"الشغل الشريف أفضل من الشحاتة".. حكاية "الست هدى بائعة السندوتشات" فى وسط البلد
الأربعاء، 18 مايو 2022 12:02 م
وقفت في الصباح الباكر فى منطقة وسط البلد، تنادى ركاب مترو الأنفاق الخارجين من محطة "جمال عبد الناصر"،.. "سندوتشات بيتى نضيفة"، فلفتت انتباهي بمظهرها المهندم النظيف.. فوقفت من بعيد أراقب تلك السيدة الأربعينية، ماذا تبيع؟.. واقتربت منها لأتعرف عليها أكثر.
"صباح الخير.. أنت بتبيعي أيه"، فردت عليا السلام، وأشارت بأصبعها إلى بعض الأطباق الفوم، وبداخلها 3 سندوتشات، مغلفين بشكل نظيف، تبيعهم بـ 10 جنيه.
وقالت: السيدة "هدى أحمد على": "أنا ببيع سندوتشات بسيطة، جبنة بالخيار، وفراخ بانيه، وكفته، وبيض، وجبنة شيدر.. وفى كل طبق أحرص على تنوع السندوتشات".
وأكملت: أنا ربة منزل، عمرى 48 سنة، ومتزوجة، وعندى ولد واحد 28 سنة، متزوج ويعول، وزوجى بيعمل لكن الظروف صعبة وضيقة، وعلينا أيصالات أمانة، وأصحابها رفعوها عليا، فكان لازم أنزل اشتغل وأساعد فى سداد الدين، أفضل من مد الأيد أو السلف، والحمد لله ربنا بيكرمنى وبيعينى، والشغل مش عيب، وابنى وجوزى عارفين أنى ببيع سندوتشات فى الشارع، ومش بدارى ولا اسخبى وراء نقاب أو مذلة، لأنى مؤمنة إن الأيد الشغالة أفضل عند الله من الأيد الشحاتة".
وتابعت: "أنا بصحى كل يوم الساعة 5 الفجر، أشترى العيش الفينو، وأجهز السندوتشات في الأطباق، وأغلفها كويس، وأنزل هنا عند المترو أبيع للناس فى الشارع اللى رايحين أشغالهم من الساعة 8 الصبح، وربنا بيرزق.. أنا كل يوم بحضر 60 طبق، وأنا ونصيبي، يا أبيعهم كلهم، يا برجع بيهم، بس ربنا بيرزقنى وبيقدر تعبي".
وأكملت: "الخامات غليت، لكن الحمد الله الحياة ماشية، أحين من أنى أمد أيدى لأى حد، وأشتغل وأعرق بالحلال وأسد دينى، أفضل ألف مرة، وأنا بشتغل شغل بالحلال".
وعن الصعوبات التى تواجهها فى الشارع، أوضحت أن "البلدية"، هم أهم عائق أمامها، لكنها لا تحاول الحديث معهم، أو شرح ظروفها، وعند مرور حملات تطر للرحيل حتى لا تتعرض للإهانة أو هلاك بضاعتها.
السيدة "هدى أحمد على"، إحد النماذج العظيمة لسيدات مصر، العاملات الكادحات، المؤمنات بأن العمل الشريف هو خير وسيلة لاستمرار الحياة مهما كانت صعوبتها، وأنه الحل الأفضل للتغلب على الظروف القهرية، بعزة نفس وشرف وكبرياء.. فتحية لكل سيدة وأم مصرية، أمنت أن من جد وجد ومن زرع حصد وأن الشرف والعزة فى العمل".