صلاح منتصر.. محطات في حياته وعلاقته بالتابعى وهيكل ومصطفى أمين
الإثنين، 16 مايو 2022 02:00 م
شيع جثمان الكاتب الصحفي الراحل صلاح منتصر من بهو مؤسسة الأهرام، في تمام الساعة الحادية عشر من صباح اليوم الإثنين، وتم نقل الجثمان إلى مسجد عمر مكرم، لأداء صلاة الجنازة عليه.
وفقدت الصحافة العربية قامة من قامتها، بوفاة الكاتب الصحفي الكبير صلاح منتصر، عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد صراع مع المرض، ورحل عن عالمنا الأحد 15 مايو 2022 بعد صراع طويل مع المرض.
بداية صلاح منتصر
صلاح منتصر يعد الفقيد الراحل أحد رموز مؤسسة الأهرام وكتابها الكبار الذين لهم بصماتهم الواضحة في تاريخ المؤسسة، وولد الكاتب صلاح منتصر في عام 1935، بمدينة دمياط، والتحق بكلية الحقوق، ثم قام بالعمل مع الكاتب الصحفي حسنين هيكل بمؤسسة الأهرام، وصاحب عمود يومي بعنوان "مجرد رأي" في جريدة الأهرام، وشغل منصب رئيس مجلس إدارة المركز الإعلامي العربي بين عامي 2004 و2010.
صلاح منتصر شغل منصب رئيس تحرير مجلة أكتوبر، ورئيس مجلس إدارة دار المعارف للطبع والنشر، كان عضوًا في مجلس الشورى وعضوًا سابقا بالمجلس الأعلى للصحافة، وعضوًا في نادي الروتاري، صدر له أكثر من 15 كتاب منها: "حرب البترول الأولى، الصعود والسقوط، طيور الكعبة، توفيق الحكيم في شهادته الأخيرة"، ونال جائزة "العمود الصحفي" من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في منتدى الإعلام العربي في دبي 2018.
أساتذة صلاح منتصر
تعلق صلاح منتصر بعلاقته مع أساتذته من رموز الكتابة الصحفية كل من محمد التابعي الذي قرأ له وهو في سن الحادية عشرة من عمره، ومصطفى أمين، ومحمد حسنين هيكل الذي عمل معهما، وهو ما كشف عنه في مقالاته:
قال صلاح منتصر "كان من حسن حظي أننى بدأت أعرف قراءة الصحف والمجلات في بيت يشترى مجلة آخر ساعة التي كان يرأسها الأستاذ والمعلم الكبير محمد التابعي، وفى الوقت الذي كان كاتب المقال يبدو فيه أنه يستقل قطارًا له قضبان مستقيمة لا يستطيع الخروج عنها، جاء محمد التابعي بنبض جديد للمقال خرج فيه على القضبان والمحطات وقواعد القيام والوصول".. بهذه الكلمات سرد "منتصر" ملامح علاقته بـ"التابعي"، الذى قال عنه إنه جاء بنبض جديد للمقال خرج فيه على القضبان والمحطات وقواعد القيام والوصول وكل ذلك بأسلوب بالغ البساطة والسهولة إلى درجة أنه كان في سن الحادية عشرة يستطيع أن يفهم مقالاته في وقت الذى كان "التابعي" في بالغ القوة للدرجة أنه يهز الوزارات ويسقطها.
صلاح منتصر ومصطفى أمين
وكانت علاقة صلاح منتصر بالكاتب الكبير مصطفى أمين بدأت في "آخر ساعة" عندما قرأ له أسلوبه المميز الذي رافقه من أول مقال كتبه حتى وفاته، وهو ما عبر عنه ضمن حكايات كتاب "الشعب يجلس على العرش.. وحكايات عمر"، الصادر عن "مكتبة الأسرة": "أنه أسلوب تستطيع أن تخرجه بسهوله من بين مئات المقالات".
صلاح منتصر ومحمد حسنين هيكل
وقال صلاح منتصر عن هيكل في تصريحات سابقة له: "في آخر ساعة القديمة قرأت التحقيق الصحفي لأول مرة رغم مرور ما يقرب من 50 سنة إلا أننى ما زلت أذكر أول تحقيق جذب اهتمامي وكان عن أسرة تسكن في شبرا، وقد فوجئت بأشياء غريبة تحدث في المنزل، فالأطباق تتطاير كما لو أن هناك من يقذف بها وكراسي المائدة تهتز وليس هناك تفسير لهذه الظاهرة غير أن العفاريت تسكن في هذا البيت بشبرا، وكان كاتب التحقيق صحفي لم أكن قد قرأت اسمه من قبل وهو محمد حسنين هيكل"، وفيما بعد اشتهر صاحب هذا الاسم عندما انتقل إلى أخبار اليوم وعمل مراسلًا حربيًا في حرب فلسطين، ولم تكن مصر قد دخلت حروبًا من قبل في الخمسين سنة الأخيرة، ولذا كانت صفة المراسل الحربى جديدة علينا.
صلاح منتصر وهيكل في واقعة أخرى
وتابع صلاح منتصر عن هيكل أنه نقل من فلسطين عددًا كبيرًا من التحقيقات الصحفية والأحاديث التي أجراها مع الجنود والضباط الفلسطينيين، وفي واقعة أخرى رواها "منتصر" عن "هيكل" تمثلت في أنه ذهب وزميله محمد وجدي قنديل لكي يقبض كل منهما راتبه عن أول شهرين من العمل في "أخبار اليوم"، فإذا بصراف الخزينة يصرف لهما أحد عشر جنيهًا وخمسمائة وستين مليمًا، فذهبا إلى "هيكل" لمناقشته في هذا المبلغ الذي توقع أن يكون 40 جنيهًا لكل منهما.
وعندما دخلا مكتبه قال لهم: "تاريخ الصحفي ينقسم إلى ثلاث مراحل، مرحلة يعطى فيها الجهد والعمل ما يفوق كثيرًا ما يتقاضاه، ومرحلة ثانية يبدو فيها أنه يحصل على أكثر مما يعطي في حين أن قيمة ما يعطى هي التي ارتفعت بالإضافة إلى سهولة ما يقدم، فالموضوع الذي كان يكتبه في أيام وهو صغير يكتبه في ساعات قليلة عندما يكبر وتكبر حصيلته وخبرته وتجاربه وثقافته ونصيحتي إليكم –هكذا قال لنا هيكل- ألا تتعجلوا"، وهو ما أشار إليه "منتصر" بالدرس الأول الذي تعلمه.