بعدما عاش منفيا باكيا القدس مهاجم الطغاة.. مظفر النواب ينام أخيرا في تراب العراق
السبت، 21 مايو 2022 01:30 م
على باب المسرات القديمة وقف الشاعر الثوري مظفر النواب يكتب، في دفتر المطر باكيا القدس عروس عروبتنا، يقاسم عبد الرحمن الابنودي رثاء الشاعر الفلسطيني ناجي العلي، عاش بين العواصم العربية يقتله الحنين لتراب وطنه مطاردا بهوية ليبية متنقلا بين القاهرة ودمشق ولبنان حتى توفي أمس بالإمارات وشيع جثمانه اليوم السبت في جنازة رسمية بالعراق، لتبكية الشعوب العربي بعدما عاش ينضال من اجلها مطاردا ومنفيا عن وطنه لأكثر من 50 عاما.
ولد الشاعر الكبير مظفر النواب في بغداد عام 1934 لعائلة عراقية أرستقراطية، تقدر الفن والشعر والموسيقى، ينتمي بأصوله القديمة إلى عائلة النواب التي ينتهي نسبها إلى الإمام موسى الكاظم، التحق بالحزب الشيوعي العراقي وهو لا يزال في الكلية، وتعرض للتعذيب على يد الحكومة الهاشمية، وبعد الثورة العراقية عام 1958 التي أطاحت بالنظام الملكي، تم تعيينه مفتشًا في وزارة التربية والتعليم، في عام 1963، اضطر لمغادرة العراق (الأهواز بالتحديد وعن طريق البصرة)، بعد اشتداد المنافسة بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا للملاحقة والمراقبة الصارمة من قبل النظام الحاكم وقتها قبل إعادته قسرًا إلى الحكومة العراقية، حيث أصدرت محكمة عراقية حكمًا بالإعدام بحقه بسبب إحدى قصائده، وخفف فيما بعد إلى السجن المؤبد.
عاش في المنفى في العديد من البلدان، بما في ذلك سوريا ومصر ولبنان وإريتريا، حيث أقام مع المتمردين الإريتريين، قبل أن يعود إلى العراق في عام 2011، وقبل عودته إلى العراق، كان عديم الجنسية ولم يكن قادرًا على السفر سوى بوثائق السفر الليبية (إذ كان قد حل على العقيد معمر القذافي كشاعر كبير، وأقام في ليبيا لسنوات، واتخذ من جواز سفرها هوية رسمية).
كان شعر مظفر النواب حافل بالرموز الثورية للدفاع الصلب عن قضايا العرب القومية السياسية والاجتماعية، قبل أن يصل ذروة مرحلة توجيه الانتقادات الحادة واللاذعة لمجموعة من النظم العربية الأمر الذي كلفه قضاء عقودا طويلة من الغياب في المنافي خارج وطنه العراق ليرحل عن عالمنا اليوم تاركا وراءه إرثا إبداعيا خالدا ومن أهم قصائده (القدس عروس عروبتنا - بكائية علي صدر الوطن – قراءة في دفتر المطر- باب الكون – في رثاء ناجي العلي- موت العصافير- يوميات عروس الانتفاضة – وتريات ليلية)