدلاً من فرصة واحدة، ولم يجده النادي في اللحظات الحرجة، فلك أن تتخيل في مباراة نهائية كمباراة الإثنين ينفرد الشحات بالمرمى ويسيء التصرف بالكرة فترتد بهدف في شباك الأهلي.
يحتاج الأهلي أيضاً إلى أن يتفرغ مدير الكرة، الكابتن سيد عبد الحفيظ للسيطرة على غرفة الملابس بدلاً من إضاعة وقته ومجهوده في الاشتباك مع الحكام، فمن غير المقبول أو المعقول أن يكون لدى الأهلي لاعباً مغربياً "بدر بانون" يوجم ويبدي علامات الحزن على خسارة فريقه السابق أمام الأهلي، ليس ذلك فقط بل وتكتب زوجته على صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي منشورات تصف فوز الأهلي على الفريق المغربي السابق للاعب بالفضيحة التحكيمية، وعندما يخسر الأهلي أمام الوداد، يتوجه اللاعب إلى غرفة ملابس الفريق المغربي ويصافح لاعبيهم ويتبادل معهم النكات والقفشات، وكأنه خسر للتو بطولة ودية، الأمر المضحك هنا أن هذا الوداد هو الخصم اللدود لفريق اللاعب السابق.
يحتاج الأهلي إلى التخلص من الدهون الثلاثية المتراكمة في الفريق، فما الداعي من استمرار صلاح محسن وحسام حسن ومحمود وحيد وعلي لطفي ومصطفى شوبير وحمزة علاء ورامي ربيعة إن لم تكن بحاجة إليهم، ولماذا لا يخرجون إعارات إلى فرق أخرى يشاركون وتحكم عليهم خلال تلك المشاركات.
يحتاج الأهلي إلى أن يدون ورقة بما ارتكبه من أخطاء أدت إلى فقدان بطولة أفريقيا، ويعمل على تصحيحها بمنتهى الحسم والحزم والدقة، وعدم إغفال ولو تفصيلة صغيرة أدت إلى سقوط أبناء التتش، ولا يلومن في هذه المصيبة إلا نفسه.