لوغاريتمات الموقف الأوربي من الأزمة الأوكرانية.. أعلنوا تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا و"زيلينسكي" يهددهم بسبب تأخير وصول السلاح
السبت، 09 أبريل 2022 02:03 م
لوغاريتمات كثيرة تحملها الحرب الروسية الأوكرانية فيما يخص الموقف الأوربي من الأزمة، وهو ما ظهر في المواقف المتأرجحة للاتحاد الأوربي منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، وهو ما أظهره اللوم الشديد الأخير الذي وجهه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لزعماء أوروبا بسبب تأخر المساعدات العسكرية لبلاده، حيث قال زيلينسكي، في مقطع مصور "أي تأخير في تقديم أسلحة لأوكرانيا وأي رفض لا يعني سوى أن السياسيين المعنيين يريدون مساعدة القيادة الروسية أكثر منا"، داعيا إلى فرض حظر على الطاقة وعزل جميع البنوك الروسية عن النظام العالمي.
الغريب أن هذا التخاذل الأوربي الملحوظ في دعم أوكراني أمام ما تعانيه من أزمة جاء بعد أيام قليلة من تصريحات مثيرة قالها ينس ستولتنبرج أمين عام الناتو في 4 إبريل الجاري، أكد فيه نية أوربا تعزيز أوكرانيا بالأسلحة المتطورة لمواجهة القوات الروسية.
وأضاف ستولتنبرج في تصريحات أن "حلفاء الناتو ساعدوا أوكرانيا لسنوات، وعززوا ذلك منذ الهجوم الروسي"، موضحًا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ودولًا أخرى دربت القوات الأوكرانية لسنوات عدة.
وتابع: "أن عشرات الآلاف من الجنود الأوكرانيين هم في الواجهة للتصدي للقوات الروسية" مؤكدًا أن الجيش الأوكراني مسلح حاليا بدرجة أفضل، وذلك بسبب الدعم المستمر، فضلًا عن شجاعة القوات الأوكرانية التي تقاوم بقوة.
وأشار ستولتنبرج إلى أن حلف الناتو يقدم أسلحة متطورة للجيش الأوكراني، رافضًا التحدث عن التفاصيل، إلا أنه أكد أن هذه الأنظمة تحدث فارقًا كل يوم، وتمكنت من تدمير مدرعات وطائرات روسية
الغريب أن التصريح السابق سبق ودعمه اقتراح الاتحاد الأوروبي خلال قمة بقصر فرساي قرب العاصمة الفرنسية في مارس الماضي مضاعفة التمويل العسكري لأوكرانيا عبر تقديم مبلغ إضافي قدره 500 مليون يورو، كما قررت الدول الأعضاء زيادة الضغط على روسيا لإنهاء هجومها العسكري بالتهديد بفرض عقوبات " قاسية" جديدة عليها.
لعل الموقف الأوربي المتأرجح من تقديم الدعم لأوكرانيا راجع إلي التصريحات القوية التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحذر فيها من " انجرار " الدول الأوروبية في حرب مع روسيا في حال انضمام أوكرانيا للناتو، وفي حال حاولت هي استعادة السيطرة على القرم بالطرق العسكرية.، لافتا إلي أن مثل هذه الحرب لن تكون فيها جهة منتصرة.
كما أن التحالف القوي الذي ظهر بين روسيا والصين والذي أحيا هواجس الغرب من التحالف الصيني الروسي، خصوصا بعد دعوة بكين للغرب بأخذ "مخاوف موسكو الأمنية المعقولة" بعين الاعتبار، جعل أوربا تفكر مرارا وتكرارا في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.
بل أن ما أثار رعب أوربا أكثر هو الإعلان المشترك بن الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين عن ما أسمياه بـ"حقبة جديدة" في العلاقات الدولية، حيث اتهمت عدد من دوائر صنع القرار في الغرب موسكو وبكين بالسعي لفرض نموذجهما "الاستبدادي" في الحكم وكذلك تغيير القواعد القائمة في العلاقات الدولية.
كما نظر الأوربيين بعين الاعتبار للانتقاد الذي قاله وزير الخارجية الصيني وانغ لحلف شمال الأطلسي، معتبرا أن "أمن منطقة ما لا يمكن تحقيقه بتعزيز التكتلات العسكرية" في إشارة منه إلى مساعي حلف الناتو للتوسع شرقا. وترى الصين في سياسة الغرب تجاه تايوان تدخلا مشابها لما تتّهم به موسكو الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في أوكرانيا.