أصوات من السماء.. الشيخ السيد متولي «صاحب المصحف المجود»
الأحد، 01 مايو 2022 05:33 م
يعد الشيخ السيد متولى عبد العال، أحد كبار وعمالقة تلاوة القران الكريم، إذ ولد القارئ الشيخ سيد متولي بقرية الفدادنة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية يوم 26 إبريل عام1947 في أسرة يعمل عائلها بالزراعة كبقية أهل القرية.
دعا والده كثيرا رب العزة أن يرزقه ولداً بعد البنات الأربع ليكون لهم رجلاً وملاذاً بعد وفاته. وكانت الأم في شوق إلى ابن يقف بجوار شقيقاته الأربع بعد رحيلها حتى تطمئن على بناتها بوجود أخ لهن يأوين إليه عند الشدائد والملمات ويجدنه بجوارهن دائماً.
استجاب الله يسبحانة وتعالى لرجاء الوالدين ورزقهما بطفل ليبعث في نفسيهما الأمل ويبث في قلبيهما السكينة والإطمئنان، وعندما بلغ الابن الخامسة من عمره أخذه أبوه وذهب به إلى كتّاب الفدادنة وقدمه إلى الشيخة "مريم السيد رزيق" التي ستقوم بتلقينه الآيات والذكر الحكيم.
وجدت الشيخ مريم علامات النبوغ ومؤشرات الموهبة لدى تلميذها فانصب اهتمامها عليه وعاملته معاملة متميزة لتصل به إلى حيث تضعه الموهبة دون تقصير ولا يأس, فهي المحفّظة التي تخرج على يديها وفي كتّابها مئات من الحفظة مما مكنها من معرفة إمكانات الموهوب وكيف تثقل موهبته كملقنة لها خبرتها ونظرتها الثاقبة.
وعندما بلغ الفتى القرآني سيد متولي السادسة من عمره ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية بالقرية فلم ينشغل بالدراسة عن الكتّاب لأن القرآن كنز الدنيا والآخرة.
تعلم التجويد على يد الشيخ "الصاوي عبدالمعطي" مأذون القرية برواية حفص باتقان مكنه من تلاوة القرآن بجوار عمالقة القراء. وتعلم علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ طه الوكيل ليذيع صيته في محافظة الشرقية وانهالت عليه الدعوات من كل أنحاء الشرقية وبدأ يغزو المحافظات الأخرى المجاورة لإحياء المآتم وكثيراً ما قرأ بجوار مشاهير القراء الإذاعيين أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ البنا والشيخ عبد الباسط والشيخ حمدي الزامل والشيخ السعيد عبد الصمد الزناتي.
ذاع صيته في بعض الدول العربية والإسلامية من خلال تسجيلاته على شرائط الكاسيت التي جعلته أشهر قارئ خارج الإذاعة وتفوق على كثير من قراء الإذاعة من حيث الشهرة وحب الناس له. وقام بتسجيل القرآن لبعض الإذاعات العربية والإسلامية وسافر الشيخ سيد متولي إلى كثير من الدول العربية والإسلامية والأفريقية لإحياء ليالي شهر رمضان وتلاوة القرآن الكريم بأشهر المساجد هناك
وللشيخ سيد متولى له مصحف مجود 22 ساعة لم يتبقى سوى جزء يسير ويكتمل بإذن الله تعالى وقد تم تسجيله فى مصر والإذاعة المصرية لها خمس ساعات من هذاالمصحف ويأمل فضيلته أن يسجل المصحف مرتلا. و رحل عن عالمنا يوم 16 يوليو من عام 2015 عن عمر يناهز 68 عاما،
يقول القارئ الطبيب "صلاح السيد متولى عبد العال"، طبيب الأطفال ونجل الشيخ ، إنه ورث من والده جمال وعذوبة الصوت وتواضعه الجم، وإن يوم وفاة والده كان ونعم الخاتمة كان يقرأ بعد صلاة العشاء فى عزاء بمسقط رأسه بقرية الفدادنة بجوار المنزل، وذلك كان يوم 27 رمضان ليلة القدر، وشاء القدر أن يقرأ أيات فى نفس السياق، حيث قرأ من خواتيم سورة لقمان وأول سورة السجدة وكان تلاوة خاشعة، وقرأ: "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير".