خليفة بن زايد.. ومصر التي في خاطره
الجمعة، 13 مايو 2022 04:18 مطلال رسلان
رحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وترك إرثا من المواقف التي لا تُنسى مع مصر، حفرت بكلمات من ذهب في التاريخ، فقد كان خير خلف لخير سلف داعم لمصر، مرورا بمشاركته على الجبهة مع الجنود وقت انتصار أكتوبر 1973، وكان ولي عهد الإمارات وقتها، وبمباركة حكيم العرب الشيخ زايد آل نهيان.
الشيخ زايد حكيم العرب خلال دعمه لصفوف جنود مصر إبان حرب أكتوبر والتي شارك فيها ولي عهده وقتها الشيخ خليفة
لم يأت نعي الرئيس عبد الفتاح السيسي للشيخ خليفة بكلمات وصفه فيها بالصديق المخلص في كل الظروف والأحوال، من فراغ، فبعد وصول الشيخ خليفة إلى رئاسة دولة الإمارات، لم تنقطع مواقف المحبة والأخوة بين مصر والإمارات، ووصلت خصوصية العلاقات بين القاهرة وأبو ظبي، إلى ذروتها منذ 2014، في عهد الرئيس السيسي، وشهدت تطورًا كبيرًا ونوعيًا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، ونموًا ملحوظًا في معدل التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة.
وكتب الرئيس السيسى، عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعى: "أنعى بخالص الحزن والأسى رجلًا من أغلى الرجال، وقائدًا من أعظم القادة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي وافته المنية بعد رحلة طويلة من العطاء، قدم فيها الكثير لبلاده وأمته، حتى صارت الإمارات نموذجًا للتطور والحداثة في منطقتنا والعالم".
وأضاف الرئيس السيسى، أن الشيخ خليفة كان محبًا لمصر بحق، وصديقًا مخلصًا في كل الظروف والأحوال، مضيفًا: "باسمي واسم شعب مصر أتقدم بالتعازي لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة ودولة وشعباً في هذا المصاب الجلل، وأدعو الله عز و جل أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته، وللإمارات الشقيقة بدوام التقدم والعزة. وإنا لله وإنا إليه راجعون".
الشيخ خليفة بن زايد.. موقف تاريخي بدعم مصر وقت ثورة 30 يونيو
تجلى تقدير الشيخ خليفة بن زايد في دعم مصر تحديدا عقب ثورة 30 يونيو، فكان أول من أعلن دعمه الكامل، وقتها دعا وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 سبتمبر 2013، إلى تقديم الدعم للحكومة المصرية واقتصادها بما يعزز مسيرة القاهرة نحو التقدم والازدهار.
وبادرت الإمارات في 4 أغسطس 2013، بدعم مصر، عندما زار عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، القاهرة، ليعلن تقديم الإمارات مساعدات مالية وعينية لمصر بقيمة 3 مليارات دولارات، ضمن مساعدات خليجية بلغت وقتها 12 مليار دولار.
وفي أكتوبر 2013، وقعت الإمارات اتفاقية مساعدة بقيمة 4 مليارات و 900 مليون دولار، ومنحة بقيمة مليار دولار، وتوفير كميات الوقود بقيمة مليار دولار أخرى، كما وشاركت الشركات الإماراتية في تنفيذ عدد من مشروعات التنمية وتطوير البنية الأساسية كالتالي:
شاركت الإمارات في مارس 2015، بفعالية في المؤتمر الاقتصادي المصري، وأعلنت دعم مصر بـ 4 مليارات دولار، بواقع إيداع مبلغ 2 مليار دولار في البنك المركزي، وتوظيف مليارين لتنشيط الاقتصاد عبر مبادرات اقتصادية.
وبالفعل في أبريل 2016، وبتوجيه من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعلن الأخير فى ختام زيارته للقاهرة، بتقديم مبلغ 4 مليارات دولار دعما لمصر، 2 مليار منهما توجه للاستثمار فى عدد من المجالات التنموية فى مصر، وباقي المبلغ يتم إيداعه في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطى النقدى المصرى.