خيمة صوت: وفاة خالد ابن الوليد «فلا نامت أعين الجبناء»

الثلاثاء، 19 أبريل 2022 12:45 م
خيمة صوت: وفاة خالد ابن الوليد «فلا نامت أعين الجبناء»
ذكري وفاة خالد ابن الوليد
إيمان محجوب

علي مدار تاريخ الامة الاسلامية كان هناك شموس علي طريق الامة نشرت دين الاسلام ودحضت كيد أعدائها، وشخصية اليوم واحدا من أهم القادة العسكريين في تاريخ العرب والاسلام إنه خالد ابن الوليد سيف الله المسلول، الذي توفي مثل هذا اليوم 18 رمضان 21هـ الموافق 20 أغسطس 642م، فهو الفارس المغوار صاحب الفتوحات والانتصارات على الفرس والروم، الذي قضى حياته كلها بالجهاد فى سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الحق ونصرة دين الله.
 
Screenshot_٢٠٢٢٠٤١٩-١٢٢٣٥٠
 
إنه سيف الله المسلول خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله من بني مخزوم من قريش، ولد في مكة، وكان قائدا عسكريا مغوارا ومحنكا في الجاهلية وفي الإسلام، وقد لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ"سيف الله المسلول".
 
 
 
وبعد صلح الحديبية، في الأول من صفر في السنة الثامنة للهجرة، قدم  خالد بن الوليد ومعه رفيقاه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة إلى المدينة المنوّرة ليعلنوا إسلامهم ، وعند قدومه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد كنت أرى لك عقلا رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير"، وبعدها بايع النبي صلى الله عليه وسلم وشهد الشهادتين معلنا إسلامه، وقد استغفر له الرسول لما حدث منه قبل الإسلام، وقال له: "الإسلام يجُبُّ ما قبله"؛ أي يمحو ما كان قبله من الكفر والذنوب.
 
 
 
وشارك خالد ابن الوليد في غزوة حنين ضد بني ثقيف من الطائف، وكانت أول معركة يُصاب فيها خالد بن الوليد، وحدثت معجزة بعد أَن تَفل الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومسح على جروحه، حتى برئت ليعود بعدها إلى القتال، وانتصر المسلمون فيها. وشارك في غزوة تبوك تحت قيادة الرسول، صلى الله عليه وسلم.
 
6201622175153571
وقد أرسله النبي محمد في قوات إلى دومة الجندل، فدخلها وأسر صاحبها أكيدر بن عبد الملك، الذي صالحه الرسول على الجزية، وهدم صنمهم، وفي عام 10 هـ بعثه رسول الله في سرية من 400 مقاتل إلى بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام، فلبّى بنو الحارث بن كعب النداء وأسلموا، فأقام خالد فيهم يعلمهم الإسلام ثم قدموا المدينة.
 
 
ظهرت عبقرية خالد ابن الوليد العسكرية في معركة مؤتة ضد الرومان، بعد استشهاد قادة الجيش الإسلامي الـ3 وظهرت جلية في حروب الرِّدة، وفتح العراق والشام. وخاض أكثر من 100 معركة أمام الجيوش الرومية والفارسية وحلفائهم من العرب الغساسنة والمناذرة، وأشهر انتصاراته الحاسمة معارك اليمامة ضد جيوش مسيلمة الكذاب، واليرموك ضد الجيش الرومي.
 
 
وهزم خالد الجيوش الفارسية في معارك ذات السلاسل وأُلّيس والمذار والولجة وفتح الحيرة، وانتصر في معركة عين التمر وفي غيرها من المعارك، ثم أرسله الصديق أبو بكر لدعم الجيوش المسلمة في الشام، فعبر من العراق إلى الشام في رحلة خطرة، وكانت آخر معركة لخالد بن الوليد، معركة فتح مرعش، جنوب تركيا حاليا، وكانت في 17هـ، وقد استسلمت المدينة دون أي قتال.
 
 
وفي أوج انتصاراته العسكرية عزله الخليفة عمر بن الخطاب من قيادة الجيوش، لأنه خشي أن يفتَتِن الناس به، وقال الفاروق عمر: «إني لم أعزل خالدًا عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فُتنوا به، فخِفت أن يوكلوا إليه ويُبتلوا به، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وألا يكونوا بعرض فتنة»،وبعد عزله عن ولاية قنسرين عاش بعدها في حمص بسوريا 4 سنوات في العبادة، ورعاية الأرامل واليتامى، والفقراء والمساكين، وقيام  الليل.
 
Screenshot_٢٠٢٢٠٤١٩-١٢٢٤٣٠
 
وفي عام 21 لهجرة الرسول الكريم انتشر طاعون عمواس في بلاد الشام، وأصيب به خالد ابن الوليد رضي الله عنه، في أثناء في حمص  وهو في الـ58 من عمره، ولما شعر خالد ابن الوليد بقرب وفاته قال: "لقد شهدت مائة زحف أو نحوها، وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء! وما لي من عمل أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترِّس بها"

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة