أزمة «سالمونيلا كيندر» تصل الأسواق المصرية.. وإجراء وقائي من «حماية المستهلك»

اتخذت  شركة فيريرو الإيطالية العملاقة في مجال الصناعات الغذائية والمصنعة لشوكولاته «كيندر» قرارا بإيقاف الإنتاج في بلجيكا وسحب المزيد من الشوكولاتة من الولايات المتحدة وأستراليا وعدة دول أوروبية، كإجراء احترازي بعد تسجيل حالات إصابة تسمم بالسالمونيلا، وهو ما تسبب في حالة من القلق داخل السوق المصرية والتي يتم تداول شوكولاتة كيندر به علي نطاق واسع بين الاطفال خاصة أنها تعمل على جذب كلا من البنات والأولاد لاحتوائها على إلعاب صغيرة تناسب كل منهم.

 

وعقب تلك الإجراءات التي اتخذتها الشركة الأم قام جهازحماية المستهلك في مصر بالتحفظ على كميات من الشوكولاتة كيندر، من خلال الإدارات المعنية بضبط ورقابة الأسواق وذلك كإجراء وقائي لجمع عينات من الشوكولاتة لفحصها والتأكد من خلوها من مرض السالمونيلا، وهو ما أكده المهندس رئيس جهاز حماية المستهلك أيمن حسام الدين، وفق بيان له من أن تلك الاجراءات تمت فى ضوء استدعاء شركة فيريرو لبعض منتجات شيكولاته كندر بسبب ما تم تداوله على وسائل الإعلام العالمية بعد تسجيل عدد من الإصابات بمرض السالمونيلا في أوروبا تصل إلى 63 حاله تسمم فى بريطانيا.

 

وذلك علي الرغم من عدم وجود أى دلائل أو بلاغات على أن مصر استوردت أى تشغيلة انتاج من التشغيلات المشكوك فى تسببها فى الإصابة بمرض السالمونيلا الا أن هذا الاجراء يهدف الى التأكد من سلامة المنتجات على الصحة وخلوها من اى مكونات قد تضر بصحة وسلامة المواطنين، مشيرا إلى أن تشغيلات الانتاج المشكوك فيها تم إنتاجها في بلجيكا وجرى بيعها في بعض دول أوروبا وليس من بينها مصر إلا أنه لا يمكن التهاون فى التأكد من أن أى منتج بالأسواق المصرية لا يسبب ضررا بصحة وسلامة المواطنين، مؤكدا أنه سيتم الاعلان عن نتائج تحليل العينات فور ورودها من المعامل المركزية لوزارة الصحة تطبيقا لمبدأ الشفافية. 

 

 

لم يكن القرار الذي اتخذته شركة فيريرو بوقف إنتاجها للشوكولاته كيندر في بلجيكا بسبب السالمونيلا هو الوحيد، إلا أنه تم سحب المزيد من الشوكولاته من الولايات المتحدة وأستراليا وعدة دول أوروبية كإجراء احترازي بعد تسجيل حالات إصابة تسمم بالسالمونيلا. كما سحبت الشركة الإيطالية العديد من المنتجات المخصصة للأطفال المصنوعة من الشوكولاته من الولايات المتحدة، بعدما سحبت بالفعل منتجات من العديد من الدول الأوروبية وأستراليا في وقت سابق من الأسبوع.

 

فيما أكدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في بيان أن تشكيلة «كيندر هابي مومنتس» و «سلة كيندر ميكس تشوكوليت تريتس»، قد «تكون ملوثة» بالسالمونيلا. حيث تم تصنيع هذين المنتجين في مصنع تم فيه مؤخرا اكتشاف تفشي السالمونيلا.

 

ما هي بكتيريا السالمونيلا؟

 

السالمونيلا هي بكتيريا تم اكتشافها لأول مرة من قبل عالم أمريكي يدعى الدكتور دانيال إي سالمون في عام 1885. وبحسب مُنظمة الصحة العالمية فأمراض الإسهال هي أكثر الأمراض شيوعا، والتي تنجم عن الأغذية غير المأمونة، ويُصاب بها كل عام 550 مليون شخص، منهم 220 مليون طفل دون الخامسة من العمر، وتٌعتبر السالمونيلا أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالإسهال حول العالم.

 

معظم أنواع السالمونيلا مرضاً يُسمى السالمونيلا، وبعض الأنواع الأخرى من السالمونيلا تسبب حمى التيفوئيد والتهاب المعدة والأمعاء، وتنتشر عادة في فصل الصيف أكثر من الشتاء. ويسمي المرض الناتج عن هذه البكتيريا باسم داء السالمونيلات، الذي يؤدي للإصابة بالإسهال، ويحتاج علاجه لرعاية طبية خاصة.

 

أعراض الإصابة بالسالمونيلا 

 

تقول الدكتورة مروة شعير باحث بقسم الأغذية الخاصة والتغذية معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية  أن خطوره التسمم بالسالمونيلا على الأطفال تتمثل في الجفاف نتيجة للاسهال المستمر الإسهال والاصابة بمتلازمة رايتر كما يمكن حدوث بعض الالتهابات كالسحايا وغيرها نتيجة وصول البكتريا لمجري الدم

 

كما تسبب أيضا في بعض الحالات عدوى في البول، أو الدم، أو العظام، أو المفاصل، أو الجهاز العصبي (السائل النخاعي والدماغ)، ويمكن أن تسبب مرضاً شديداً، مشيرة إلى أن معظم المصابين بالسالمونيلا يمكن أن يتعافو خلال 4 إلى 7 أيام دون استخدام المضادات الحيوية، ويجب أن يشرب الأشخاص المصابون سوائل إضافية؛ طالما استمر الإسهال.

 

الأكثر عرضة للإصابة بالسالمونيلا

 

وأشارت الدكتورة مروة شعير، أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بعدوى «السالمونيلا» هم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، إلى جانب الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن 12 شهراً، والذين لا يرضعون رضاعة طبيعية.

 

 

كما أن البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أيضاً من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بعدوى السالمونيلا الشديدة، إلى جانب أصحاب المناعة المٌنخفضة، والنساء الحوامل من أكثر الفئات المُعرضة للإصابة بتلك العدوى، وفي تلك قد يكون الخطر مُضاعفاً للأم والجنين، وفي حوالي 4% من عدوي السالمونيلا أثناء الحمل قد تنتشر البكتيريا في مجرى الدم مُسببة تعفن الدم داخل الرحم، وهو ما قد يهدد حياة الأم وجنينها.

 

أسباب عدوى السالمونيلا:

 

تؤكد الدكتورة مروة على أن اتخاذ الفرد للاجراءات الوقائية واتباع طرق الطهي الجيد وغسل الخضروات والفاكهة جيدا من شأنه تقليل التعرض لخطر السالمونيلا فقد يحتوي البيض النيئ على بكتيريا السالمونيلا، أو قد تحدث الإصابة بتناول مُنتجات يقع البيض ضمن مكوناتها كالمايونيز مثلاً، وقد تحدث العدوي ايضا من تناول اللحوم النيئة والحليب غير المبستر إلى جانب مُنتجات الألبان، مثل: الآيس كريم والجبن والزبادي، إن لم تكن مُصنعة بشكل جيد.

 

طرق الوقاية من عدوى السالمونيلا:

غسل الأيدي بالماء والصابون خاصة قبل وأثناء تحضير وتناول الطعام وبعد استخدام المرحاض مدة لا تقل عن  20 ثانية.

الفصل بين الأطعمة المطبوخة والنيئة وغسل الخضروات والفواكه قبل استخدامها وتناولها.

 

يجب غسل الأواني وألواح التقطيع وأطباق الطعام بالماء الساخن والصابون بعد كل خطوة من خطوات إعداد المواد الغذائية.

 

الطهي الجيد للأطعمة، خاصة اللحوم والبيض وغسل الأواني المُستخدمة في الطهي جداً، واستخدام أدوات تقطيع خاصة باللحوم والدواجن تختلف عن أدوات التقطيع التي تستخدم مع المنتجات الزراعية الأخرى وغسلها وتنظيفها بعد كل استعمال لتجنب التلوث الخلطي.

 

التأكد من سلامة البيض؛ وذلك بالابتعاد عن البيض المتشقق والمتسخ، وتخزينه في درجة حرارة لا تزيد على 40 درجة فهرنهايت، والتأكد من طهيه جيداً.

 

التأكد من غسل الملابس والفراش والمناشف في الغسالة على أعلى درجة حرارة، وتنظيف الأحواض ومقاعد المرحاض، ومقابض الحمام باستخدام المطهرات إن كان هناك شخص داخل المنزل مُصاب بالسالمونيلا.• يجب تخزين الأغذية المبردة والمجمدة بطريقة صحيحة، فيجب أن تكون درجة حرارة الثلاجات بين ( 3 -5 ْم)، أما المجمدات (الفريزرات) فدرجة حرارتها يجب أن تكون تحت (- 18 ْم).

 

يجب حفظ الأغذية المبردة عند درجة حرارة لا تزيد على 4 ْم، والأغذية الساخنة عند درجة حرارة لا تقل عن 60 ْم.

يجب أن تتم عملية تسييح اللحوم والدواجن المجمدة إما بوضعها في الثلاجة لمدة كافية لتسييحها أو تسييحها مباشرة باستخدام الميكروويف أو الطبخ المباشر السريع وذلك لتقليل مخاطر التلوث ونمو الميكروب، ويجب تلافي تسييحها على درجة حرارة الغرفة.