حملة تخريب لبنى تحتية داخل روسيا.. هل استعانت أوكرانيا بالمؤيدين؟
الإثنين، 09 مايو 2022 01:00 م
ذكرت تقارير أن كييف تشن حملة تخريب عبر مؤيدين لها، في موسكو لمعاقبة روسيا على غزو بلادهم، بعد حريق في معهد أبحاث الفضاء في تفير شمال غرب موسكو، وآخر في مصنع ذخائر في بيرم التي تبعد أكثر من 1100 كيلومتر شرقا وحرائق في مستودعات نفط منفصلة في بريانسك بالقرب من بيلاروس.
ومنذ حريق المعهد المركزي للبحوث التابع لقوات الدفاع الفضائي في تفير في 21 أبريل، والذي أسفر عن مقتل 17 شخصا على الأقل، صار نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي ينشرون تقارير عن حرائق في روسيا لاسيما التي تطال مواقع حساسة باعتبارها إشارة إلى أن البلاد تتعرض لهجوم غير معلن.
وبشأن الحرائق، لم يعلن أحد مسؤوليته لكن محللين يرون أن بعض الحوادث على الأقل، لا سيما تلك التي وقعت في بريانسك، تشير لجهد محتمل للأوكرانيين لنقل الحرب إلى أرض غزاتهم.
على تطبيق تليجرام، وصف ميخايلو بودلياك كبير مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الحرائق بأنها "تدخل إلهي"، مضيفا: " مخازن وقود كبيرة تحترق بشكل دوري… لأسباب مختلفة… العدالة الإلهية لا ترحم".
وأضاف "لا نؤكد ولا ننفي في بلد شاسع مثل روسيا، لا يعد حريق في مصنع أو مبنى قصيّ أمرا شديد الغرابة".
ومنذ بدء غزو القوات الروسية لأوكرانيا في 24 فبراير، جذب أكثر من 12 حريقا لاحظها أشخاص يوثّقون الحرب اهتماما كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من وجود حملة متعمدة من الأوكرانيين.
حتى الحريقان في أواخر الشهر الماضي في أقصى شرق روسيا في قاعدة جوية شمال فلاديفوستوك وفي مصنع للفحم في سخالين أثارا الشكوك.
وأتى حريق هائل الأربعاء على مصنع للمواد الكيميائية في دزيرجينسك شرق موسكو.
قال إيغور سوشكو سائق سيارات السباق الأوكراني الذي ينشر باستمرار صورا ومقاطع فيديو عبر تويتر لأعمال تخريب مزعومة داخل روسيا، «يواصل المخربون الروس ضد بوتين عملهم البطولي»، لكنه لم يقدم أي دليل على أنها متعمدة.
التزم أيضا المستشار الرئاسي أوليكسي أريستوفيتش الغموض في تصريحه لصحيفة نيويورك تايمز، مكتفيا بالإشارة إلى أن الكيان الصهيوني مثلا لا يعترف أبدا بهجماته واغتيالاته السرية، وأضاف «لا نؤكد ولا ننفي».
قال المحللون المجهولون المسؤولون عن حساب «يوكراين ويبنز تراكر» (متعقّب الأسلحة في أوكرانيا)، وهو حساب على تويتر ينشر تقارير مفصلة مع مقاطع فيديو داعمة حول هجمات الجانبين، إنهم تلقوا معلومات «موثوقة» تفيد بأن حرائق بريانسك نتجت من هجمات طائرات مسيّرة أوكرانية من طراز بيرقدار.
وكتبوا: «إذا كانت هذه الرواية دقيقة، فإنها تظهر مرة أخرى قدرة القوات الأوكرانية على شنّ ضربات داخل الأراضي الروسية باستخدام أسلحة بعيدة المدى».
من جانبه، قال المحلل روب لي لصحيفة ذي غارديان «أرجّح أنه هجوم أوكراني، لكن لا يمكننا الجزم بذلك».
يضاف إلى ذلك عدد من عمليات القصف الواضح بواسطة مروحيات وطائرات مسيّرة وأعمال تخريب ضد بنى تحتية في كورسك وبلغورود أوبلاست على الحدود الأوكرانية قرب خطوط المواجهة.
حمّل حاكما بيلغورود وكورسك مسؤولية الحرائق وتدمير بنى تحتية مثل جسور السكك الحديد لمخربين ومهاجمين من أوكرانيا.
قال الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف عبر قناته في تطبيق تلغرام إن هجوم الأول من أبريل على مستودع وقود في بيلغورود كان نتيجة «غارة جوية من مروحيتين تابعتين للقوات المسلحة الأوكرانية دخلتا أراضي روسيا على ارتفاع منخفض».
أما فيليبس أوبراين أستاذ الدراسات الإستراتيجية في جامعة سانت أندروز باسكتلندا فقال: إن «لا شيء يؤكد أنه تخريب أوكراني، باستثناء أن العديد من الحرائق طالت أهدافا استراتيجية/عسكرية»، لكنه اعتبر أن مثل تلك الهجمات «تبدو بالتأكيد جزءًا من استراتيجيتهم».
من جانبهم، قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية إن القوات الروسية داخل أوكرانيا يعوقها ضعف سلاسل الإمداد، وأن الهجمات على بنيتها التحتية ستؤثر بشكل أكبر على جهودها الحربية.
لكن المسؤولين الأميركيين لم يعلقوا على ما إذا كانت هناك حملة تخريب نشطة داخل روسيا تستهدف أهدافا لا ترتبط ارتباطا مباشرًا بالغزو.