الطيور المهاجرة في قلب الرئيس.. اهتمام رئاسي بالجاليات المصرية بالخارج
السبت، 16 أبريل 2022 11:16 م محمود علي
لا يمكن تجاهل جهود أجهزة الدولة المصرية بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي في تذليل كافة الصعاب التي تواجهها الجاليات المصرية في الخارج، فعلى مر السنوات الماضية كان لوزارتي الخارجية والهجرة أدواراً مهمة في سبيل توفير كافة احتياجات طيور مصر المهاجرة، وكان آخر هذه الأدوار هي إجلاء المصريين المقيمين في أوكرانيا التي تشهد حربا دامية مؤخرا مع روسيا.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وتعمل كل مؤسسات الدولة على مدار الساعة، من أجل إنقاذ المصريين في أوكرانيا، حيث نجحت الجهات المعنية في نقل مئات العالقين من الطلبة والمقيمين في كييف والمدن الأوكرانية الأخرى.
وبدا واضحا من هذا التحرك السريع من جانب وزارة الخارجية مدى الاهتمام برعاية المصريين المقيمين في كل دول العالم، وما يُمثله حماية طيور مصر المهاجرة من أهمية قصوى ضمن عمل الدولة، في إطار سياستها لتقديم الدعم والرعاية اللازمتين للمواطنين المصريين في الداخل والخارج على حد سواء.
ويهتم الرئيس عبد الفتاح السيسي بملف المصريين بالخارج، وهو ما اتضح من اللقاءات العديدة التي يعقدها مع مسؤولي الأجهزة المعنية من أجل التعامل بجدية وسرعة لحل مشاكل وأزمات جاليات مصر بالخارج، حيث اجتمع الرئيس مع نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج الأسبوع الماضي، وتناول الاجتماع متابعة «جهود وزارة الهجرة فى التفاعل مع الجاليات المصرية بالخارج»، وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الوزيرة نبيلة مكرم، عرضت الاستعدادات النهائية لمؤتمر «مصر تستطيع بالصناعة»، والذى سينظم تحت رعاية الرئيس السيسى، حيث سيضم العديد من علماء وخبراء مصر بالخارج، إلى جانب نخبة من رجال الصناعة والمتخصصين فى مصر، وكذا عدد من الشركات الأجنبية، وسيتم تناول عدة محاور سعيًا للإسهام فى تنفيذ استراتيجية الدولة فى مجال توطين الصناعة، وفتح فرص أكبر لدعم جهود الدولة فى الاستثمار الصناعى فى المرحلة المقبلة، إلى جانب تعظيم الاستفادة من خبرات العلماء المصريين حول العالم لدعم جهود التنمية فى مصر فى مختلف المجالات.
كما اطلع الرئيس على مستجدات المبادرة الرئاسية «اتكلم عربي»، والتى تهدف إلى تنمية المهارات اللغوية للمصريين بالخارج من خلال الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، وأيضًا إعداد دليل تعليمى لأولياء الأمور، والتعريف بالمناسبات الوطنية، وكذا العمل على إكساب المتعلمين القدرة على الاتصال بالأهل والأصدقاء فى مصر وخارجها من أجل زيادة الترابط بين أبناء المصريين فى مختلف الدول.
ووجه الرئيس فى هذا الإطار بتوسيع نطاق البرامج التعليمية والتثقيفية التفاعلية الرامية نحو ربط شباب المصريين فى الخارج بالوطن وتعزيز انتمائهم، وحثهم على التمسك باللغة العربية وترسيخ الهوية المصرية.
كما عرضت وزيرة الدولة للهجرة سبل زيادة دعم مساهمات المصريين بالخارج فى التنمية الوطنية المستدامة، اجتماعيًا واقتصاديًا، موضحةً الجهود القائمة بالتنسيق مع الجهات المعنية المختلفة لتوفير فرص الاستثمار المتنوعة للمصريين بالخارج حسب الشرائح المختلفة فى جميع المجالات، خاصةً ما يتعلق بالاستثمار العقاري، ووجه الرئيس بتوسيع نطاق جهود الترويج للاستثمار العقارى للجاليات المصرية فى الخارج، وذلك بالتنسيق ما بين جميع الجهات المعنية وشركات التطوير العقارى، وتذليل أية عقبات فى هذا الإطار.
واستعرضت الوزيرة نبيلة مكرم جهود وزارة الهجرة فى تنفيذ المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، والتى تهدف إلى تناول مسألة الهجرة غير الشرعية ونشر التوعية اللازمة حول المخاطر الناجمة عنها، حيث تشمل محاور تنفيذ المبادرة عقد دورات تدريبية وتثقيفية للشباب، إلى جانب التعريف بسبل الهجرة الآمنة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية المختلفة.
وأطمأن الرئيس على سلامة وأوضاع الجالية المصرية فى أوكرانيا فى ضوء تطورات الأزمة الأوكرانية، حيث اطلع على حصر شامل بعدد وتوزيع المصريين الذين قاموا بالتحرك من الأماكن الخطرة، وموقف الحالات الإنسانية، وكذا المصريين العابرين للحدود إلى الدول المجاورة، وجهود الحكومة لإعادتهم بالتنسيق مع سلطات الدول المناظرة، فضلًا عن الطلبة العائدين وجهود إلحاقهم بالجامعات المصرية، موجهًا بتضافر جهود الدولة واجهزتها لضمان سلامة وأمن أبناء الوطن وتقديم كل الدعم لهم من أجل تجاوز الأزمة الراهنة لحين عودتهم إلى مصر.
وقدمت الدولة استثناءات عديدة للعائدين من أوكرانيا جراء الحرب، لتقديم أوراقهم لاستكمال دراستهم في مصر، وذلك بمقر وزارة الهجرة، وفقًا للضوابط التي أقرها مجلس الوزراء وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بدراسة أوضاع الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات.
وبدأت امتحانات الطلاب المصريين القادمين من أوكرانيا، قبل نحو أسبوعين لأداء اختبارات بكليات (الطب البشري جامعة القاهرة – الصيدلة جامعة القاهرة – طب الأسنان جامعة عين شمس – الهندسة جامعة عين شمس)، حيث قدم للتسجيل في الجامعات الخاصة والأهلية أكثر من 1270 طالب وطالبة.
ولم تكن هذه المرة الأولى، التي تنجح فيها الدولة المصرية باقتدار في معالجة أي أزمات تواجه الجاليات المصرية في الخارج، ففي سوريا وليبيا والعراق وكافة الدول التي شهدت نزاعات وحروب دامية، كانت أجهزة الدولة المصرية في الموعد.
وفي سوريا، نجحت الدولة المصرية في فتح خطوط تواصل دائمة مع المصريين العالقين في المناطق المشتعلة، مما أدى إلى إنقاذ مئات الأسر من معاناة الحرب التي شهدتها البلاد طيلة السنوات الماضية.
وفي ليبيا كان الوضع مماثلا في فترات الاشتباكات بالعاصمة طرابلس ومحيطها، حيث قدمت السفارة المصرية في ليبيا كل الدعم للأسر المصرية المقيمة في تلك المناطق الراغبة في العودة إلى الديار.
وتعتبر كافة هذه الجهود التي قدمت من قبل أجهزة الدولة المصرية للجاليات في الخارج، مهمات وطنية تحافظ على الأمن القومي لما للطيور المهاجرة من قيمة عالية لرفعة الدولة المصرية أمام جميع دول العالم.
ويمكن هنا أن نتذكر مواقف الجاليات المصرية بالخارج، في الوقوف بظهر الدولة في قضاياه الخارجية وتكون اول سد منيع لأي تحركات تستهدف زعزعة أمن مصر، حيث اتسم دور المصريين في الخارج المستمر في دعم الدولة المصرية بالمشرف، وساعدها في تخطي الصعاب، التصدي لمحاولات إرهابها، إلى أن وقف الوطن قادراً على استعاده هيبته مقدراً كل جهود أبناءه المقدمة بالخارج قبل الداخل للحفاظ على أمنه القومي.
أثبت المصريون بالخارج أنهم على قدر المسؤولية في الكثير من القضايا التي مرت على مصر، نجحوا خلالها أن يثبتوا للعالم بأنهم قادرين على أن يكونوا سفراء للدولة خارج محيطها الإقليمي، بداية من إظهار الاستحقاقات الانتخابية بالخارج في صور مبهرة للديمقراطية، وصولا إلى دعم الدولة وقيادتها السياسية في قضايا الأمن القومي.
وكان الجميع شاهد على دور المصريون بالخارج في دعم الدولة المصرية في الملف الليبي، لاتخاذ خطوات من شأنها الحفاظ على الأمن القومي المصري ومن بعده الأمن القومي الليبي، وذلك بعدما اتخذت القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً بوضع خطوط حمراء لعدم تخطيها، وهو ما أدى إلى التزام الجميع بها؛ والتوصل إلى اتفاق سياسي جعل من حل الأزمة أمراً وارداً خاصة بعد تغيير السلطة التنفيذية واختيار مجلس رئاسي وحكومة جديدان تشرفان على إجراء انتخابات ليبية.
كما أظهرت "الطيور المهاجرة" - جاليات مصر بالخارج - انتمائها لهذا الوطن ودعم القيادة لمواجهة أي تحدي وصعوبات تستهدف الدولة المصرية ففي ملف سد النهضة كانوا حاضرون وبقوة للتعبير عن حرصهم للدفاع عن مصالح مصر المائية.
ومن هنا أطلقت الجاليات المصرية بالخارج حملة على مستوى العالم تحت عنوان "قدها وقدود" لتأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي في جميع قراراته المتخذة حول ملف سد النهضة الإثيوبي.