ريادة الأعمال.. مصباح الدولة السحري لتجاوز الأزمات الاقتصادية ومواجهة آفات مجتمعية كثيرة
السبت، 21 مايو 2022 11:00 م
ريادة الأعمال واحد من المصطلحات التي انتشرت بقوة خلال السنوات الماضية في عدد من المجتمعات الاقتصادية الكبرى وكذلك المتنامية، ويقصد بهذا المصطلح تطوير وإدارة مشروعات مبتكرة من أجل تعظيم الانتاج المحلي وكسب الأرباح عبر خوض مخاطرة تأسيس الأفراد لمشروعاتهم المستقلة، على حساب الاكتفاء بالوظيفة سواء في القطاع الحكومي أو حتى الخاص.
تعتمد ريادة الأعمال على ركيزة أساسية وهو الابتكار والقدرة على توليد أفكار متجددة خلاقة وبنجاح الفكرة تصبح مصدرا مهما للخدمات الحديثة والمنتجات المواكبة لتطورات العصر الرقمية.
عملت ريادة الأعمال خلال السنوات الماضية دورا أساسيًا في التنمية الاقتصادية للسوق العالمي، ووفرت العديد من فرص العمل، وساهمت في تقليل نسب البطالة بشكل ملحوظ للبلدان التي أولتها اهتماما ووضعت الخطط لدعمها وسهلت على رواد الأعمال اجراءات تدشين أعمالهم الخاصة.
يساهم الاهتمام من قبل الحكومة المصرية بملف ريادة الأعمال في التقدم والنهوض الاقتصادي، نظرا لكون المشاريع التجارية هي المحرك الرئيسي لعجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز نمو الناتج المحلي والدخل القومي وتوفير عملات صعبة كان توظف في عمليات استيراد خدمات ومنتجات سيحل محلها المنتج المحلي.
ويساهم الاهتمام بهذا الملف بمحاربة الاحتكار وسد الفجوة بين عرض أي خدمة أو منتج والطلب عليه، مما يخلق نوعا من الاستقرار المجتمعي واستئصال سرطان التلاعب بالأسعار.
ونظرا لكون ريادة الأعمال تعتمد في الأساس على الأفكار المتجددة الخلاقة، الأمر الذي يتطلب عمالة مدربة على مستوى عال، فسياهم التركيز على هذا الملف في توفير كوادر مدربة ولديها خبرة قادرة على إدارة الأعمال يمكن الاستفادة منهم بشكل أكبر لصالح الوطن في أي وقت.
الاهتمام بريادة الأعمال بأنواعها المختلفة سيقضي على آفات مجتمعية كثيرة كالتسرب من التعليم والأمية، وسيساهم في تحسين معيشة المواطنين بمختلف طبقاتهم الاجتماعية.
ويمكن للدولة أن تتخذ عدد من الاجراءات التي من شأنها تحسين أداء هذا الملف والخروج منه بنتائج تصب بحق في مصلحة الناتج المحلي، والدخل القومي، ومنها:
١- تعريف النشء في مراحل التعليم ما قبل الجامعي بأهمية هذا الملف من خلال جلسات يقدمها نماذج ناجحة من رواد الأعمال للأطفال في المدارس بشكل يعتمد على وسائل جذب تناسب هذه الفئة العمرية.
٢- تنظيم مسابقات داخل المحافظات بين الطلاب لأفضل أفكار لمشروعات ودعمها بجوائز مادية ومساعدة الطلاب لتنفيذ أفضل الأفكار المقدمة.
٣- تنفيذ مسابقة بين الجامعات لأفضل مشروع ريادي على مستوى الجامعات كتلك التي كانت تنظم بين عروض الكليات والجامعات المسرحية.
٤- إنشاء هيئة مستقلة لدعم ملف ريادة الأعمال تصبح مهمتها الرئيسية تقديم حزم متنوعة من البرامج التدريبة المعتمدة دوليا في مجال ريادة الأعمال، وتسهيل كافة الاجراءات أمام رواد الأعمال وتقديم الدعم المالي لهم بفوائد مالية بسيطة وفترات سداد طويلة لمساعدتهم في تأسيس مشروعاتهم الخاصة.
٥- حاضنات الأعمال من أهم الأدوات الداعمة لقطاع ريادة الأعمال لكونها المنوط بها وضع معايير ومؤشرات محددة لمتابعة وتقييم أداء المشروعات الناشئة وقياس المردود الاقتصادي منها، وتوجيهها إلي المجالات أو القطاعات ذات الآولوية والنطاقات الجغرافية المستهدفة، الأمر الذي يتطلب التوسع في تدشين هذه الحاضنات ودعمها لتصبح نبراسا يهتدي به الشباب وهم مقبلون على تأسيس مشروعاتهم.
٦- تخصيص مساحات واضحة وكبيرة على مواقع الوزارات والهيئات والبنوك الحكومية للإعلان عن فرص التمويل المتاحة للمشروعات الناشئة، كلٌ بما يتعلق بمجاله وأهدافه الاستراتيجية وخطط نموه.
٧- تنظيم الحكومة لملتقيات وجلسات مستديرة ضيوفها الرئيسيين رواد أعمال ناجحين من الخبرات الدولية ويحضرها الشباب المهتمون بهذا الملف ليحققوا أعلى اقتناص للخبرات ممن سبقوهم في هذا المشوار الطويل ووصلوا لمحطات مهمة.