اشتباكات دامية في العاصمة الليبية.. لماذا غادر باشاغا طرابلس سريعاً؟
الثلاثاء، 17 مايو 2022 10:36 ص
فشل رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا في دخول العاصمة الليبية صباح اليوم الثلاثاء، مغادرا هو وأعضاء حكومته طرابلس بعد ساعات قليلة من دخولها وإعلانه بدء ممارسة مهامه من داخلها.
وعلى خلفية هذه التطورات؛ شهدت طرابلس، اشتباكات واسعة فجر اليوم، بين عدد من المجموعات المسلحة الموالية لرئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا وأخرى موالية لرئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة.
وقال المكتب الإعلامي للحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا إن رئيس مجلس الوزراء وعدد من أعضاء الحكومة قد غادروا العاصمة طرابلس بعد وصولهم يوم أمس؛ وذلك حرصا علي أمن وسلامة المواطنين و حقنا للدماء وإيفاءً بتعهدات الحكومة التي قطعتها أمام الشعب الليبي بخصوص سلمية مباشرة عملها من العاصمة وفقا للقانون.
وتوجهت حكومة باشاغا بخالص الشكر لكل الأجهزة الأمنية والشرطية على التزامها بالقانون وحفاظها على أمن العاصمة وسلامة المدنيين، مقدمة الشكر لأهالي مدينة طرابلس على حفاوة الأستقبال وكرم الضيافة.
وكان باشاغا أطلق كلمة بعد دقائق من دخوله طرابلس وقال: "الحمد لله وصلنا العاصمة.. الاستقبال كان ممتاز جدا والرسائل لم تنقطع والناس تتواصل معنا وسعداء".
وأكد باشاغا أن الحكومة ستكون أيديها ممتدة للجميع سواء المؤيدين أو المعارضين داعيا إلى الاتحاد للقدرة على بناء ليبيا.
وفي أعقاب دخول باشاغا طرابلس، أكد وزير الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة، عصام أبوزريبة، إن "عملية التأمين في طرابلس تجري بشكل جيد وفق الخطة".
كما شدد على أن الحكومة الليبية المكلفة ستمارس مهامها من طرابلس، موضحا أن وزراة الداخلية بالحكومة المكلفة لن تلاحق لأسباب سياسية الشخصيات الاعتبارية في حكومة عبد الحميد دبيبة.
من جانبها علقت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني وليامز اليوم الثلاثاء على هذه التطورات، مؤكدة على الحاجة الملحة للحفاظ على الهدوء على الأرض وحماية المدنيين في ضوء المستجدات الجارية في طرابلس.
ودعت وليامز في سلسلة تغريدات عبر تويتر، على ضبط النفس والحرص كضرورة مطلقة على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية، بما في ذلك الكف عن الخطاب التحريضي والمشاركة في الاشتباكات وحشد القوات.
وأكدت المستشارة الأممية أنه لا يمكن حل النزاع بالعنف، ولكن بالحوار والتفاوض، مشيرة إلى أن المساعي الحميدة للأمم المتحدة تظل متاحة لجميع الأطراف التي تؤمن بمساعدة ليبيا على إيجاد طريق حقيقي وتوافقي للمضي قدماً نحو الاستقرار والانتخابات.
كما قالت السفارة الأمريكية لدى طرابلس إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن اشتباكات مسلحة في طرابلس ودعت جميع الجماعات المسلحة على الامتناع عن العنف.
وأضافت السفارة الأمريكية في ليبيا أن "على القادة السياسيين أن يدركوا أنّ الاستيلاء على السلطة أو الاحتفاظ بها من خلال العنف لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بشعب".
وأوضحت أن "السبيل الوحيد القابلة للتطبيق للوصول إلى قيادة شرعية هو السماح لليبيين باختيار قادتهم. والمحادثات الدستورية الجارية الآن في القاهرة تكتسي أهمية أكثر من أي وقت مضى"
وشددت أنه "ينبغي أن يدرك أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة المجتمعين هناك أنّ استمرار عدم وجود قاعدة دستورية تُفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في إطار زمني واقعي ولكن حازم قد يحرم الليبيين من الاستقرار والازدهار الذي يستحقونه".
يشار إلى أن مجلس النواب الليبي منح حكومة فتحي باشاغا الثقة في أول مارس، داعيا حكومة الوحدة إلى تسليم السلطة لكن الأخيرة عارضت الأمر، لتدخل ليبيا في أزمة الحكومتين مرة أخرى.