هل ستنجح أمريكا والغرب في الضغط علي الصين والهند للتخلي عن موسكو في الأزمة الأوكرانية ؟
الإثنين، 11 أبريل 2022 01:00 م
هل ستنجح أمريكا في الضغط الذي تمارسه علي الصين والهند للتخلي عن روسيا في الأزمة الأوكرانية ؟ هذا هو السؤال الدائر الأن بعد الممارسات العلنية للإدارة الأمريكية بالضغط علي الصين والهند للابتعاد عن روسيا وجعلها منعزلة عالميا خلال الأزمة الأوكرانية، وهو ما يعني أمكانية محاصرة موسكو واجبار بوتين علي قبول الشروط الأوربية الأمريكية ودخول أوكرانيا لحلف الناتو، وهو ما يرفضه بوتين بشدة .
الضغط الأمريكي بدأ بالفعل باتخاذ موقف من الدول لا تؤيدها فيما يخص الوضع في أوكرانيا، بل أن هناك عدد من المسئولين الأمريكيين وجهوا تهديدات مباشرة للصين والهند".
وجاءت بداية التهديدات من نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، التي هددت بكين بـ "عواقب" حال تقديمها أي دعم مالي لروسيا، كما هدد رئيس المجلس الاقتصادي الوطني للبيت الأبيض، برايان ديز، نيودلهي مهددا إياها بأنها ستواجه عواقب "كبيرة وطويلة الأمد"، إذا اقتربت من موقف موسكو".
الصين، تتخذ موقفا محايدا، وترفض مهاجمة موسكو، بل تلقي باللوم على واشنطن، قبل الجميع، في إثارة الأزمة وتصعيدها
وقد أظهرت الأزمة أن موقف الصين من الأزمة الأوكرانية ذو مستويين، الأول، هو أن بكين ليس لديها خيار في الوقت الحالي سوي دعم روسيا، لأن روسيا أحد الأقطاب، وربما أقوى قطب في الكتلة "الموالية للصين"، من الدول التي تستخدمها الصين في المنافسة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن الصين تحاول تجنب العوامل غير المتوقعة التي قد تؤدي إلى تدهور وضعها، في مواجهتها مع الولايات المتحدة وفي تنافسها المتنامي مع الاتحاد الأوروبي، ولعل هذا ما دفع مسئولي الصف الأول في الصين إلي الهجوم علي الولايات المتحدة واعتبارها المسئولة بالدرجة الأولى عن إثارة الأزمة الأوكرانية.
وتري الصين أن الولايات المتحدة والناتو يمسكان بمفتاح حل الأزمة"، ومن ثم فهي تناشدهما علي تخفيف حدة الوضع المتأزم في أوكرانيا".
في المقابل تدرك إدارة بايدن أن الصين هي القوة الوحيدة في العالم التي تملك القدرة على إجهاض وإفشال العقوبات المفروضة على روسيا، وتمكين بوتين من تحقيق انتصار سيؤدي إلى وقف زحف الناتو نحو الشرق.
علي الجانب الأخر فأن الوضع مختلفا بل وصعبا في الموقف الهندي من الأزمة الأوكرانية والاوقف بجانب موسكو، ولعل الأزمة تكمن في أنها ضمن تحالف مع أمريكا واليابان وأستراليا وهو تحالف " تحالف كواد"، حيث حاولت أمريكا اقناع شريكهم الرابع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بدعم موقفهم في أزمة أوكرانيا دون جدوي.
وعلي الرغم من أن روسيا تعد أكبر مصدر للأسلحة إلى الهند، إلا أن نيودلهي تعاني من أزمة مع الصين وتحاول الحصول علي دعم أكبر من مجموعة "كواد" في مواجهة تنامي النفوذ الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث بات التوتر مع بكين في أعلى مستوياته منذ المواجهات التي دارت بينهما عام 2020 في المنطقة الحدودية المتنازع عليها في الهيمالايا.
وكشفت الأزمة الأخيرة أن الهند تعاني من وضعا غريبا، فهي تحاول من جانب تحقيق التوازن بين العديد من التهديدات والمصالح والأولويات المختلفة أثناء التعامل مع موقف مخيب للآمال من الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، كما أنها محاطة بقوتين نوويتين هما باكستان والصين، وقد كانت الأولى حليفا وثيقا للولايات المتحدة لسنوات عديدة، واستفادت بشكل كبير من إمدادها بالأسلحة".
إلا أن ما يميز العلاقات بين الهند وموسكو ليس فقط عمليات بيع الأسلحة، لكن البرامج المشتركة لأنظمة الأسلحة المختلفة المنتجة في روسيا أو بالاشتراك معها، التي تم شراؤها وتطبيقها بالفعل، حيث منحت موسكو الهند امتيازات خاصة فيما يتعلق بالدفاع، مثل دمج الأسلحة المصنوعة محليا في الطائرات المقاتلة والسفن البحرية، بينما لم تسمح الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا بحدوث ذلك حتى الآن".