مدفع صوت: سعد بن أبي وقاص.. أول من رمى سهما في سبيل الله

الأحد، 17 أبريل 2022 12:00 م
مدفع صوت: سعد بن أبي وقاص.. أول من رمى سهما في سبيل الله
سعد بن أبي وقاص
ريهام عاطف

سعد بن أبي وقاص هو من أخوال النبي صلى الله عليه وسلم فأمّه حمنة بنت سفيان بن أميّة بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية، وجده أهيب بن عبد مناف عم السيدة آمنة أم رسول الله عليه الصّلاة والسّلام .
 
ولد سعد بن أبي وقاص قبل بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام بتسعة عشر عاماً، ونشأ في قريش، واشتغل في بري السهام وصناعة القسي، وهذا ما أهله ليكون بارعاً في حياة الصيد والغزو، وكان أحد الثمانية الذين سبقوا الناس للإسلام، وهم: أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وقيل إنّه كان يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً عند إسلامه، وكان ممن أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومن أوائل المهاجرين مع الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة. 
 
أول من رمى سهماً في سبيل الله
كان سعد بن أبي وقاص أول من رمى سهماً في سبيل الله، كما شهد غزوة أحد، وبدر، والخندق، وخيبر، وتبوك، وغزوة الفتح، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يعتمد عليه في بعض الأعمال الخاصة، ومثال ذلك عندما أرسله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضوان الله عليهم في مهمة استطلاعية عند ماء بدر، وفي صلح الحديبية كان سعد بن أبي وقاص أحد الشهود،إضافة إلى ذلك شارك رضي الله عنه في عدة غزوات ومعارك بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام؛ حيث شهد دومة الجندل، وخرج مع أبي بكر الصديق إلى الأعراب الذين طمعوا بالمدينة بعد خروج جيش أسامة منها، كما شارك في معركة القادسية وتولى قيادة جيش المسلمين في بلاد فارس والعراق، وتمكن بقدرته القيادية من هزيمة الفرس في تلك المعركة.
 
إسلام سعد بن أبي وقاص
 كان سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه- قد رأى في منامه أنَّه يغرق في بحرٍ، وبينما كان يحاول النَّجاة بنفسه من الغَرَق، فإذ به يرى قمرًا، فيحاول سعد -رضي الله عنه- الَّلحاق به، وبالفعل لحق به، وإذ به يرى أنَّ أبا بكرٍ الصدِّيق وعلي بن أبي طالب و زيد بن حارثة -رضي الله عنهم- قد سبقوه إلى هذا القمر. 
 
وفي صباح اليوم التالي، سمع أنَّ محمداً -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى دينٍ جديدٍ، فعلم بأنَّ تأويل رؤياه هو الدُّخول في دين الحقِّ، فكان -رضي الله عنه- من السَّابقين إلى الإسلام، وذهب إليه وهو -صلى الله عليه وسلم- في شعب جياد، وأعلن إسلامه هناك، وقيل إنَّه كان رابع من دخل الإسلام، وقيل كان سابع من دخل في الإسلام.
 
وقد كان سعد بن أبي وقاص من أوائل من هاجر إلى المدينة المنوَّرة، فقد وصل -رضي الله عنه- إلى المدينة المنوَّرة قبل وصول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها، وكان قد هاجر مع الصَّحابيَّين الجليلين عمار بن ياسر وبلال بن رباح -رضي الله عنهما-، وقد هاجروا بعد هجرة مصعب بن عمير وعبدالله بن أمِّ مكتوم -رضي الله عنهما-.وعندما وصل المدينة المنوَّرة كان -رضي الله عنه- قد أقام في بيت أخيه، وهو عتبة بن أبي وقَّاص، وكان له بيتٌ في المدينة المنورة، وعندما وصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمدينة آخى بين الصَّحابيَّين سعد بن أبي وقاص ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهما.
 
اعتزال سعد بن أبي وقاص للفتن 
كان سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه- قد روى حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشأن فتنةٍ ستحصل بعد موت النبيّ الكريم، فقد قال سعد بن أبي وقاص عند فتنة مقتل عثمان: أشهد أنِّي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنها ستكونُ فتنةً القاعدُ فيها خيرٌ من القائمِ والقائمُ خيرٌ من الماشي، والماشي خيرٌ من الساعي. قال: أفرأيتَ إن دخلَ عليّ بيتِي وبسط يدهُ إلي ليَقْتُلَنِي، قال: كنْ كابن آدمَ). وكان الصَّحابي الجليل سعد بن أبي وقَّاص ممَّن التزم بيته في الفتنة، وقد جاءَهُ ابنُهُ عامر فقال له الصحابيّ الجليل سعد: (أي بنيَّ أفي الفتنةِ تأمرني أن أكون رأسًا، لا واللهِ حتى أُعْطَى سيفًا إن ضربتُ بهِ مؤمنًا نَبَا عنهُ وإن ضربتُ بهِ كافرًا قتلَهُ، سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُحِبُّ الغَنِيَّ الخفِيَّ التَّقِيَّ) وعندما وصل له -رضي الله عنه- ما كان في وقعة صفِّين وتحكيم النَّاس لأبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- رفض الذَّهاب وفضَّل الانعزال، على الرَّغم من أنَّ سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه- كان واحدًا من الصَّحابة السِّتة الذين تمّ تعيينهم من أصحاب الشُّورى. 
 
وفاة سعد بن أبي وقاص
 توفي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في العام الخامس والخمسين للهجرة، ، وكان يبلغ من العمر ثلاثاً وثمانين سنة، وهو آخر من توفّي من المهاجرين، وقبل وفاته أوصى رضي الله عنه بأن يكفّن في جبّتة الصوفيّة التي ارتداها يوم ملاقته للمشركين في غزوة بدر، وتوفّي في قصره بالعقيق، الذي يبعد عن المدينة عشرة أميال، وصُلّي عليه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلّت زوجات النبي عليه الصلاة والسلام عليه أيضاً.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق