في يوم إفريقيا العالمي.. انتماء مصر يرسم سياساتها الداعمة للقارة السمراء

الخميس، 26 مايو 2022 03:26 م
في يوم إفريقيا العالمي.. انتماء مصر يرسم سياساتها الداعمة للقارة السمراء
أرشيفية
دينا الحسيني

يحتفل أبناء القارة السمراء 25 مايو من كل عام باليوم العالمي لقارة أفريقيا، وهو ذكرى تأسيس أول منظمة للوحدة الأفريقية 25 مايو 1963، والتي أصبحت الأن الاتحاد الأفريقي، ولعل مصر كان لها دوراً محورياً في دعم وتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، هذا الدعم الذي لم يتوقف حتى الأن لأفريقيا وشعوبها، انطلاقا من انتماء مصر الأفريقي الذي عكس مواقفها المؤيدة لحقوق القارة السمراء والحرص على إرساء دعائم الأمن على أراضيها.

حرصت مصر على تحقيق التواز الاستراتيجي في محدد دوائر انتمائها الثلاث العربية، الأفريقية، الإسلامية، إنطلاقاً من الروابط الجغرافية والتاريخية والثقافية والدينية مع أشقائنا بالقارة، فرصيد القاهرة تجاه أفريقيا مازال كبيرا بداية من محاربة الاستعمار بكافة أشكاله نيابة عن القارة السمراء، ومساعدة دول أفريقية عدة على الاستقلال، مروراً بالقضاء على الفصل العنصري، ومع بعض الأزمات التي عاصرتها مصر مع دول الجوار الأفريقي" حرصت على "التفاوض" واستبعدت كل الحلول الهوجاء انطلاقا من شعورها بالمسئولية تجاه أفريقيا.

السجل المصري تجاه إفريقيا حقاً "مُشرف"، خاصة بعد 30 يونيو، إذ حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على التقارب مع دول القارة وكانت دولة الجزائر هي أول دولة أفريقية يزورها الرئيس بعد تولية مقاليد الحكم في البلاد، توالت الزيارات المكوكية  لدول أفريقيا كانت أهمها زيارة تاريخية قام بها الرئيس السيسي لدولتي أنجولا وتنزانيا التي لم يزورهما رئيس مصري منذ أكثر من 40 عاماً، كما أنه ولأول مرة يزور رئيس مصري دولة جيبوتي كانت في مايو 2019 ، مروراً برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وحتي بعد انتهاء مدة "الرئاسة" لا زالت مصر مهمومة بالمشكلات الأفريقية.

حرصت مصر أعلى التواجد الفعال مع دول القارة الأفريقية استكمالاً لجهود القاهرة ودورها المحوري خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي علي مدار عام كامل 2019، وخلال تلك الفترة سجلت مصر عدة نجاحات، ومثلت القارة في عدة محافل دولية بارزة حملت فيها همومها وأبرزت تحدياتها، ومن هذا المنطلق دعمت مصر رفع اسم السودان من لائحة الإرهاب وشاركت في مؤتمر "باريس" لدعم التنمية في السودان واسقاط ديون الخرطوم، فضلاً عن إطلاق مصر أهم المبادرات والمشروعات التنموية التي تربط بين مصر ودول أفريقيا منها الربط الكهربائي والنقل والاستثمار في أفريقيا، وإرسال قوافل في أزمة كورونا.

ولعل من أبرز نجاحات القاهرة خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي 6 زيارات أجراها الرئيس السيسي لدول أفريقيا خلال 2019 شملت دول "أثيوبيا، تونس، غينيا، السنغال، كوت ديفوار، جمهورية النيجر"، وتنوعت أهدافها ما بين بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة القضايا التي تؤرق القارة، سواء صراعات وأزمات تعوق التنمية، فضلًا عن تطوير العلاقات بين مصر وتلك الدول على الأصعدة كافة.

أخذت مصر على عاتقها في ظل رئاستها للاتحاد الأفريقي وحتى بعد انتهاء مدتها، وحتي على أجندتها 2030 ربط أهدافها التنموية بالأهداف الدولية من جهة، وبالأجندة الاقليمية من جهة أخرى، لاسيما أجندة أفريقيا ٢٠٦٣ فبعد النجاح في استعادة الاستقرار أصبح هدف تعزيز مكانة مصر وريادتها على المستويين الإقليمي والدولي ضرورة لدفع عجلة التنمية الشاملة ويتحقق ذلك من خلال العديد من الآليات من ضمنها دعم تعزيز الشراكات إقليميا ودوليا، ودرست مصر الفرص والتحديات أمام التجارة البينية في أفريقيا والتي جاء أبرزها ضرورة الاندماج الإقليمي، والتنوع الاقتصادي، وإنهاء الصراعات الإقليمية، والبنية التحتية، وقضايا الحدود .

يحسب لمصر خلال عام من رئاسة الاتحاد الأفريقي أنها عملت علي أطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية ، وتدشين صندوق ضمان مخاطر الاستثمار في إفريقيا ، المنتدى الاقتصادي لإفريقيا نوفمبر 2019 ، وتوصيل الكهرباء لـ600 مليون إفريقي ، فضلاً عن اجندة التنمية 2063 ، مبادرة إسكات البنادق 2020 ، توقع مصر على اتفاقية استضافة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار بعد النزاعات ، مبادرة علاج مليون إفريقي من فيرس سي ، تقديم20 معونة إنسانية ، تنظيم مُبهر لأكبر بطولتين في القارة الافريقية ، تنظيم مؤتمر نواب العموم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا "20 : 23 فبراير 2019".  

وتوالت نجاحات مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي في مجالات مختلفة وسعت لتحقيق آفاق جديدة في بعض القضايا السياسية والاقتصادية، وتركزت أولويات رئاسة مصر للاتحاد على مجالات "التنمية الاقتصادية ، التنمية الاجتماعية ، مد جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب الإفريقية ،تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي ، الإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد ، السلم والأمن عبر تعزيز الآليات الإفريقية لإعادة الإعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات ، دعم جهود الاتحاد في استكمال منظومة السلم والأمن الإفريقية ، دفع الجهود المبذولة لمنع النزاعات والوقاية منها والوساطة في النزاعات".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق