"المجنونة هتعقل"... خبير زراعي عن ارتفاع أسعار الطماطم: التغيرات المناخية السبب وانخفاض خلال أسبوعين

منذ بداية شهر رمضان شهدت أسعار الطماطم ارتفاع كبير في الاسواق المصرية ليتراوح سعرالكيلو ما بين 20 الي 25 جنية ، ليظل تعبير"مجنونة يا قوطة" ملاصق للطماطم التي تعد من أهم المحاصيل الزراعية ، وهو ما جعل السؤال عن موعد أنخفاض سعر الطماطم سؤال ملح من جانب المستهلكين ،وفي الوقت نفسة قامت وزارة التموين لمواجه الازمة بطرح الطماطم بالمجمعات الاستهلاكية التابعة لها بسعر11 جنية للكيلو.

زراعة الطماطم في مصر 

تزرع الطماطم فى مصر فى عروات متداخلة طوال العام وتمثل العروة الشتوى 42% من المساحة المنزرعة من الطماطم وهي التي  تنتج ثمارها فى يناير وفبراير ومارس ، أما العروة الصيفية فتزرع 49% من مساحة الطماطم وتنتج محصولها فى يونيو وحتى شهر أغسطس ، كما يتم زراعة 9% فى العروة النيلى والتى تزرع شتلاتها فى أشهر 6 ، 7 وتنتج ثمارها في أشهر  10 ، 11 ، 12 . 

مزارعي الطماطم

ويرجع بعض مزارعي الطماطم الارتفاع الجنوني في أسعارها الي زيادة تكلفة زراعة فدان الطماطم والذي وصل الي 100 ألف جنيه للفدان الواحد والذي ينتج في المقابل 25 طن فقط وذلك نتيجة زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج وأسعار العمالة الزراعية، وهو ما أدي لانصراف الكثير منهم عن زراعة الطماطم  فيقول أحد مزارعي الطماطم أن الازمة الحقيقية ترجع بشكل كبير لجشع بعض تجار الطماطم ، حيث تم زيادة سعر شيكارة الأسمدة من 100 جنيه إلى 450 جنيها، كما استغل البعض الحرب الروسية الأوكرانية التي للاستفادة منها في رفع سعر بعض المنتجات الزراعية ولذلك فنحن بحاجة لتشديد الرقابة على الأسواق وتقليل عدد الوسطاء الذين يستفيدون من بيع المحصول عبر أكثر من حلقة.

التغيرات المناخية وانخفاض الاسعار 

من جانبه قال الدكتور محمد علي فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة والخبير الزراعي أنه من المتوقع انخفاض سعر الطماطم في الاسواق بعد حوالي أسبوعين أو ثلاثة علي أقصي تقدير مشيرا الي أن مصر من أكبر خمس دول إنتاجًا للطماطم فى العالم، وتزرع أكثر من  نصف مليون فدان، تنتج نحو  10  ملايين طن، وتصدر أقل من 1٪ فقط، أى قرابة ١٤٠ ألف طن ويتم ضخ معظم الانتاج في السوق المحلي (طازج وتصنيع) .

 

وأرجع الدكتور محمد علي فهيم اسباب ارتفاع اسعار الطماطم خلال هذه الفترة الي أكثر من سبب :

1- محدودية المساحات المنتجة من الطماطم خلال الفترة الأخيرة بعد الخسائر المتلاحقة لمزارعي الطماطم في العروات السابقة.

2- العروة التي كان من المفترض دخولها السوق  ( بداية من منتصف مارس) هي عروة الانفاق وهي من العروات المكلفة جدا للمزارع (يتكلف الفدان ما بين 50-70 ألف جنيه ) وبسبب موجات البرد المتلاحقة وطول فترة الشتاء أدى إلى تأخير دخول هذه العروة.

3- تأخر إنتاج العروة الصيفية المبكرة ( حقل مكشوف) والتي كانت من المفترض دخولها السوق فى الاسبوع الاول من ابريل بسبب أيضا طول فترات البرودة الشديدة.

4- ومن أسباب زيادة أسعار الطماطم في الأسواق تعود أيضًا إلى زيادة الإقبال على شراء الطماطم في شهر رمضان المبارك وكثرة الحلقات الوسيطة واستغلال بعض التجار للحالة الراهنة، كما أدت الأحداث العالمية الراهنة وارتفاع أسعار معظم المنتجات الغذائية البديلة للطماطم لزيادة ارتفاع أسعارها بصورة لافتة.

مشيرا الي  ضرورة ترشيد الاستهلاك قدر الإمكان من جانب المواطنين وذلك كحل مؤقت حتى دخول انتاج العروات الجديدة.

دعم الفلاحين

وعلي الجانب الاخر أشار رائف تمراز أمين عام فلاحين مصر بنقابة الفلاحين علي أهميه توفير الدعم المادي للمزارعين لتشجيعهم على الزراعة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تمر بها مصر ، مع ضرورة توعيتهم  من خلال الندوات وحقول الإرشاد بكل ما هو جديد فى الابحاث الزراعية لمقاومة ما تتعرض له المحاصيل الزراعية سواء من أفات أو من درجات حرارة غير مستقرة مابين مرتفعة ومنخفضة بخلاف ما تعرضت له البلاد من منخفضات جوية وصلت لحد الصقيع أثرت بشكل كبير علي المحاصيل المزروعة وأدت للاضرار بها ومضيفا الي أن قلة المعروض من الطماطم مع زيادة الطلب على المحصول نتيجة رغبة البعض في تخزينها وصناعة الصلصة منها وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعارها ، بخلاف ارتفاع مستلزمات الإنتاج الداخلة في إنتاج محصول الطماطم حيث وصل الفدان إلي خمسين ألف جنيه مما يؤدي الى إحجام المزارعين علي زراعة الطماطم.