درس المنسي لم يفهمه الإرهابيين: احنا كتير ومبنخلصش
السبت، 14 مايو 2022 11:00 ممصطفى الجمل
- القوات المسلحة لن تترك حق الشهداء وعازمة على استمرار محاربة الإرهاب واقتلاع جذوره
- استهداف نقطة رفع مياه بغرب سيناء يفضح ضعف «فلول الإرهاب» ومحاولاتهم الفاشلة لعرقلة مسيرة التنمية فى أرض الفيروز
- استهداف نقطة رفع مياه بغرب سيناء يفضح ضعف «فلول الإرهاب» ومحاولاتهم الفاشلة لعرقلة مسيرة التنمية فى أرض الفيروز
قلما تعي جماعة الإخوان دروس التاريخ والحاضر وبالتالي تقف عاجزة أمام قراءة المستقبل، لم تعي جماعة الإخوان الإرهابية دروساً كثيراً قدمها لهم رموز وطنية مخلصة، ضحوا بحياتهم وأرواحهم من أجل شيء واحد فقط، وهو أن يبقى الوطن.
واحد من الذين حاولوا أن يقربوا الحقيقة الراسخة من وجه الجماعة الساقطة الشهيد الراحل أحمد المنسي، الذي خاطب ببسالة الأسود أحد عناصر الجماعة الإرهابية قبل استشهاده، قائلاً: «احنا كتير قوي ومبنخلصش».
والأربعاء الماضى، أصدر المتحدث العسكرى بياناً أكد خلاله أنه «انطلاقاً من الثوابت الوطنية للقوات المسلحة فى الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وفى إطار جهودها وإجراءات التنسيق بين قوات إنفاذ القانون خلال المدة من السابع من مايو الجارى وحتى اليوم، وثأراً لدماء الشهداء تم ملاحقة ومحاصرة عدد من العناصر الإرهابية بالمناطق المنعزلة والمتاخمة للمناطق الحدودية، حيث قامت القوات الجوية يوم السابع من مايو بتنفيذ ضربة جوية مركزة، أسفرت عن تدمير عدد من البؤر الإرهابية، وتدمير عربتين دفع رباعى تستخدمها العناصر الإرهابية فى تنفيذ مخططاتها الإجرامية نتج عنها مقتل 9 عناصر تكفيرية، كما نجحت القوات المسلحة فى اكتشاف وتدمير عدد من العبوات الناسفة المعدة لاستهداف قواتنا، وفجر اليوم الحادى عشر من مايو واصلت قواتنا الجوية تنفيذ ضرباتها المركزة، ما أسفر عن تدمير عربة ومقتل 7 عناصر تكفيرية».
وأضاف البيان «كما تمكنت قوات إنفاذ القانون صباح اليوم من اكتشاف تحرك عدد من العناصر الإرهابية بمحيط أحد الارتكازات الأمنية وتم التعامل معها ما أدى إلى مقتل 7 عناصر تكفيرية والتحفظ على عدد من البنادق الآلية والخزن والقنابل اليدوية والأجهزة اللاسلكية وقواذف البركان، ونتيجة للأعمال البطولية لقوات إنفاذ القانون نال شرف الشهادة ضابط و4 جنود كما أصيب جنديين آخرين».
وقال بيان المتحدث العسكرى «وتؤكد القوات المسلحة أنها لن تترك حق الشهداء من أبنائها وعزمها على إستمرار جهودها فى محاربة الإرهاب وإقتلاع جذوره وأن عزيمة رجالها تزداد قوة ورسوخاً يوماً بعد يوم وأن مثل تلك المحاولات البائسة من قوى الشر ومن يعاونهم لن تزيد قواتنا إلا إصراراً على تحقيق الأمن والأمان لشعب مصر العظيم».
وجاء هذا البيان في أعقاب العملية الإرهابية التي استهدف خلالها الإرهابيين نقطة رفع مياه بغرب سيناء، الذى نتد عنه استشهاد ضابط و10 مجندين وأصابه خمسة. واستطاعت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية تجفيف منابع الإرهاب، والقضاء على الجماعات الإرهابية التي كانت تسعى في الأرض قتلا وتفجيراً وفساداً، وضيقت الدائرة على كل من تسول له نفسه أن يصيب جنود المحروسة بشر، مما دفع الجماعة إلى جنون في تحركاتها، ولم يعد أمامها سوى أن تنفذ عمليات إرهابية تحاول من خلالها أن توهم العالم أنها لازالت على قيد الحياة وما زال بها أنفاس شاهقة زافرة.
المتتبع بالتحليل والتدقيق لمنحى العمليات الإرهابية في مصر من 2011 حتى هذه اللحظة، سيجد أمامه حقيقة واضحة واحدة وهو التراجع الكبير في العمليات الإرهابية، نتيجة الضربات الأمنية المستمرة، مدفوعة بالعملية الأمنية الشاملة في سيناء، والجهود التي بذلتها القوات المسلحة المصرية لمحاربة الإرهابيين في سيناء منذ رحيل الرئيس المعزول محمد مرسي، وتلقي البلاد منذ ذلك التاريخ المئات من العمليات الإرهابية.
منحنى التراجع وفقاً لدراسة حديثة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية بدأت في عام 2016.
وفقاً للدراسة، فأن حجم العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر منذ عزل مرسى عن السلطة في 2013 وحتى نهاية 2019، 39 هجومًا إرهابيًا فى شمال سيناء وحدها خلال أسبوعين من عزل محمد مرسى عن السلطة، و222 عملية ارهابية فى عام 2014 كان أبرزها الهجوم على كمين كرم القواديس، كما وقعت 594 عملية إرهابية خلال عام 2015 أبرزها هجوم 1 يوليو الذى يعد الهجوم الأكبر والأعنف منذ ظهور الإرهاب فى سيناء، فيما أفشلت الخطة الأمنية المحكمة ومهارة المقاتلين المصريين خطط التنظيم للسيطرة على الشيخ زويد، ومن بعدها تراجعت العمليات الإرهابية إلى 199 عملية عام 2016.
وبذلت الدولة المصرية جهودًا ضخمة في دحر الإرهاب واقتلاعه من جذوره، وبذلت أجهزة الأمن الكثير من الضربات الاستباقية لدرء الإرهاب والسياسات المُحكمة لمكافحة تمويله.
وشهد عام 2017 تراجعا كبيرا في عدد العمليات الإرهابية حيث سجل 50 عملية إرهابية، وشهد هذا العام تحولا كبيرا فى استراتيجيات العمليات الإرهابية فى مصر، التى بدأت منذ عزل مرسي عام 2013، واستهدفت العمليات الإرهابية منذ هذا التوقيت رجال الشرطة والقوات المسلحة خاصة فى سيناء، إلا أنها فى 2017 اتخذت منحنى أشد خطرًا وبدأت فى استهداف المدنيين خاصة فى دور العبادة من مساجد وكنائس.
وتنوعت العمليات الإرهابية التى تم تنفيذها فى 2017 بين استهداف كمائن رجال الشرطة والجيش وبين استهداف الكنائس والمساجد، وارتفع أعداد الشهداء خلال هذا العام من المدنيين بصورة كبيرة مقارنة باعداهم منذ عام 2013، فلقي 490 مصريا مصرعهم خلال العام الحالى أغلبهم من المدنيين بعد استهداف الارهابيين لمسجد الروضة فى شمال سيناء والتى تعد العملية الارهابية الأكبر والأعنف فى تاريخ مصر والتى راح ضحيتها 305 مواطن.
وشهد عام 2017 ظهور جماعتين إرهابيتين جديدتين هما «لواء الثورة» و«أنصار الإسلام» والذين تبنوا عدد من العمليات الإرهابية ضد قوات الشرطة.
ووقع أكبر حادث إرهابي في هذا العام في شهر إبريل الذي استهدف كنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية تزامنا مع توافد المسيحيين لصلاة الأحد والاحتفال بعيد السعف، واستهدفت كنيسة مار جرجس قبيل الساعة العاشرة صباحًا، ونجم عن انفجار عبوة ناسفة شديدة الانفجار وفاة 29 شخصًا وإصابة 76، بينما أسفر تفجير كنسية مارمرقس والذي وقع قرابة الثانية عشر ظهرًا عن وفاة 17 شخصًا وإصابة 48، وتبنت ولاية سيناء التابعة لداعش الهجوم.
وعاد الإرهابيون لاستهداف التمركزات الأمنية لقوات الجيش والشرطة فى شهر يوليو فى حادث اعتبره المحللون الأعنف منذ أحداث سيناء فى 2015، واستهدف الهجوم نقطة تفتيش في مدينة رفح فى محافظة شمال سيناء، واستشهد فيه 26 جنديا وإصابة 33 آخرون.
وشهد شهر نوفمبر أكبر المجازر فى تاريخ مصر الحديث بعد أن استشهد 305 مصلى فى مسجد الروضة بشمال سيناء، واستهدف مجموعة من الإرهابيين المسجد وقت صلاة الجمعة، ويتبع المسجد إحدى الطرق الصوفية، بالتحديد الطريقة الصوفية الجريرية.
واستمر التراجع في العمليات الإرهابية في عام 2018 مع استمرار العمليات العسكرية التي قامت بها قوات الجيش والشرطة في سيناء والتي قضت على جذور الإرهاب هناك، ولم يشهد هذا العام سوى 8 عمليات إرهابية، في حين شهد عام 2019 عمليتين إرهابيتين وهما تفجير معهد الأورام الذى أدى لاستشهاد 19 شخصًا وإصابة 30 آخرون، والتفجير الانتحارى الذى وقع بمنطقة الدرب الأحمر.
ليس جديداً على الجماعات الإرهابية أن تبحث كل ما تزيد مشاكلها الداخلية وتهدد بوقف التمويل الخاري، أن تبحث عن أي عمل يوقف عملية التنمية بالبلاد ويهدد استقرارها، بعدما وصلت مصر مع انتهاء عام 2018 لاجتثاث جذور الإرهاب كما أمر الرئيس السيسي وانتهت العمليات في ذلك الوقت.
الأعمال الدرامية الوطنية كالاختيار والعائدون وهجمة مرتدة والقاهرة كابول التي أنتجتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلال المواسم الماضية من دراما رمضان، ووثقت جرائم الجماعة الإرهابية وما يدعمها من أجهزة خارجية، كان لها أثر كبير في إحراج الجماعة، ودفعها لمحاولة ارتكاب عمليات ترضي القائمين على التمويل.
العمليات الإرهابية التي تحاول الجماعة الإرهابية القيام بها مثل التي حدثت بفي محطة رفع المياه غرب سيناء بسيطة ولا توقف التنمية ولا توقف الحياة ولكنها إعلان عن الوجود فقط.
بطبيعة الحال اختيارهم لعمل هذه العملية في محطة رفع المياه غرب سيناء، جاء بعد تفكير لأن رافع المياه مصدر التنمية في سيناء وهم أعداء التنمية، ويحاولون بكل الطرق التشويش على نجاحات القوات المسلحة المصرية في هذه المنطة، سواء في مجال مواجهة الإرهاب أو البناء والتنمية وربط أرض الفيروز بالوادي.
أتت تلك العملية بعد أيام من احتفال أهال سيناء بالعودة إلى منازلهم وقراهم في الشيخ زويد ورفح شمالي شرق شبه جزيرة سيناء، بعد مغادرتهم جراء العمليات الجارية منذ سنوات في مواجهة تنظيم ولاية سيناء، الموالي لتنظيم داعش.
وتأكيداً على أن هذه العمليات لن تنجح أبداً في هز استقرار المجتمع ولن تزعزع عقيدة المصري في دفاعه عن وطنه، ولن تثنينا عن مواصلة عن عملية البناء والتنمية، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: «مازال أبناء الوطن من المخلصين يلبون نداء وطنهم بكل الشجاعة والتضحية مستمرين في إنكار فريد للذات وإيمان لن يتزعزع بعقيدة صون الوطن».
وأضاف الرئيس السيسي في بيان نُشر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «وأؤكد لكم أن تلك العمليات الارهابية الغادرة لن تنال من عزيمة وإصرار أبناء هذا الوطن وقواته المسلحة في استكمال اقتلاع جذور الإرهاب. هذا وأتقدم لشعب مصر العظيم وقواته المسلحة ولجميع أسر الضحايا بخالص العزاء ومتمنيًا الشفاء العاجل للمصابين».
ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما جاء بعده من كلمات عزاء ونعي لشهداء القوات المسلحة المصرية من كافة أطياف وممثلي قوى المجتمع المصري، يؤكد ما قاله الشهيد الراحل أحمد المنسي: «احنا كتير قوي ومبنخلصش».