طلال رسلان يكتب: الاختيار 3 ذكرنا بالوجوه العكرة «أيقونات الشر والإرهاب»
السبت، 23 أبريل 2022 10:20 م
خيرت الشاطر.. الكاره للمؤسسات الوطنية ومهندس الإرهاب والمحرك الأساسي لمخططات جماعة الإخوان الإرهابية في الداخل والخارج
صفوت حجازي.. مفتي الدم وصاحب أكبر صفقة للسلاح استهدفت إغراق الدولة بالفوضى ورصدتها الأجهزة الأمنية
محمود عزت.. ثعلب الجماعة الملوثة يداه بدماء الأبرياء وصاحب مخطط الكتائب الإلكترونية الإخوانية لإدارة حرب الشائعات والأخبار المفبركة
عبد المنعم أبو الفتوح.. المتناقض واللاهث خلف الكرسى بأى ثمن والمتورط في المخطط الإخوانى بحثاً عن رضا الجماعة
الأكيد أن أغلب المصريين يعرفون جيدا التاريخ الأسود لأيقونات الشر الإخوانية، وكيف تورطت قياداتهم على مدار سنوات في الإرهاب والدم، ضلوعا مباشرا أو غير مباشر، عن طريق شبكات ووكلاء الإرهاب في مصر وقت حكم جماعة الإخوان ومكتب الإرشاد للبلاد.
لكن مسلسل "الاختيار 3" صنع حالة فريدة من الوعي عند المصريين، بوتيرة متسارعة من الأحداث سلطت خلالها حلقات المسلسل الضوء على أيقونات الشر الإرهابية. الفيديوهات المسجلة لم تدع مجالا للشك عن تورط العصابة الإخوانية في دماء المصريين الطاهرة، وتنفيذ مخطط تحويل مصر إلى ولاية إخوانية يحكمها المرشد بالسمع والطاعة.
كما فك المسلسل طلاسم الشخصيات الإخوانية الإرهابية التي كانت بمثابة المحرك الرئيسى للإرهاب، من خلال تقديم صورة واقعية وحقيقية عن هذه الشخصيات، فرغم أن بينهم شخصيات كانت معروفة لجموع المصريين، لكن كانت معروفة بالأسم والافعال فقط، دون التطرق إلى شخصيتهم، وبناءهم الفكرى، الذى كان سببا رئيسياً في تزايد وتيرة العنف والإرهاب، خاصة إن تركيبة بعض هذه الشخصيات وكرهها للمؤسسات الوطنية، كان السبب في ذلك.
خيرت الشاطر.. مهندس الإرهاب
ولعل خيرت الشاطر، النائب الأول السابق لمرشد الإخوان، هو أحد هذه الشخصيات، فمع تتابع الأحداث كان ظهور الشاطر "يجسده الفنان خالد الصاوي" طاغيا، كمحرك أساسي في فكر الجماعة، ومهندسا للعمليات الإرهابية في الداخل، وحلقة الوصل مع جماعات الإرهاب في الخارج.
ومع دخول الحلقة الأولى من المسلسل في جزئه الثالث، الجانب الأكثر أهمية كان ما كشفته كواليس اجتماع نائب مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، خيرت الشاطر، مع قيادات الجماعة من أجل التوصل لصيغة واضحة، للإطاحة بالمشير محمد حسين طنطاوي من منصب القائد العام للقوات المسلحة.
"لا يا جماعة احنا محتاجين اغتيال معنوي بجد علشان نقدر نقنع المصريين، حدث جلل يهز مصر، وبعديها نخلص منه".. قالها الشاطر في اجتماعه بقيادات الإخوان، مقترحًا تنفيذ عمليات نوعية ضد أفراد القوات المسلحة من أجل إحداث هزة للإطاحة بالمشير طنطاوي.
خطط الشاطر لكل التفاصيل، حادث إرهابي جلل ذبح مصر بأكملها، فكانت مذبحة رفح الأولى، في 2012 استشهد فيها ستة عشر من الجنود المصريين، والتمر في أفواههم وقت الإفطار، بعدما دبر الشاطر وخطط للمذبحة، تمهيدا للإطاحة بالمشير طنطاوي من منصبه كوزير للدفاع حينها، بعدما رفض الخضوع للجماعة الإرهابية الخاص وإرغام القوات المسلحة على دفع ملياري دولار، عبر مندوبها في قصر الاتحادية محمد مرسي.
انتقالا إلى خيط آخر من الخيوط التي كشفها الاختيار 3، تضمنت اتصالا لخيرت الشاطر بالخلايا الإرهابية التي نفذت مذبحة رفح الأولي، بتنسيق وتمويل جماعة الإخوان الإرهابية، وهو القرار الذي أقره محمد مرسي ومحمد بديع مرشد الإخوان.
كان مخطط خيرت الشاطر واضحا، جماعة الإخوان الإرهابية بعدما وقع حكم مصر في يدها تحتاج إلى تجربة تشبه الحرس الثوري الإيراني كي تستطيع مواجهة رفض الجيش المصري الخضوع لها، ومن ثم تمكين إدارة المقطم مقر مكتب الإرشاد، معقل الحكم الأساسي للإخوان بالتنسيق مع مندوبها في الرئاسة محمد مرسي، وإعطاء مساحة أمان أكثر للجماعة، بعدما اعتقدت أن كل شيء في مصر أصبح ملك للجماعة.
الإطاحة بالنائب العام
"نحن أمام فرصة ذهبية، لنستغل حالة الغضب الموجودة، والتظاهرات التي تعم البلاد، النائب العام مش هيمشي إلا بقرار جريء وصادم".. قالها أيضاً مهندس الإرهاب خيرت الشاطر وسط جمع من الإخوان لينتقل المشهد مباشرة إلى قصر الرئاسة مع تصديق مرسي على إقالة النائب العام عبد المجيد محمود.
فيما قرر مرسي توسيع صلاحياته في مجال القضاء مبررا ذلك بالدفاع عن الدولة، واتهمت المعارضة الرئيس المعزول، حينما اتخذ قرارا بإقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بأنه نصَّب نفسه الحاكم بأمر الله، وهذا القرار أغضب القضاة والمستشارين، وتم تراجع الجماعة عن القرار بعدما تسبب في حالة فوضى.
ظهر الشاطر بحضور محمد بديع مرشد الجماعة الإرهابية مع عدد من قيادات الجماعة، يتناقشون عن الغضب الشعبي بعد إقالة النائب العام عبد المجيد محمود، وأن المستشار أحمد الزند ونادي القضاة اعترضوا على قرار محمد مرسي بالإقالة في ذلك الوقت، وكشفت الجماعة عن مخططتها لترهيب المحتجين على القرار وإلصاق التهمة بأنصار النظام السابق.
صفقة الفوضى.. الشاطر يصطدم بوطنية السيسي
أظهرت أحداث الحلقتين الأولى والثانية من مسلسل الاختيار 3، دور الشاطر في تدبير الأحداث الإرهابية وإدارة الجماعة من الداخل ومحاولة السيطرة على زمام الأمور، لتنفيذ مخطط التمكين الإخواني، وظهر الشاطر صاحب النفوذ الأكبر داخل الجماعة خلال تلك الفترة كعقل مدبر للعديد من الأحداث.
وتناولت أحداث الحلقة الثانية من الاختيار 3 لقاء خيرت الشاطر، مع وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبد الفتاح السيسي، إذ طلب «الشاطر» وقتها من السيسي تعاون الجيش مع جماعة الإخوان، قائلا: «إحنا شايفين إن مصلحة البلد النهاردة، بتفرض علينا إن إحنا نحقق هذا التعاون المشترك، النهاردة قبل بكرة».
وظهرت نوايا النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان الإرهابية، في السيطرة على مؤسسات أجهزة الدولة المصرية، بما طلبه من وزير الدفاع حينها، موضحا أن الجماعة لديها خطط محكمة لعدد من المشاريع الاقتصادية، من استصلاح للأراضي، وانشاء المصانع، وتكوين الشركات من كل الأنواع، لاستيعاب رجال القوات المسلحة للعمل بها عقب انتهاء مدة خدمتهم، للاستفادة من طاقتهم، على حد قوله، وجاء اللقاء مخيبا لآمال الشاطر التي كان يأمل في تحقيقها، فلم يلق أي رد على كلامه، وأنهى السيسي الحوار بتجاهله، وسخر من حديثه قائلا: «الغدا إمتى يا عباس؟ أصل باشمهندس خيرت شكله جعان»، وطلب منه الإرهابي خيرت الشاطر أن يتناولا الطعام سويًا، لكن السيسي رفض طلبه قائلا: "وعدت رجالتي إني هتغدى معاهم النهاردة".
مع كل حدث من أحداث الواقع مرتبط بالأعمال الإرهابية في مصر وقت حكم الإخوان، لابد وظهور رائحة خيرت الشاطر؛ أحداث الاتحادية قمع التظاهرات، تهديدات الاغتيالات وقوائمها، خطط تفجير الكنائس ودور العبادة، العمليات الإرهابية في سيناء، صفقات الأسلحة، التخابر مع عناصر دول أجنبية، العامل المشترك في جميع الجرائم سيكون خيرت الشاطر.
صفوت حجازي.. مفتي الدم
أبرزت الحلقة الثامنة التي حملت عنوان «الحوار الوطني»، من مسلسل «الاختيار 3»، اسم صفوت حجازي، صاحب المقولة الشهيرة «اللي يرش الرئيس مرسي بالميه هنرشه بالدم» على حد وصفه أثناء الاعتصام الإرهابي في منطقة رابعة العدوية، والتي اعتبرها الإرهابيون فتوى صريحة لتنفيذ مخططات الجماعة الإجرامية.
جاء في أحداث الحلقة نجاح جهاز المخابرات العامة، في رصد تورط القيادي الإخواني صفوت حجازي في عملية تهريب أسلحة لداخل مصر، والتواصل مباشرة مع العنصر الأجنبي (الغراب) المسؤول عن تمرير أضخم صفقة أسلحة المهربة إلى الداخل المصري، حيث كان جهاز المخابرات العامة يتابعها منذ تولي جماعة الإخوان السلطة.
صفوت حجازي المولود في 11 أبريل 1963، مركز سيدي سالم في محافظة كفر الشيخ، بدأ في مزاولة نشاطه الدعوي فور عودته، وبدأ في إلقاء الدروس والسلاسل بأكثر من مسجد، وانتقل إلى تقديم بعض الحلقات في القنوات الفضائية، مقبوض عليه تحت قضية اقتحام الحدود الشرقية، وقضت محكمة جنايات القاهرة، في يونيو 2015، على صفوت حجازي بالسجن المؤبد في القضية المعروفة باسم «اقتحام الحدود الشرقية والسجون»، لكن في 11 نوفمبر 2016، ألغت محكمة النقض، الأحكام وإعادة المحاكمة، لتعود محكمة جنايات القاهرة، وتقر ببراءة حجازي، في 7 سبتمبر 2019.
وفي 8 سبتمبر 2018، قضت محكمة جنايات جنوب القاهرة، بإعدام صفوت حجازي، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«فض اعتصام رابعة العدوية»، وفي 14 يونيو 2021، أيدت محكمة النقض الحكم الصادر ضده، وقضت محكمة جنايات شمال القاهرة، بالسجن لمدة سنة بتهمة إهانة القضاء، أثناء جلسة محاكمة المتهمين في قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، وهو الحكم الذي أيدته محكمة النقض بعد طعن حجازي، الذي رفضته المحكمة، في فبراير 2019.
وقضت محكمة جنايات القاهرة، في 16 يونيو من عام 2015، بالسجن المؤبد، بتهمة التخابر مع حركة حماس، لكن نيابة محكمة النقض أوصت بإلغاء الأحكام وإعادة المحاكمة وذلك بعد قبول الطعن المقدم من المتهمين، وفي 11 سبتمبر 2019، قضت محكمة جنايات القاهرة، ببراءة صفوت حجازي، مما نُسب إليه من تهم.
وفي سبتمبر 2020، قضت محكمة جنايات بورسعيد، بالسجن المؤبد في إعادة محاكمته في القضية المعروفة بـ«اقتحام قسم شرطة العرب»، التي تتعلق بأعمال عنف شهدتها محافظة بورسعيد، في شهر أغسطس عام 2013، إبان الإطاحة بحكم المعزول محمد مرسي، وفي 14 يونيو 2021، أيدت محكمة النقض المصرية، أحكاما بالإعدام بحق صفوت حجازي وقيادات أخرى في جماعة الإخوان المسلمين ضمن قضية فض اعتصام رابعة العدوية عام 2013.
عصام الحداد.. رجل الظل ومهندس العلاقات الإخوانية الخارجية
أحد أبرز الأدوار الإخوانية في تاريخ الجماعة بالسلطة، كان للقيادي الإخواني عصام الحداد، الذي عرف بعلاقاته القوية بقيادات الإخوان خارج مصر، بعدما تم تصعيده عضواً بمكتب الإرشاد خلال أحداث 25 يناير.
ظهر الحداد إلى الواجهة عندما أدار الحملة الانتخابية لمحمد مرسي، وكان مدير الحملة الانتخابية لخيرت الشاطر قبل استبعاده من قبل اللجنة العليا للانتخابات في الانتخابات الرئاسية المصرية 2012، وبعد نجاح مرسي برز اسم الحداد كمحرك أساسي لعلاقات إخوان الداخل بالخارج، وقتها كان الحديث داخل الجماعة عن ترشيحه لمنصب رئيس ديوان الجمهورية، لكن المرشد أشار إلى إبقائه في مجال الشئون الخارجية.
أظهرت حلقات الاختيار 3 مدى قرب عصام الحداد من خيرت الشاطر فكان شريكا له في لقاءاته مع السفراء والمسؤولين والمندوبين الأجانب داخل مصر وخارجها، وذلك بحكم خبرة وعلاقات خارجية واسعة وإقامة لسنوات طويلة في بريطانيا كان خلالها أحد قيادات التنظيم الدولي للإخوان هناك، بعد أن كان مسؤولا عن إخوان البوسنة والهرسك وكذا مستشارا للرئيس الشيشاني السابق علي عزت بيجوفيتش.
الحداد رجل الأعمال الإخوانى الشهير وصاحب المجموعة العربية للتنمية إنتربيلد لتنظيم المعارض، ونائب جمعية تنمية الأعمال "ابدأ" التي يترأسها حسن مالك، هو الصاعد أيضا بسرعة الصاروخ في الجماعة بمجرد خروج خيرت الشاطر من السجن عقب ثورة 25 يناير، إذ قام الشاطر بإدخاله مكتب الإرشاد بالتعيين لا بالانتخاب في الرابع من فبراير 2012، في نفس التوقيت الذى تم فيه تصعيد شقيقه رجل الأعمال الإخوانى السكندري أيضا المهندس مدحت الحداد، أبرز رجال أعمال الجماعة بعد خيرت الشاطر وحسن مالك، وصاحب عدد كبير من الشركات في مجالات المقاولات، والاستثمار العقاري، والتصدير والاستيراد، إلى جانب تنظيم المعارض مثل الشركة العربية للتعمير، والشركة العربية للاستيراد والتصدير، والجمعية التعاونية للأعمال الهندسية.
محمود عزت.. ثعلب الإخوان يده ملوثة بالدماء
منذ الحلقات الأولى أيضا برز اسم القيادي الإخواني محمود عزت الذي تورط في جرائم كبرى ستكشف عنها الحلقات القادمة، في حادث اغتيال النائب العام الأسبق الشهيد هشام بركات أثناء خروجه من منزله باستخدام سيارة مفخخة، والتي أسفرت عن إصابة 9 مواطنين، خلال 2015، وحادث اغتيال الشهيد العميد وائل طاحون أمام منزله بمنطقة عين شمس عام 2015.
ثم حادث اغتيال الشهيد أركان حرب عادل رجائي أمام منزله بمدينة العبور 2016، ومحاولة اغتيال المستشار زكريا عبد العزيز النائب العام المساعد الأسبق، باستخدام سيارة مفخخة بالقرب من منزله بالتجمع الخامس 2016، وحادث تفجير سيارة مفخخة أمام معهد الأورام خلال شهر أغسطس 2019، والتي أسفرت عن مقتل 20 مواطنًا وإصابة 47 آخرين، وتوليه الكتائب الإلكترونية الإخوانية التي تتولى إدارة حرب الشائعات وإعداد الأخبار المفبركة والإسقاط على الدولة بهدف إثارة البلبلة وتأليب الرأي العام، وتولي مسئولية إدارة حركة أموال التنظيم وتوفير الدعم المالي له وتمويل كافة أنشطته واضطلاعه بالدور الرئيسي من خلال عناصر التنظيم بالخارج في دعم وتمويل المنظمات الدولية المشبوهة واستغلالها في الإساءة للبلاد ومحاولة ممارسة الضغوط عليها في العديد من الملفات الدولية.
عبد المنعم أبو الفتوح.. المتناقض دائما
شهدت الحلقة الثالثة من مسلسل الاختيار 3، تسجيلاً بالصوت والصورة للقيادي الإخواني المنشق عن الجماعة الإرهابية عبد المنعم أبو الفتوح، المحبوس حالياً على ذمة عدة اتهامات في قضايا تتعلق بالعنف والإرهاب.
في التسجيل الذي يكشف تناقض شخصية أبو الفتوح في كل الأوقات، كان أبو الفتوح مع الجماعة وداعما لها وقتها، لكنه ظهر في الفيديو يؤكد في حديثه خطورة وصول مرشح الإخوان إلى الحكم، متسائلاً «أنتوا مش خايفين من سيطرة الإخوان، ده سؤال أنا بطرحه لحضرتك؟»، وتابع: «لا، سيطرتهم بشكل ديمقراطي، لو انتوا مخفتوش من الحكاية دي، يبقى حضراتكم مبتفكروش في مستقبل مصر». واستدرك عبد المنعم أبو الفتوح، قائلًا: «لا مؤاخذة يعني.. ده مش طبيعي إن الجيش المصري يبقى غايب عنه مستقبل مصر، ومنطلق كلامي هو الخوف على المؤسسة، مؤسسة الجيش، وغيرة عليها».
وأكد عبد المنعم أبو الفتوح في ختام حديثه وهو يبتسم: «أنا والله لو بختار بينه (مرشح الإخوان) وبين أي حد من حضراتكم، هدي صوتي لأي واحد فيكم، من غير ما أفكر، من غير ما أفكر، بما فيهم المشير طنطاوي».
ويعتبر عبد المنعم أبو الفتوح أحد أهم القيادات داخل جماعة الإخوان منذ انضمامه للجماعة في السبعينيات من القرن الماضي، وحتى فصله من الجماعة فبراير 2012، عقب قراره بالترشح لانتخابات الرئاسة، وخلال هذه الفترة لعب أبو الفتوح دورًا قياديًا وتنظيميًا داخل صفوف الجماعة، حيث تمكن خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من تجنيد عدد واسع من أعضاء وقادة تيار الإسلام السياسي في ذلك الوقت، وضمهم إلى الجماعة، والتحق في سن مبكر بمكتب إرشاد الجماعة في عام 87، وكان عمره آنذاك 36 عامًا، واستمر داخل السلطة الأكثر نفوذًا بالجماعة حتى عام 2009، ثم فصله نهائيًا في 2012.
قبل فصله من جماعة الإخوان، نشبت خلافات بينه وبين عدد من قادة مكتب إرشاد الجماعة، على رأسهم خيرت الشاطر، نائب المرشد وصاحب النفوذ الواسع داخل الإخوان، حيث يُحسب عبد المنعم أبو الفتوح على تيار آخر داخل الجماعة يختلف عن تيار محمد بديع وخيرت الشاطر، وأدت تلك الخلافات إلى خروجه من مكتب إرشاد الجماعة، حتى فصله بعد ثلاث سنوات، اعتراضًا على قراره بخوض الانتخابات الرئاسية التي أعلنت الجماعة عدم خوضها، ثم دفعت باثنين مرشحين، هما: خيرت الشاطر الذي استبعد لاحقًا، ومحمد مرسي الذي استكمل الانتخابات.
وفي الانتخابات الرئاسية 2012 التي خاضها عبد المنعم أبو الفتوح، قدم برنامجًا سياسيًا وصف نفسه فيه بأنه «يجمع بين الليبرالية واليسارية والفكر الإسلامي» في محاولة لجذب أكبر شريحة من الناخبين والقوى السياسية الداعمة، ومع نهاية الماراثون الانتخابي حل بالمركز الرابع بعد حصوله على أكثر من 4 ملايين صوت انتخابي.