حلم مثلث ماسبيرو أصبح حقيقة

 

تغيير شكل المنطقة 180 درجة وتحويل العشش العشوائية إلى أبراج سكنية

انتهاء المرحلة الأولى وتسليم الوحدات كاملة التشطيب لـ936 أسرة بعد عيد الفطر

 

شهد ملف العشوائيات في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تطورًا كبيرًا مما جعله محط أنظار الجميع، فقد تحولت العديد من المناطق غير الآمنة إلى أماكن سكنية آدمية، وتغيرت النظرة تمامًا إلى ملف العشوائيات، الذي أهملته الحكومات السابقة على مدار 30 عامًا، حيث تغيرت النظرة من الإهمال إلى الاهتمام والاتجاه نحو التطوير فما حدث في مصر من تطوير للعشوائيات هو أقرب من للحلم أو الخيال، الذي أسهم بنسبة كبيرة في تحقيق النمو الاقتصادي، بما يتضمنه من العديد من الملفات المهمة.

 

وفي ظل اهتمام الدولة بالعشوائيات وتوجيهات الرئيس السيسي، بالاستمرار في تطوير كافة المناطق العشوائية المنتشرة على مستوى الجمهورية، وتسكين المواطنين بتلك المناطق بعد تطويرها، فقد أولت الحكومة اهتماما كبيرا بالقطاع العقاري، وكذلك التوجه نحو البناء الآمن غير المخالف، والعمل على تقنين أوضاع المخالفين، وكان لتطوير منطقة مثلث ماسبيرو أهمية كبرى نظرًا لموقعها، وتعد أهم مشروعات التطوير الجاري تنفيذها بالقاهرة لإعادة رونقها الحضاري، الذى سيغير من خريطة المنطقة.

 

وساهم مشروع تطوير مثلث ماسبيرو في تغيير كامل لشكل المنطقة ، فالعشش العشوائية والعمارات القديمة والبيوت المتهالكة اختفت من المكان مع انطلاق المشروع ، الذى بدأ عام 2019، وغيّر من ملامح المنطقة 180 درجة، شكلاً وموضوعاً، وظهرت أبراج السكن البديل، بارتفاع 18 طابقاً لتزين المنطقة، ويتم إنشاء مناطق تجارية وترفيهية للتخديم على الأبراج السكنية ويتضمن مخطط إنشاء مشروع تطوير مثلث ماسبيرو، فندقى وسكنى وتجارى وإدارى وترفيهى وسياحي، أطوال الأبراج يصل لـ30 دورا، كما سيتم إنشاء أبراج سياحية وفندقية فى المنطقة التى تقع على النيل وخلف مبنى ماسبيرو، أما الناحية الغربية من المشروع تم تخصيصها للإدارية والتجارية، ووسط المشروع سيكون عبارة عن منطقة ترفيهية، وذلك بتكلفة استثمارية تصل لـ10 مليارات جنيه.

 

ويتم تسليم وحدات مثلث ماسبيرو للسكان بعد انتهاء المرحلة الأولى للمشروع، خلال ايام قليلة، والتى تطل على شارع 26 يوليو خلف مبنى الإذاعة والتلفزيون بكورنيش النيل بالقاهرة، حيث تم تشطيب الوحدات السكنية المقرر تسليمها لسكان منطقة مثلث ماسبيرو بالقاهرة، وذلك بعد تنفيذ 4 أبراج تطل على شارع 26 يوليو بالمشروع، ضمن مخطط تطوير المنطقة بالكامل، كما يتم تشطيب واجهات الأبراج وتقسيم مساحات اللاند سكيب وزراعة الأشجار.

 

 وانتهت الشركات المنفذة للمشروع من مد شبكات المرافق للمشروع، ويتم الآن تشطيب ما تبقى من الواجهات للأبراج بالرخام بمنطقة البوديوم بارتفاع 3 أدوار، كما تم دعم الوحدات بأنظمة إطفاء مكافحة الحريق، ومد شبكات حريق بكامل الأبراج، وكذلك الوحدات السكنية، المقرر أن يتم تسليم كل الوحدات كاملة التشطيب، بعد عيد الفطر المبارك، للسكان الراغبين فى العودة مرة أخرى وعددهم 936 أسرة تقريبا.

 

وأكد المهندس نسيم سليم، مدير مشروع تطوير مثلث ماسبيرو، وممثل هيئة المجتمعات العمرانية المالكة للمشروع، أنه جارٍ تنفيذ أعمال التشطيبات الداخلية والخارجية، لمشروع الأبراج بمنطقة ماسبيرو، والذي يتكون من دور بدروم (جراج سفلى) بمسطح 19220 م2، سعة 353 سيارة، ودور أرضي (تجاري) بمسطح 16970 م2، ودور أول (جراج علوى) بمسطح 15800 م2، سعة 280 سيارة، وبرجين للسكن البديل لمن وافق من سكان منطقة "مثلث ماسبيرو"، على خيار العودة إليها بعد تطويرها، ويتكون كل منهما من 18 دورا سكنيا بإجمالى 468 وحدة سكنية، وبرج ثالث بارتفاع 23 دورا سكنيا بإجمالي 134 وحدة سكنية، وبرج رابع (برج إدارى) يتكون من بدروم + دور أرضى تجارى، و15 دورا متكررا.

 

وأضاف مدير المشروع، أنه جارٍ أيضاً تنفيذ مشروع أبراج النيل ماسبيرو، والمُقام على مساحة 19244 م2، ويتكون من أبراج سكنية، ومسطحات تجارية، ومسطحات ترفيهية (نادي صحي - مناطق ألعاب أطفال - مناطق خضراء مفتوحة)، ومسطحات إدارية، وأدوار خدمات ميكانيكية، ومحطة كهرباء مثلث ماسبيرو، وأماكن انتظار سيارات، كما أنه يتم تنفيذ مشروع أبراج ماسبيرو، ويتكون من برجين (برج فندقى – برج إدارى)، وبدروم، ويُقام على مساحة 8419 م2،ويتم الآن تنفيذ لاند سكيب بمداخل المشروع، وحاليا يتم تنفيذ 9 أبراج، 4 منها تطل على شارع 26 يوليو و3 أبراج تطل على كورنيش النيل و2 تطل على شارع الجلاء، وسيتم استكمال البناء فى باقى المساحات الفضاء فى الفترة القادمة، لافتاً إلى أن عدد سكان منطقة مثلث ماسبيرو، حوالى 4500 أسرة، بعضهم طلب تعويضاً مادياً، وبعضهم انتقل للسكن بحى الأسمرات، وآخرون اختاروا الرجوع مرة أخرى إلى المنطقة بعد التطوير، مضيفاً أنه تم تنفيذ حوالى 936 وحدة سكنية فى مشروع السكن البديل بمنطقة مثلث ماسبيرو.

 

وقال علي الادريسى، الخبير الاقتصادي، أن مشروع ماسبيرو يعد من أهم المشروعات الاستثمارية العقارية التي تقوم بها الدولة وتستكملها في الفترة الحالية لخلق مشهد حضاري في وسط العاصمة وخلق قيمة مضافة لقطاع السياحة في مصر وأيضا بهدف استغلال قلب العاصمة وتطويره، والقضاء علي العشوائية بعد تطوير المنطقة كلها ،فلا يمكن أن يتم التطوير في ظل وجود مساكن عشوائية تشوه المظهر الحضاري خاصة مع تطوير وسط القاهرة وميدان التحرير.

 

وأضاف الادريسئ، في تصريح خاص لـ،"صوت الأمة"، أن الهدف من المشروع أيضا خلق فرصة جاذبة للاستثمارات من قبل القطاع الخاص في هذه المنطقة الحيوية خاصة أن الدولة ساهمت بشكل كبير في تطوير البنية التحتية وتعويض المواطنين عن وحداتهم السكنية القديمة التي كانت لا يليق بكرامة المواطن المصري فبالتالي هي مشروع هام للجانب السياحي لما سيتضمنه من فرصة للترويج للسياحة في وسط العاصمة والقرب من المتحف المصري وايضا الممشي السياحي الذي افتتح مؤخرا.

 

وتابع الخبير الاقتصادي أن المشروع له اهداف عقارية هامة وينعش سوق العقارات والاستثمار في المباني المشيدة بشكل يضاهي المباني والناطحات الاوربية وقربها من كورنيش النيل وبالتالي رواج للتسويق العقاري وجذب للاستثمار من قبل الدول العربية لهذه المنطقة، بعد التطوير الهام في هذه المنطقة الحيوية والهامة بقلب القاهرة الخديوية مما ينعش الاقتصاد المصري بشكل كبير وتضيف أهمية لسوق العقارات وترفع أهمية  الاستثمار في مصر من قبل شركات اجنبية أيضا فالمشروع سيحدث انقلاب في وسط العاصمة وتحويلها إلي منطقة أكثر أهمية وحيوية.

 

واوضح الادريسى، أن المشروع طرح من عقود ماضية ولكن كان يحتاج لإرادة سياسية قوية تمكن من تنفيذه وتحويله إلي واقع ملموس والقضاء علي العشوائية وتحويلها إلي مزار سياحي اقتصادي تجاري هام علي مستوي المشروعات الاقتصادية التي تعمل عليها الدولة مؤخرا للارتقاء بمستوي المعيشة وزيادة حجم الاستثمارات في الاقتصاد المصري.

 

يشار إلى أن منطقة ماسبيرو تقع فى نطاق حى غرب بمحافظة القاهرة، ويحدها كورنيش النيل من الجهة الغربية، وشارع 26 يوليو من الجهة الشمالية، وشارع الجلاء من الجهة الشرقية، وميدان عبد المنعم رياض من الجهة الجنوبية، ويبلغ طول الواجهة المائية للمنطقة حوالى 900 م، ويبلغ مسطحها التقريبى حوالى 75.19 فدان بكل ما تشمله من مبانٍ ومعالم قائمة، وتتميز المنطقة بوجود العديد من الاستعمالات المميزة، وأهمها مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مبنى وزارة الخارجية، مبنى دار المعارف، فندق هيلتون رمسيس، والقنصلية الإيطالية، وانطلاقاً من توجه الدولة لتطوير المناطق العشوائية وتحسين مستوى المعيشة للفئات التى تقطن بها، تم البدء فى أعمال تطوير المنطقة المصنفة كمنطقة غير آمنة ذات خطورة من الدرجة الثانية.